عيادات الجمعيات الشرعية الملحقة بالمساجد بؤر لتفشى "الكورونا"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


القاهرة وحلوان والقليوبية وأكتوبر خارج سيطرة "الصحة"

10 مراكز طبية فى محافظات مختلفة لا تتبع الإجراءات الوقائية

فى أمثالنا الشعبية مثل دارج شهير يقول «باب النجار مخلع»، وهذه المقولة أصبحت منتشرة بشكل كبير جدا فى زمن الكورونا، فعدد ليس بالقليل من الإصابات بالفيروس المستجد ضحاياه من الأطباء وأطقم التمريض، فمع إغلاق بعض المستشفيات التى ظهرت بها حالات مصابة بهذا الفيروس اللعين والاكتفاء فقط بقسم الطوارئ، ازداد الضغط على عيادات المستشفيات والمراكز الخاصة الملاصقة للمساجد والتابعة للجمعيات الشرعية حسب ما تصنف نفسها.

وتنتشر تلك المراكز فى المناطق الشعبية والقرى الصغيرة، وهو ما جعل «الفجر» تخوض جولتها داخل هذه المستشفيات التى لا تخلو من العيادات الخاصة، للوقوف على مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية فى مجابهة فيروس كورونا، لكن المفاجأة كانت أن ضرر هذه العيادات لا يقل خطورة عن الأسواق الشعبية فى نقل فيروس كورونا.

البداية كانت بمستشفى أبو بكر الصديق بمنطقة الوايلى القاهرة، وعند الوصول لمقرها وجدنا رجل الأمن يجلس بعيدًا عن الباب الرئيسى ويرتدى كمامة فقط ولا يقوم بأداء دوره كرجل أمن تاركًا باب الدخول للمستشفى لمن يريد.

مع دخولنا المستشفى وجدنا فردين فى الاستعلامات للإجابة عن استفسارات المواطنين فقط، ولم يكن موجودًا على باب المستشفى مسئولون عن الكشف على المواطنين من خلال جهاز كاشف الحرارة الذى أكدت عليه وزارة الصحة، إضافة إلى عدم وجود أى وسيلة لتعقيم اليدين.

خلال جولتنا لاحظنا أن المستشفى الذى يعمل طاقمها الذى فى الفترة من التاسعة صباحًا وحتى السابعة مساء حالة من الإهمال فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية فيما يعمل الأطباء فى الفترة من الواحدة ظهرًا وحتى السادسة مساء، وبالصعود إلى عيادة الأطفال وجدناها مزدحمة ويجلس المواطنون بجوار بعضهم دون التزام بالإجراءات، وبالتجول فى باقى الأدوار وجدنا بعض الموظفين يرتدى قفازات طبية دون كمامات والعكس والبعض لا يرتدى شيئًا.

بالوصول إلى منطقة فيكتوريا بالقاهرة، تصادف وجودنا فى مسجد نصر الإسلام يوم الأربعاء الماضى مع الإنذار بكارثة، دخلنا المستشفى على سبيل حجز لإجراء عملية «لوز» لطفلة وعند التجول بالمستشفى كان الدخول سهلًا ولا يوجد إجراءات احترازية للكشف على المواطنين من خلال «كاشف الحرارة» ولا يلتزم طاقم التمريض أو الموظفين بأى إجراء وقائى.

وفوجئنا بأصوات تأتى من الخارج أنذرت أن هناك شيئًا غريبًا وذلك بظهور مواطن فى حالة إعياء شديدة ودخل المستشفى وحرارته مرتفعة الأمر الذى أثار حالة هلع وتدافع بين الحضور للخروج من المستشفى بأسرع وقت، غادرنا مسرعين وعند حضورنا فى اليوم التالى وجدنا أن المستشفى أغلق لمدة 15 يومًا بدأت من الخميس 16 أبريل.

وفى مركز الخلفاء الراشدين بمنطقة الأميرية القاهرة وجدنا صعوبة فى الوصول لشباك حجز التذاكر بسبب الازدحام الكبير بالعيادات الخاصة وقسم الأشعة الموجود بالمركز، ولم يستقبلنا أى فرد للأمن، إضافة إلى انتشار الأطفال بصحبة الأمهات أثناء الكشف، وكل حالة يصحبها مجموعة من الأفراد دون التنويه على أهمية التباعد وتقليل عدد المرافقين إلى فرد واحد على الأكثر وعدم اصطحاب الأطفال مع الحالات منعًا لتعرضهم للخطر مثلما جاء فى تعليمات وزارة الصحة، وبالتفاصيل نفسها كانت عيادات مسجد التوحيد بالمطرية.

وفى مستشفى الهدى الإسلامى بحلوان وجدنا أنفسنا خارج الزمن فجميع الموجودين يتعاملون وكأن لم شيئًا يكن، فالطاقم الطبى كاملًا دون أى وقاية ولا يوجد تعقيم نهائيًا، مع استمرار العمليات بأكملها وبنفس أعداد حجزها ولم تغلق منها أى عيادة أو تتغير مواعيدها على الإطلاق، وكان مركز «التقوى» بمنطقة المشروع الأمريكى لا يقل إهمالًا عن «الهدى» وكان به ما لا يقل عن 30 حالة من كبار السن فى انتظار موعدهم دون تباعد أو تنبية بفكرة الحجز تليفونيًا بل ما زال الدخول بأسبقية الحضور.

وبمستشفى الحمدى بمنطقة أكتوبر وجدنا عكس ما هو متوقع عن مدينة أكتوبر باعتبارها من المدن الجديدة وينتشر بها درجة كبيرة من الوعى، إلا أن المستشفى لا يختلف عما سبقوه فى الإهمال، والكارثة الأكبر وجود نفايات فى صناديق القمامة الموجودة بين المرضى فى منطقة الاستقبال ويوجد بها «قفازات وكمامات الأطباء» ولا يوجد أى تعليمات خاصة بالفيروس والكراسى الموجودة بها متلاصقة كعادتها ولا يوجد فرد أمن ليحدد الوافدين إليها.

انتقلنا لمحافظة القليوبية لنجد بها عددًا كبيرًا من المستشفيات الإسلامية، اللاصقة بالمساجد لنجد بمستشفى «أبو الهنا» التى تمتد ساعات العمل بها على مدار 24 ساعة فرد ينزف فى الطرقة الخاصة بعيادة الجراحة دون التعامل معه، وعند عيادات الصدر وجدنا عشرات الأشخاص فى انتظار جهاز التنفس لعمل جلسات ضيق تنفس دون ارتداء كمامات أو جوانتى سواء للممرضين أو للمرضى، وعند دخولنا لم يسألنا أى فرد عن العيادة المطلوبة أو أى أعراض، ولمدة ساعتين قام أكثر من 6 أفراد بعمل جلسات تنفس صناعى دون تحويلهم لمستشفيات الحميات رغم ارتفاع درجات حرارتهم واشتباه إصابتهم بكورونا.

وادعت المحررة الإصابة بكورونا على باب مستشفى مسجد الحرمين بالقليوبية، وطلبت من موظف الاستعلامات أن تدخل لطبيب الصدر على الفور، فكان رد فعل الموظف أن طلب منها أن تشترى جهاز قياس الحرارة من الصيدلية واذا تخطت حرارتها الـ 39 تتوجه للحميات قائلًا «إحنا مش ناقصين حد يعرف والجامع يتقفل، روحى الحميات وهما هيقولولك تعملى أيه».