عبدالحفيظ سعد يكتب: فضائح الجنس تحت راية التنظيم

مقالات الرأي



من اليوتيوبر الشاب لقصص سكرتير المرشد

حكايات الجنس وفضائحه، تأخذ بعدًا مختلفًا لدى المتشددين، هؤلاء الذين لا يكتفون بما يروجونه عن أنفسهم بأنهم حراس العقيدة والدين، بل يتجاوزون ذلك لمحاولة تنصيب أنفسهم حراساً للأخلاق. وللأسف لا يتعدى مفهوم الأخلاق، لدى هؤلاء المتشددين، حدود النصف الأسفل من الجسد، فيه تدور الحكايات التى تدغدغ المشاعر، وتجعل الجميع فى حالة انتفاض، خاصة أن الحديث ينصب على الجنس، أبرز غرائز الناس غير المعلنة.

فى تسعينيات القرن العشرين، اعتبر قيادى من تنظيم الإخوان، عصام العريان، أن الإنجاز الأبرز الذى نجحت الجماعة فى تحقيقه حسب ادعائه، هو زيادة عدد المحجبات فى المجتمع المصرى، فى ذلك الحين، مقارنة بالستينيات والسبعينيات، مروجا أن ذلك يزيد ويدعم الأخلاق فى المجتمع، رغم أنه يدرك أن أخلاق المجتمع فى الستينيات والسبعينيات، كانت الأفضل ليس فى السلوكيات العامة فقط، بل فى احترام خصوصية المرأة، وعدم التحرش بها.

ما ذكره العريان فى ذلك الوقت، يعبر عن الروح التى تسيطر على هذه الجماعة، وهو ما كشف عنه الرئيس جمال عبدالناصر فى إحدى خطبه الشهيرة، عندما روى عن جزء من خلافه مع الإخوان المسلمين، قصة طلب مرشد الإخوان الثانى حسن الهضيبى عقب ثورة 52، أن يصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بفرض الحجاب على السيدات، وذكر عبدالناصر فى خطبته الشهيرة، «عاوزنى ألبس البلد طرح».

1- جنس المجتمع المغلق

فى تصريح العريان والقصة التى ذكرها الزعيم الراحل، تلخص نظرة هؤلاء للأخلاق، بأنها تزداد مع كل ما يرى من جسد المرأة، تسير عليه نظرية المجتمعات المغلقة، فيما نرويه من وقائع قادمة:

فى إحدى الصدف، تعرفت على قصة الإخوانى المسن، والذى ظل يعمل سكرتيراً خاصاً لمرشد الجماعة، بداية من مأمون الهضيبى وصولا لمحمد بديع. وطلب منى أحد كوادر الجماعة وقتها أن أشترى له منشطاً جنسيا، فتعجبت لأنه شاب، فحكى لى أن المنشط الجنسى ليس له ولكنه هدية منه لسكرتير المرشد، لتقوية علاقته به.

ورغم أن سكرتير المرشد المسن، تجاوز السبعين، وزوجته فى سن الستين، لكنه تزوج سراً من فتاة فى آخر العقد الثالث، وظل يخفى الرجل السر، خاصة على أبنائه وزوجته وأعضاء مكتب الإرشاد، ولكنه كان يضطر أن يكشف عن السر، لمساعده الشاب، حتى يجلب له المنشط الجنسى.

فى قصة أخرى تتعلق بفضائح الجنس داخل الجماعة، كان أحد شهود العيان عليها، سكرتير المرشد، بعد أن لجأت فتاة كانت تعمل سكرتيرة فى إحدى مؤسسات التنظيم إلى مكتب الإرشاد، لتعرض عليه قصة ارتباطها بزواج سرى مع مديرها فى العمل، ولكنه تنكر لهذه العلاقة، عندما علمت زوجته الأولى، وضغطت عليه بنفوذ عائلتها فى التنظيم.

وترك القيادى الإخوانى سكرتيرته، رغم أنها حامل، ورفض الاعتراف بطفله. وكلف وقتها أعضاء مكتب المرشد السكرتير، أن يلازم الفتاة لتقوم باختبار حمل، فى أحد المستشفيات التابعة للتنظيم وبعد أن أخذت منها عينة وعقب خروجها من المستشفى، تعرضت الفتاة لهجوم من قبل الزوجة الأولى للرجل التى ارتبطت به، مع مجموعة من النسوة، مما أدى لسقوط الجنين، طبقا لرواية الفتاة.

وعندما عادت الفتاة للمستشفى، لتسلم نتيجة اختبار الحمل، أنكر المسئولون فيه معرفتها، خاصة أن إيصال إجراء التحاليل كان بحوزة سكرتير المرشد، والذى أخبرها أنه ضاع منه..!

