فتوى الأزهر: من يدعو للتجمع لأداء الصلوات "آثم" (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إننا علينا أن نستقبل أي عبادة بالتوبة إلى الله وإخلاص النية في جميع الأعمال، والصيام هو خالص لله سبحانه وتعالى، ويجب على العبد أن يحسن هذه العبادة ويتضرع لله في هذا الشهر العظيم، وان يستثمر هذا الشهر في الدعاء لنفسه وأسرته وللعالم أجمع أن يرفع هذا الوباء.

وأضاف "الحديدي"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هذا الصباح" المذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الخميس، أن وباء فيروس كورونا محنة كبيرة، ولكن يمكن للإنسان أن يصنع منه منحة باستثمار بقاءه في منزله في ذكر الله، مشددًا على أن من يدعو للتجمع لأداء الصلوات في أماكن معينة مخالفين لتعاليم الدين في وقت نزول الوباء ويأثموا؛ لأن الإسلام يدعو للحفاظ على النفس، ومخالفين أيضًا لتعاليم الدولة. 

وأصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا نشر فيه عدد من النصائح والأعمال المستحبة خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن شهر رمضانُ مدرسة الطَّاعة والعبادة التي يتعلَّم فيها المُسلم: كيف يُعامِل ربَّه، ويُزكِّي نفسه، ويُحْسِن إلىٰ جميع الخلق حوله.

وتابع المركز في بيانه: "وإن كان قد حالَ وباءُ كورونا بين المسلمين ومساجدهم في رمضان هذا العام، وحَرَمَهم صلاةَ المكتوبة جماعةً فيها والتَّروايح، والاعتكافَ، وقراءة القرآن، والدُّعاء؛ فإنَّ بُيوت المُسلمين لهم محاريب ومساجد عامرة بالطَّاعات والقُربَات من صلاةٍ وصيامٍ وقيامٍ وذكرٍ ودُعاءٍ إنْ شاء اللَّه، ولن يَحُولَ وباءُ كُورونا دُونَ رفع هذه الأعمال الصَّالحة إلىٰ الله سُبحانه أو تنزُّل رحماته؛ بل إنَّ اللَّه سُبحانَه يُحبُّ من عِباده المُخلِصين المُحسنين الذين لا تزيدهم الشِّدة إلَّا قُربًا منه، وتوكُّلًا عليه، ويقينًا به، ويستحيي سُبحانه أنْ يردَّ حاجةَ عبدٍ رفع إليه يديه وسأله وهو الجواد الكريم.

واستطرد: "لذا؛ أحْسِنْ أخي المُسلم قِرىٰ الضَّيف الكريم، واعلم يقينًا أنَّ طاعَاتك وعِبادَاتك الرَّمضَانيَّة في بُيُوتِ اللَّه سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ المَسَاجِد وتَعليقِ جَماعَاتها؛ بل لَك أجرُهَا كَامِلًا إنْ شاءَ الله؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله ﷺ هو الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» [صحيح البُخاريّ]"

واجعلْ بيتَكَ مَسجدًا، واحرِصْ علىٰ الآتي:

1) اشْغل كلَّ دقيقِةٍ مِن رَمَضَان بعبادة، ولا تُضيِّع لحظةً منه في لهوٍ أو تسلِية؛ فمَن اغتَنمَ الوَقْتَ فازَ بالأَجر.

2) صَلِّ الصَّلوات الخَمْس المَكتُوبةَ في أوقَاتها، وأُمَّ فيها أهل بيتِك؛ إذا تمكَّنتَ مِن ذلك؛ كي تَنالُوا ثوابَ صلاةِ الجَمَاعة.

- وإذا صلَّىٰ الرَّجل بزوجته جماعةً؛ وقَفَت الزَّوجة خلفَه.

- وإذا كان له ولدٌ من الذُّكور، وزوجة؛ صلَّىٰ الولد عن يمينه، وصلَّت زوجتُه خلفَه.

- وإذا كان له أولادٌ من الذُّكور والإناث، وزوجةٌ؛ صلَّىٰ الذُّكورُ خلفه في صفٍّ، وصلَّت الزَّوجة والبنات في صفٍّ آخر خلف الذُّكور.

3) صَلِّ سُنَنَ الصَّلوات الرَّواتب في المنزل علىٰ وجهِهِا المَعلُوم قبل الصَّلاة وبعدها (ركعتان قبل الفجر - أربع ركعات قبل الظُّهر واثنتان بعده - ركعتان بعد المغرب - ركعتان بعد العِشاء).



4) يُشرع القُنوتُ (الدُّعاء) بعد الرَّفع من ركوع آخر ركعة مِن الصَّلوات الخَمْس المكتوبة؛ تضرُّعًا إلى الله سُبحانه أنْ يَرفع عنَّا وعن العالمين البَلاء.

