د.حماد عبدالله يكتب: رسالة إلى وزير الشباب والرياضة!!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله


هل يتذكر وزير شبابنا (أشرف صبحى) أن فى ستينيات القرن الماضى كان لدى وزارة الشباب برامج للجوالة والكشافة وللتجوال فى أنحاء الجمهورية تحت عنوان (أوتوستوب) وأيضاً كان لديها (الوزارة) برامج لمعسكرات الشباب على جميع المستويات (مدارس وجامعات) معسكرات للتشجير ، ومعسكرات لخدمة المجتمع ومعسكرات صيفية فى (أبى قير والمكس وبلطيم ، وجمصة ، وبورسعيد والوادى الجديد ، ومديرية التحرير جنوبها وشمالها ) ومعسكرات فنية (لطلاب الجامعات) ويتخللها مسابقات فى الفنون بفروعها المتنوعة وأخرجت لنا تلك المعسكرات كبار فنانينا على المسرح وفى السينما والتلفزيون ، ومعسكرات رياضية للشباب أخرجت لنا مشاهير فى كرة القدم أذكر صديقى وزميل الدراسة (إبراهيم عبد الصمد) جناح أيمن الأهلى والمنتخب الوطنى.
هل يتذكر وزيرنا الشاب (أشرف صبحى) كل هذه البرامج والأنشطة التى كانت ترعاها الدولة فى (مصر) وكانت نتائجها مبهرة .
أم أن سيادتكم لم تلحقوا بهذا الزمن الجميل ؟
أقترح عليكم الإستعانة بالأباء ممن كانوا فى وزارة الشباب وأعتقد كثيرين منهم على قيد الحياة ، ومنهم من قاد هذه المنظومة العظيمة من الشباب التى إهتمت بشباب (مصر) وليس بإتحاد كرة القدم فقط بالجبلاية.
وأذكر على سبيل المثال وليس حصراً برنامج (الأوتوستوب) حيث كنا فى المدارس الثانوية عند بدء الأجازات الطويلة وهى أجازة الصيف ، نسعى من خلال مسئول التربية الرياضية أو التربية الإجتماعية بالمدرسة تسجيل أسمائنا فى قوائم الراغبين الإلتحاق بهذا البرنامج ويحدد لنا يوم للذهاب إلى مركز شباب الجزيرة (وهو قائم حتى الآن كمبنى !! ) وننتظم فى طوابير داخل الملاعب وتوزع علينا كتيبات عن (مصر) (محافظات وعواصم ومدنها وقراها) ثم خرائط بالطرق بين المحافظات، ودليل بنشاط السكان والزراعة والصناعة والخدمات فيها ، ويوزع علينا أثناء إنتظار المقابلة بعض (البسكويت) وبعض العصائر من منتجات شركة (قها) العظيمة ، وحين يأتى الدور للقاء أو المقابلة مع مسئول الوزارة أو المركز أو كما يدعون عليه المهم مسئول عن الحكومة شاب رياضى ، بشوش ، متفتح على المستقبل الذى ينتظره هؤلاء الأولاد ، يرتدى (تىشيرت أبيض وبنطلون أسود ) أتذكر هذه التفاصيل لإعجابى الشديد وقتها بالصورة كاملة وعلى الطاولة التى يجلس عليها إسمه ووظيفته (منسق إتصال بالشباب) ويسأل عن سبب إختيارى للبرنامج ويحدد لى فى (دفتر) شبه جواز السفر ، ذو صفحات مقسمة إلى المحافظة ، المدينة ، القرية ، موعد الوصول ، موعد الرحيل .
وهنا يطلب من المتقدم أن الرحلة تبدأ سواء من الجيزة أو من القاهرة والعودة ووجوب التسجيل فى نقاط أو مراكز المرور فى الطرق الزراعية بأن يقدم قائد نقطة المرور وهو عادة (رقيب أو صول) يختم الدفتر ساعة الوصول إلى النقطة وساعة الرحيل من البلدة لكى يضع الختم التالى فى المحافظة التالية ، وهكذا وبعدد الكيلومترات التى يقطعها الشاب (أوتوستوب) حيث نشير إلى السيارات على الطريق نقل أو خاص لكى يقبل قائدها بنقلك إلى البلدة التالية لموقعك "وبأدب شديد" يتم ذلك ودون مقابل ، ويمكن أن تبقى فى البلدة كى تزور  أهم معالمها ، وفى المساء تذهب إلى مركز الشباب أو بيوت الشباب المنتشرة فى كل محافظات الجمهورية وبهذا الدفتر يسمح لك بالإقامة بمبلغ (عشرة قروش) فقط لتأخذ ملاية وكيس مخدة ثم تذهب لتأخذ أحد الأسرة فى عنابر النوم والإفطار فى (الميز) المطعم صباحاً ، (فول وحلاوة وعدس)فى بعض الأحيان وفى المساء حينما تحل ضيفاً على البيت أو المركز (علبة زبادى وحلاوة ورغيف فينو) وقطعة جبنة (نستو) !!كل تلك الإستضافة كانت "بعشرة قروش" لليلة لحامل الدفتر أو (الباسبور) الشبابى وفى حوزتك دائماً أدواتك الخاصة ، ومنشفتك الخاصة (فرشاة الأسنان والحلاقة) وتترك بلدة لتذهب إلى أخرى وكان لبعض المجتهدين أمثالى أن يمكث فى البلد حينما يجد عمل مثل عمارة تحت الإنشاء يساعد فى حمل الرمل والزلط إلى أماكن العمل مقابل خمسة وعشرون قرش فى اليوم ، أو فى جراج للسيارات (غسيل للسيارات) أو فى مطعم أو فى صندل من صنادل النيل لنقل البضائع ، وهنا يتعلم الشاب كيف يعمل فى أى شيىء لكى يحصل على أربعة ألاف كيلومتر مسافات على دفتر الشباب أو الباسبور "وتعود لمركز الجزيرة" تصبح مؤهل للسفر إلى معكسرات خارج (مصر) صوفيا (رومانيا) أو ألمانيا الشرقية أو تشيكوسلوفاكيا أو اليونان ، قبرص حيث برامج تبادل الشباب مع هذه الدول فى برامج مشابهة ، هكذا تربى شباب الخمسينيات والستينيات فى (مصر) ، يا معالى وزير الشباب الهمام (أشرف بك صبحى)هل لديكم تعليق.