د.حماد عبدالله يكتب: إستكمال رسالتى إلى وزير التربية والتعليم {2}!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



نعم كانت المدرسة مصنع للرجال وللسيدات أيضاً ، كان السلوك داخل المدرسة سلوك مختلف عما نراه اليوم من إحترام للطالب لنفسه ، ولزيه ،ولمدرسته ولإنتمائه كطالب فى مدرسة بعينها .
يستعد الأهالى لموسم الدراسة بالإعداد للأولاد (بنين وبنات) بزى المدارس وكان من البساطة بحيث نرى فى أثناء خروج المدارس الجميع بملابس موحدة فى المرحلة الإبتدائية كما تحدثت بالأمس عن (المريلة تيل نادية) ثم الإنتقال إلى البنطلون القصير (الشورت) والقميص والبلوفر بالوان محددة فى المرحلة الإعدادية ثم (البليزر) بنطلون وجاكت وقميص وكرافت فى المرحلة الثانوية.
وكان الحضور للمدرسة قبل موعد جرس الطابور شيىء مقدس لدى الجميع (طلبة ومدرسون ) !
وأيضاً كان العاملون بالمدرسة قبل موعد وصول الطلاب مستعدون ،مدارس نظيفة "وفصول زى الفل" وأرض الطابور سواء رملية أو بلاط أو حتى أسفلت جاهزة لا تُخْدِشْ العين أى سوء فيها.
"ومنصة العلم" وسط فناء المدرسة شبه (قدس الأقداس) حيث هذا مكان محرم على الإقتراب منه ، قبل رفع العلم صباحاً ومع الموسيقى والنشيد الوطنى .
وقرائة نشرة الأخبار فى إذاعة المدرسة لمدة ثلاث دقائق أو خمس وتعليمات الناظر للنشاط الذى سيحدث فى المدرسة اليوم.
ويتم التحرك بطوابير منظمة كل مدرس مع فصله إلى مقر الدراسة ،  وكان هناك حصص للألعاب (الجميع بزى رياضة بسيط) وحصص للأشغال وأيضاً الأدوات من مختلف العناصر من قلم رصاص ملون إلى "الصلصال والطين الأسوانى" تشكيل  الفخار والخزف فى أفران صغيرة فى المدرسة فى حجرة الأشغال وحصص الموسيقى فى فصول معدة بها أساساً (البيانو والآلات الموسيقية والنحاسية والوترية) .
وحصص للتدبير المنزلى للبنات ، ويتم فيها تعليم الفتيات فنون الطبخ والحياكة (الخياطة والتفصيل) وكان هناك حصص للتربية العسكرية (الفتوة)  يتدرب فيها الطلبة والطالبات على ضبط السلوك العسكرى البسيط والإلتزام بالأخلاق الطيبة وحتى التدريب فى يوم من أيام الدراسة فى (تبة ضرب النار) حيث كل طالب له الحق فى (عشرة طلقات) لكى يصوب على لوحة التنشين (الهدف) وأيضاً كان للمدرسة فريق كرة قدم (خماسيات) وفريق (للسلة) وفريق (للفولى بول) وفريق لكرة الطاولة (بينج بونج) وفريق للسباحة وفريق لألعاب القوى (أثقال وجرى وقفز وخلافه) بجانب فريق التمثيل والموسيقى.
والمدرسة كلها تشترك فى العرض العسكرى الثانوى فى المنطقة (بنين وبنات) يجئن فى طابور عرض فى أهم شوارع المدينة وتنظم خطواتهم الموسيقى المدرسية (العسكرية) الآلات النحاسية (والطبلة) Dramps ، بجانب كل تلك الأنشطة كانت هناك رعاية إجتماعية حيث الأخصائى الإجتماعى هو صديق كل الطلبة وهو مع مدرس التربية الرياضية والموسيقية والأشغال والتدبير المنزلى ينظمون المعسكر الأسبوعى خميس وجمعة فى المدرسة لكى يقيموا حفلات السمر مع الطلبة المشاركين فى المعسكر الأسبوعى والذى يرشح منهم البارزون لمعسكرات الصيف فى المدن الساحلية ، الإسكندرية وبلطيم ورأس البر وجمصة ومطروح !!
كان الإهتمام بالطالب ليس فقط بدنياً وثقافياً بل الإهتمام بالغذاء حيث تصرف وجبة غذاء فى (فسحة) الظهر الإستراحة تمتد إلى نصف ساعة منتصف النهار لكى يقوم قسم التغذية تحت إشراف إتحاد طلبة المدرسة ، بتوزيع رغيف عيش مع قطعة من الجبن الرومى وقطعة حلاوة طحينية وبرتقالة أو موزة وفى بعض الأحيان كانت الوجبات ساخنة فى المدارس المتقدمة ، كانت تلك الوجبة تمثل شيىء أساسى فى الغذاء أثناء النهار.
كل تلك الأنشطة والتى ذكرتها تصوروا كيف يكون هذا الطالب صباح كل يوم وهو فى طريقه للمدرسة مجرد سؤال ؟؟