5) اجْلِسْ فِي مُصَلَّاكَ بَعد صَلاةِ الفَجْرِ جَمَاعةً فِي بَيتِك، واذْكُر اللَّهَ حتَّىٰ تَطلعَ الشَّمسُ، ثمَّ صَلِّ ركعَتين؛ يُكتَب لَك إنْ شاءَ اللهُ «أَجْر حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» كمَا أخْبَرَ ﷺ. [سنن الترمذي].

6) صاحِبْ القرآنَ والزَمْهُ، ولا تمل قِراءَتَه، واجمَع علىٰ تِلاوتِه ومُدَارَستِه أهلَ بيتِكَ؛ فرمَضانُ شهرُ القُرآن.

7) أَكْثِرْ مِن ذِكرِ اللَّه في جَمِيعِ الأَوقَات؛ وحَافِظْ عَلىٰ أَذكَارِ الصَّبَاحِ والمَسَاءِ؛ قال ﷺ: «سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، قالوا: وَما المُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللهِ؟، قالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ» [صحيح مسلم].

8) أَكِثِرْ مِن مُنَاجَاة اللَّه سُبحَانَه ودُعَائه وأنتَ صَائمٌ؛ فمِن بينِ الثَّلاثَةِ الَّذين لا تُردّ دعوَتُهم كمَا أخْبَرَ ﷺ: «الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ» [مُسنَد أحمد].

9) فَطِّرْ فِي كُلِّ يومٍ صَائمًا؛ ولا تنسَ الفُقرَاءَ في شَهرِ الجُودِ الكَرم؛ قالَ ﷺ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» [سُنن ابن ماجه].

10) اجْتمِع أنتَ وأهل بيتِك عَلىٰ الإفطَار والسُّحُور؛ فالاجتماعُ عَلىٰ الطَّعام سُنَّةُ سيِّدنَا رَسُولِ الله ﷺ؛ إذْ يقُول: «اجتَمِعُوا علىٰ طَعَامِكُم، واذكُرُوا اسمَ اللهِ عَليه، يُبارَكْ لكمْ فِيه» [سُنن أبي داود].

11) اجْمَعْ أَهلَ بيتك علىٰ صَلاةِ التَّرَاوِيح جَمَاعةً في البيت -على النَّحو المذكور في صلاة الفَريضة جماعةً آنفًا- وأَوتِر بثلاثِ ركَعَاتٍ، وادْعُ الله سُبحانه بعدَ الرَّفعِ مِن رُكوعِ آخرِ ركعةٍ، ولِيُأمِّن عَلىٰ دُعائكَ المُصلُّون خلفَك.

فصلاةُ التَّراويح سُنَّةُ سيِّدنا رسول الله ﷺ، التي حرص الصَّحابة رضوان الله عليهم والأمة -من بعده- علىٰ إقامتها والاجتماع لها؛ لِمَا علموا مِن ثَوَابِها وفَضلِها؛ فقد قال ﷺ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [مُتَّفق عليه].

ولا يُشتَرط المَسجد لإقامتها، ويجوز أنْ يقرأ العبدُ فيها ما شاء من القرآن الكريم، دون حدٍّ لإطالة القراءة فيها، واستَحَبَّ بعضُ العلماء ختمَ القرآن فيها، ويجوزُ لإمامها أنْ يَقرَأ مِن حِفظِه أو مِن مُصحَفٍ.

واختُلِفَ في عَدَدِ رَكعَاتِها علىٰ أَقوالٍ، مِنَها:

- صلاتُها مع الوتر بثلاث ركعات إحدىٰ عشرة (11) ركعة.

- صلاتها مع الوتر بثلاث ركعات ثلاث عشرة (13) ركعة.

- صلاتها مع الوتر بثلاث ركعات إحدىٰ وعشرون (21) ركعة.

- صلاتها مع الوتر بثلاث ركعات ثلاث وعشرون (23) ركعة.

وكلُّ هذا جائزٌ، وفي الأمر سعة بفضل الله، وحَسب الاستطاعة.

12) وأخيرًا، لَا تُخالفْ إرشَادَاتِ الوقَاية مِن فيرُوس كُورونا؛ واعلمْ أنَّ احترامَ قرَارِ غلقِ المَساجِد وتعليقِ جماعَاتها وقت الوباء دينٌ يُثاب المرءُ عليه؛ كما أنَّ إعمارَها في الظُّروف الطَّبيعيَّة دينٌ يُثاب المرءُ عليه.

وتابع مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: " ليسَ مِن أحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لا يُصِيبُهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ شَهِيدٍ"، مؤكدًا أنه للحاكم تقييد بعض الشعائر الإسلامية في وقت الوباء، منوهًا بأنه يمكن للأب أن يُصلى جماعة مع أهل بيته في المنزل، وأن يجعلوا بيوتهم مسجدًا وقبلة لهم.