د.حماد عبدالله يكتب: الإنتمـــاء المفقــــود

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



صفة الإنتماء هى صفة جميلة ، ومحترمة وتعطى الأمل بأن الإنتماء لمؤسسة سوف يكون أحد دعائم نجاحها والإنتماء لمجتمع سوف يزيد من إرتقائه والإنتماء لبلد سوف يرفع من شأنه ويحمى ترابه ومقدساته وأعراضه  من الإنتهاك .

الإنتماء صفة من صفات الدين سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو حتى البوذية .
فالمنتمى لدين أو عقيدة يموت من أجلها وفى سبيل الدفاع عنه.

والإنتماء فى مصر كان فى العصور الحديثة إنتماءاً مجنوناً بالبلد فمصر هى الأم وهى الوطن وهى الحبيب تغنى بها الشعراء قبل المطربين والمطربات .
تغنى بحب مصر المنتمين من الشباب والشيوخ وحتى المومياوات فى التوابيت تتغنى بحب البلد.
فى ثورة 1919 خرج المصريون رجال ونساء …"تحيا مصر حرة مستقلة " 
 "نموت نموت وتحيا مصر " " الإستقلال التام أو الموت الذؤام "

كلام جميل يدل على عمق وقوة صفة الإنتماء لدى شعب المحروسة.

والآن أين ذهب هذا الإنتماء لقد إختفى فى ظروف غامضة .

أصبح الإنتماء عملاً صعباً.

إختفى الإنتماء على المستوى القومى ثم إختفى على مستوى الدولة والأن أصبح فى خبر كان على مستوى الجماعة وللأسف إقترب ضياعه على مستوى الأسرة إن لم يكن قد ضاع بالفعل.

وأصبح كل شخص منتمى لنفسه لذاته منتهى الأنانية منتهى الحقد على الغير.

صفات جديدة بدأت تغزو المجتمع تحتل أماكن الصفات الحميدة عند المصريين 

أدعو أساتذة علم الإجتماع أن يبحثوا عن صفة الإنتماء عسى أى يجدوا لها عنوان ولنبدأ بصفة الإنتماء عند شبابنا فى الجامعات.
وكيف إندثرت لديهم هذه الصفة وأصبحت مركزة فى كيف ينتمى إلى من يستطيع أن يحصل له على أمل فى الغد حتى ولو كان صاحب هذا الغد جماعة ستهدم المعبد على من فيه.

ونحن المسئولين نبنى فى قصور ونحيط القصور بأسوار ونفتح الطريق للقصور بأنفاق .

كل هذا زائل إذا لم نعظم الإنتماء للوطن .. 
"اللهم بلغت اللهم فأشهد "