بـ"الجوانتي والكمامة".. توزيع البلح والتمر على الصائمين في شوارع القاهرة

أخبار مصر

بوابة الفجر


شهر رمضان هو شهر الخير والبركات والصدقات، وهو الشهر الذي يريد فيه كل مسلم أن يرسل رسائل الخير لله تعالى، وتعتبر سنة إطعام صائم ساعة الفطر من أعظم الأعمال في نظر المصريين، حيث يعتقدون أن لها ثوابًا عظيمًا. 

"مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ" كانت هذه أولى الكلمات التي ترددت على ألسنة عدد من الشباب الذين وقفوا في قلب شوارع القاهرة يقومون بإعطاء التمر والمشروبات الرمضانية المعهودة لمن حبسهم الوقت ولم يستطعوا اللحاق بالإفطار ببيوتهم. 

شباب في الثلاثينيات، وفي العشرينيات، وأيضًا صبية وأطفال جميعًا يشاركون في هذا العمل الذي يعتبرونه ثوابًا لهم عند الله، رغم ما يبذلونه من مجهود، ورغم ما تعاني منه البلاد من ظروف جالية في ظل انتشار وباء كورونا المستجد. 

وقال عاطف، أحد أكبر الشباب في المجموعة، "حريصون تمامًا على إجراءات التعقيم، فكل المشروبات يتم صناعتها يدويًا في منازلنا، بواسطة ربات البيوت، ونقوم بنقلها في أوعية تحافظ على برودتها، "كولمان" ثم نرتدي الكمامة والجوانتي أثناء التوزيع. 

"أنا بحب أوزع كل سنة" هكذا قال سمير، وهو طفل لم يكمل عامه الخامس عشر بعد، وقال إنه يشعر بسعادة غامرة عندما يعطي الصائمين البلح والتمر، فهذا عمل خير، ومساعدة للغير، خصيصًا أن هؤلاء الناس سيفوتهم الإفطار مع أولادهم. 

ومن ناحيته قال عم أحمد أحد كبار المنطقة، إن هذه العادة لا تنقطع لدينا كل عام، وهي استثمار جيد لطاقات الشباب، ولا خطورة عليهم فجميعهم يتخذ احتياطاته، وبإذن الله ستنزاح الغمة قريبًا فقد كان العدد الذي يوزع على الصائمين أكبر من هذا كل عام، ولكن لظروف وإجراءات الحماية قللنا العدد بشكل كبير. 

ورصدت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية سعادة الجميع بهذه العادة سواء الذين يقومون بتوزيع الفطر على الصائمين أو الذين يتلقون هذه الهدايا، فهم على سفر وكل منهم لم يكن يعلم متى سيصل إلى بيته ويتناول إفطاره. 

وقال عم حسن، أحد سائقي التاكسي، عن هؤلاء الشباب "ربنا يبارك في عمرهم ويحفظهم ولازم ياخدوا بالهم من نفسهم"، وأكد أنهم يقدمون خدمة جليلة، وأضاف أنه يدعوا لهم بالبركة، فهو لا يعلم متى سيصل إلى منزله كي يتناول إفطاره.