"نصنع الخبز لك فماذا تفعل لنا".. كيف كافح العامل المصري القديم لنيل حقوقه؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


يهل علينا علينا غدًا الأول من مايو عيد العمال الذي يحتفل فيه العالم بهذه الطبقة القريبة من قلوب الجميع، طبقة الصناع والحرفيين، ولكن يذكر التاريخ أن العامل المصري القديم هو أول من نادى بحقوقه فطوال التاريخ المصري القديم لم يتوان عن رفع صوته للمطالبـة بحقوقه، منذ عصر الدولة الوسطى وحتى العصور الحديثة. 

وقال مجدي شاكر كبير أثريين، إن المصري القديم ترك لنا العديد من البرديات التي تسجل لنا مطالبات العمال بحقوقهم، فمثلًا نجد أن "نفــــر- بسجت" كتب عن العـمال "من الجـميل أن نصنع الخبز لك ونجـعلك سعيدًا فماذا تفعل أنت لنا"، المجتمع المصري القديم كان على قمـته الملك وأسـرته، ثم طبقة النبـلاء، ثم الكهنة، ثم رجال الجيش وفي أدنى الطبقات يوجد العمال الحرفيين والفلاحين، واتضح ذلك الفارق من المنازل فبيت العامل في اللاهون في الدولة الوسطي ما بـــين 50 و80 مترًا مربعًا، ومنازل العمال في دير المدينة كانت تتراوح ما بين 80 و160 مترا مربعا.

ودلل شاكر على الحركة العمالية عند أجدادنا فقال، "في عصـر الملك رمسيس الثالث أرسل كاتب دير المدينة نفر حتب رسالة إلي الوزير "تو" يشير فيها إلى أن: "الاحتياجات التي أرسلتها الخزانة للعمال غير كـافية رديئة، ويجب أن توفي احتياجات العمال بشـكل جيد وسريع"، وهو ما يعني أن رؤساؤهم كانوا ينضمون للعمال في مطالباتهم الاحتجاجية. 

وتابع "في بردية اللوفر رقم 3230 ب توجد رسالة أرسلها رئيس العمال "أحمس" إلي رب العمل يلومه بأنه أوقف شابة صغيرة عن العمل، ودافع عنها وقدم الأعذار لأنها لم تكن لديها خبرة، ولكن لو تم الصبر عليها فستصبح ماهرة وذكر في معرض رسالته أن أمها تلومه لترك الفتاة لتعمل مع شخص أخر".

وأشار إلى أنه في خطاب لأحد العمال ويدعي "انحرت - خاي" موجه للوزير مباشرة، طالب العامل من الرئيس الأعلى لعمال جبانة دير المدينة وهو الوزير، أن يخاطب كبير كهنة أمون ومدير الخزانة بتدبير المواد التي يحتاجونها في العمل وملابس جديدة، فهنا العامل تخطى رؤساءه دون مراعاة للتسلسل الإداري، وعند احتياج العمال لشيء كانوا يخاطبون الوزير مباشرة. 

وعن علاقة الطبقة الغنية بالعمال في مصر القديمة تجاه العمال قال شاكر إنها تتلخص فيما قاله "عنخ شاشانقي" في تعاليمه التي تؤرخ بأواخر العصور الفرعونية وهو يوضح مدي استفادة الطبقة النبيلة من استخدام العامل واستغلاله فقال: "أعطي رغيفا إلى العامل تتسلم رغيفين من عمل يديه"، وأكد على التفرقة ما بين العامل ورئيسه فقال: "أعطى رغيفًا إلى ذلك الذي يعمل، وأعطى رغيفين للذي يعطي الأوامر". 

وأيضًا في تعاليم "بتاح حتب"، التي ترجع لعصور أقدم بكثير من نصائح "عنخ شاشانقي نصحت بمعاملة العمال معاملة جيدة "لأن ذلك سيكون مستحسنًا من الإله بتاح إله العمال والحرفيين، ويري كبير كهنة أمون روما روي أن التقرب إلى العمال يكون من خلال تجديد ورشة العمل التي يعمل بها العمال.. وأوضح أنه قام بإصلاح الورشة التي يعمل بها العمال وكانت جدرانها وأبوابها علي وشك الانهيار، فبعمله هذا جعل العمال يتحمسون.

وختم شاكر قائلًأ إن الكاهن "باكن- خونسو" افتخر في تعاليمه بعلاقته الممتازة مع العمال عن طريق ما فعله لهم حيث كان لهم أبًا، وحتى الملك رمسيس الثاني لم ينس في أحد لوحاته أن يُظهر أنه رجل ذو " ضمير اجتماعي" يوفر للعمال كل ما يحتاجونه من مأكل وملبس ومشرب وخاصة عمال الحدائق والفخرانية وعمال تشييد السفن.