وفى واقعة فضيحة جنسية أخرى داخل مكتب الإرشاد قبل ثورة 25 يناير، كان بطلها زوج إحدى النائبات عن الإخوان فى برلمان 2012، بعد أن أبلغ عن مجموعات الفتيات، ممن يعملن معه فى المؤسسة الإخوانية، تعرضن للتحرش والمساومة عن طريق زوج القيادة الإخوانية.

ولجأت الفتيات وقتها لعبد المنعم أبو الفتوح وقت شغله عضوية مكتب الإرشاد، خاصة أن الفتيات، محررات الشكوى تعرضن للعقاب، ورفض مكتب الإرشاد فى حينها، بضغوط القيادى فى الجماعة وقتها عبدالمنعم جبارة، بعدم التحقيق فيها، خشية رد فعل زوجته، صاحب النفوذ فى التنظيم.

2- من الشريف لنور

ولذلك تسير فضيحة اليوتيوبر الإسلامى عبد الله الشريف على نفس نمط تعامل المتشددين مع الجنس والمرأة، ففى قصة اليوتيوبر الملتحى، والتى تفجرت فى الأيام الماضية عقب تسريبات له يحاول فيها «مواعدة» فتيات سرا، عبر محادثات له على مواقع التواصل، أحدث دويا رغم انشغال الجميع بكارثة كورونا.

لكن يبدو أن قصص الجنس، التى تتفجر لدى المتشددين، تأخذ أبعاداً أخرى، وتجعلهم يتصرفون بأى طريقة فى سبيل دفن الواقعة، أو نفى الفضيحة، وهو ما حاول أن يفعله اليوتيوبر الملتحى.

ويدرك اليوتيوبر أن الفضيحة الجنسية تعد لدى الجماعة من أوراق تصفية الخصوم حتى لو لم يكن منتميا فكريا للتنظيم، مثل ما تعرض له كاتب مصرى كان مسئولا عن إحدى المطبوعات الإخوانية فى لندن، وتمت إقالته بعد أن اتهم بالتحرش بإحدى العاملات.

ورغم علاقة الكاتب المسئول القوية بعزمى بشارة، الذى يدير الصحيفة، إلا أنه لم يفعل شيئا، خشية أن يتم رفع الأمر للشرطة البريطانية التى لا تتساهل مع قضايا التحرش والاعتداء على حقوق المرأة.

وصحيح أن فضائح الجنس، غير مقصورة على الإسلاميين، لكنها تأخذ ردود فعل مختلفة لديهم، باعتبارها تدنس ثوبهم الطاهر، لكن فى واقعة أخرى مرتبطة بشكل ليبرالى يعمل مع الإخوان حاليا وهو أيمن نور، والذى تكشف أوراق قضية تزوير توكيلات حزب الغد والتى تفجرت فى 2005، أن تلك القضية وراءها، قصة جنسية، كانت السبب فى تفجر الفضيحة، طبقا لأوراق التحقيقات والتى لم يلتفت إليها الكثيرون.

وتقول الأوراق، إن شريك أيمن نور والذى يعمل مساعدا له وهو «ضياء»، هو من سرب سر التوكيلات المزورة لتأسيس حزب الغد، وذلك بعد أن اختلف مع أيمن نور، والذى قام بمعاقبة وطرده من العمل عندما علم أيمن نور بعلاقته بسكرتيرته المغربية الحسناء.

وذكر ضياء المتهم الثانى فى قضية حزب الغد، أن أيمن نور كان يغار من علاقته بسكرتيرته حنان، بعد أن قام بتشجيعها للقدوم لمصر من المغرب، وخصص لها شقة فى شارع شريف بوسط القاهرة، فقام بطرده منه عمله وإبلاغ الشرطة عنه، لصدور حكم ضده فى إحدى القضايا، وهو ما دفع ضياء أن يبلغ عن نور.

ولكن يبدو أن عبدالله الشريف، والذى يثنى أيمن نور على ما يقوم به من فيديوهات، لم يتجنب ما وقع فيه أيمن نور من خطأ والذى تسبب فى سجنه 5 سنوات، بسبب الغيرة على حسناء مغربية، غير أن اليوتيوبر الشريف لم يكن أسعد حالا من نور، لتضم قصته لمئات القصص، عن فضائح الجنس لدى لأبناء عبدالحكيم عابدين، بطل أشهر قضية جنسية فى التنظيم، رغم ادعائهم أنهم يخوضون حربا مقدسة من أجل الأخلاق.