اليوم الثّالث من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441

أبراج

اليوم الثّالث من
اليوم الثّالث من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441


*الباب الأوّل (المُصنّفَات العلميّة فى مُشكلات الأحلام)
يُقدّم فرويد نُبذة عن منهج تفكير من سبقوه فى الماضى بشأن تفسير الأحلام ، فذكر أن مُعظم من قامو بتفسير الأحلام فى الماضى كانو يركنون إلى إلحاق الأحلام بالقوى فوق البشريّة ، فهى رسالة غيبيّة ، ومنهم من صَنَّفَ الأحلام فهناك أحلام صادقة تُرسل رؤًىً وبُشرى بشأن المُستقبل ، و أخرى لاشأن لها معدومة القيمة.

أما أرسطو فقد عرّف الأحلام بأنها (النّشاط النفسى للنائم من حيث وهو نائم) وأن الأحلام تُعبّر عن "نفس" الشخص الإنسانيّة ، وأن الإنسان قد يرى فى الحلم أنه يدخل ناراً فيستيقظ ليجد أنه يُعانى من الحُمّى بمعنى أن الحلم يُعبّر عن حالة الإنسان الجسدية.

كما ذكر أرسطو أن مُعاصريه من مُفسّرى الأحلام قسّمو الأحلام لثلاث أصناف.
1-المنامات: وهى الأحلام التى تُصوّر حاضر وماضى الشخص وتُعبّر عن ما يشغل خاطره من جوع أو عطش أو رغبة فى الثروة أو الزواج ، وهذا النوع من الأحلام خالٍ من الدلالة على المُستقبل.

2-الخيالات: وهى الأحلام التى تُضخّم فكرة ما تشغل عقل الشخص بشكل خيالى فيرى مخاوفه على صورة كابُوس.

3-الأحلام المُتعلقة بالمستقبل: ولها ثلاث أنواع (النبوءة المُباشرة يسمعها الحالم فى حلمه بشكل مُباشر ، الرؤية التى تسبق حدث مُستقبلى ، الحلم الذى يشمل الرموز الذى يحتاج إلى تحليل) و قد دامت تلك النظرية قروناً عديدة.
على أن مُفسّرى الأحلام القدماء كانو لايتشبّثون بتفسيرٍ ثابت ، فكانو إذا إستعصى عليهم تفسير حلم لجؤو إلى مُحتوىً آخر يُسهّل عليهم تفسير الحلم ، فكان هذا حافزاً لهم على الإجتهاد فى التفسير ، كما أن إمتناع الحلم عن التفسير الواقعى يُسهّل عليهم ربطه بالغيبيّات ، وحتى الآن لاتزال المناقشات بشأن الأحلام التى تُمثّل مكاشفات غيبيّة لم تنقطع.

أما المُفسّرين إلى عهدٍ قريب كانو يُناقشون "النوم و الحلم" فى سياقٍ واحد رغم أنهما مُنفصليْن ، وكذلك ربط الأحلام بالهلاوس والأمراض النفسيّة ، وفرويد فى كتابه هنا يُناقش موضوع الأحلام ويُغفل الدّراسات المُتعلقة بموضوع النوم.

**المسائل التى يُثيرها البحث العلمى فى ظواهر الحلم يُمكن تبويبها فى الفصول التالية....
1-علاقة الحلم باليقظة.
2-مادة الحلم-الذاكرة فى الحلم.
3-مُنبهات الحلم ومصادره (المُنبهات الحسيّة الخارجيّة ، التهيّجات الحسّية الداخلية/الذّاتيّة ، المُنبّهات الجسميّة العضوية الداخليّة ، المصادر النفسيّة للتنبيه)
4- لماذا ينسى الحلم بعد اليقظة؟
5-الخصائص السّيكولوجيّة المُمَيّزى للحلم.
6-الحاسّة الخُلُقيّة فى الحلم.
7-نظريّات الحلم ووظيفة الحُلم.
8-العلاقة بين الحلم والأمراض العقليّة.

*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.