اليوم الثّانى من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441

أبراج

اليوم الثّانى من
اليوم الثّانى من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441


*تعريف.....

يُعرّف قرويد الحلم على أنه لغة ، الحلم عبارة عن مجموعة من الرسوم أو اللوحات المرسومة الخالية من الأصوات  والتى تُعبّر عن معنى مُعيّن ، لكن كلمة "تعبير" كلمة واسعة فتجمّع السحب يُعبّر عن إقتراب المطر أو السيارة تعبّر عن الحركة وهذا ليس بالضرورة المغزى من وراء صورة السحب أو السيّارة ورُبما هناك معنىً آخر "للتعبير" عن صورة السحاب أو السيارة ، التفسير السطحى للسحاب أو السيارة يُشبه بأن نقول أن البقر جميعهم لونهم أسود فى الليل.

والمعنى بأنه علينا النظر إلى تلك الصور فى الحلم نفس نظرتنا للوحة الفن السيريالى لنحاول فهم ما وراء الصورة ، شرط أن يُحاول المُحلّل فهم الحلم أولاً بـ"التعطيل الإرادى للريبة" فالمُحلل عليه أن يتقبل حلم الشخص الحالم ببراءة دون أحكام مُسبقة على الشخص ، وثانياً أن يتخلى عن أحكام مُسبقة بداخل المُحلل نفسه تلك الأحكام التى تحول دون قدرته الصحيحة على الإستبصار .

الحلم بالنسبة لفرويد هو كلمة تتألف من صور مرئيّة او نص مكتوب بطريقة مُصوّرَة ، ولفهم ودراسة هذه اللغة بصورة علميّة علينا إتباع نفس الطريقة التى ندرس بها أى لغة عادية ، وهى العناصر الثلاث لأى لغة (النحو ، البلاغة ، المُفردات).

1-النحو : الحلم يتكون غالباً من عدة أجزاء لكنه لايخرج عن أن يكون أحد أجزاء الحلم "سؤال الشرط" والجزء الآخر "جواب الشرط" وهى عملية نحوية تعنى أن أحد جزئىْ الحلم يتوقف على الآخر ، لكن بقيّة عمليات النحو من نفى والضد فتكاد تكون معدومة فى الحلم ، لذلك تُعتبر لغة الحلم فقيرة جداً من ناحية النحو.
2-الصور البلاغيّة: يُعوّض الحلم فقره الكبير فى النحو بازدهار كبير فى مجال الصور البلاغية مثل الكناية والتشبيه والإستعارة ، وغالباً ما يلجأ العقل فى الحلم للكناية أو التشبيه وحذف الشخص المقصود والإستعاضة عنه بشيئ آخر مُماثل والسبب يكون فى "الرقابة" فالعقل يشعر أنه تحت رقابة المجتمع أو الأعراف فيلجأ لحيلة التشبيه أو الإستعارة للإفلات من التصريح المباشر بالصورة التى يقصدها.

3-المُفردات: كالملك رمز للأب أو الرحيل عن مكان رمز للموت ، المفردة أو الكلمة هى الرمز ، لكن يوضّح فرويد أن المفردة تفلت من صفة الإشتراك فى المعنى ، فالسيارة ترمز للنقل أو الحركة لكنها تحمل معها عشرات المدلولات الأخرى بشكل "مُكثّف" وليس صفات مُحددة فقط تشترك مع بعضها تحت مفردة "سيارة".

وعليه فإن فرويد يرى أن لغة الحلم فقيرة جداً فى قوتها النحوية ، ومزدهرة جداً فى صورها البلاغية ، و "مُتكاثفة" فى مفرداتها.

*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.