د.حماد عبدالله يكتب: القـــدوة المفقـــودة …

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله





القدوة كانت وما زالت هى منارة الحياة للشباب وكان شيخ الكتاب بما يمثله من علم وحفظه للقرأن الكريم بالقرية المصرية فى زمن مضى وإندثر وإندثرت قيمه وأساليب حياته هو القدوة وتنعكس تصرفاته على مجالسيه وطلابه ومحاوريه إما نقداً وإما لزعاً وإما تفاخراً بما قال وبما أفتى.

وكان الفتى بعد الكتاب يقتدى بمدرس ما فى المدرسة يقلده ويتمنى أن يكون مثله فى مستقبله وبالقراءة فى الكتب والجرائد ورؤية شاشة السينما تتبلور صيغ أخرى للقدوة لدى الشباب ثم ينخرط بالجامعة فتكون السياسة بوابة لتكوين الشخصية والنشاط الحزبى فى المجتمع يقود الفكر من يمين إلى وسط إلى يسار إلى تجمعات دينية وكلها تحت بصر المجتمع وتتحرك الحياة وتموج بالشباب من إتحادات طلابية إلى رحلات إجتماعية ومعسكرات فنية ورياضية 
وكانت هناك معسكرات عسكرية (الفتوة) وكانت تتكون الشخصية من خلال قدوة فى كل مجال أدب ، فن ، سياسة ، إجتماع ، دين حتى عسكرياً كانت هناك قدوة للشباب وكانت حرية المزاولة وحرية الإختيار تخضع للبيئة وكذلك درجة الثقافة والميول الشخصية للشباب.

وكانت من نتائج هذه القدوة والممارسات الحرة تحرك المجتمع سياسياً وإجتماعياً وبرز على الساحة المصرية عمالقة فى الفن والأدب والسياسة أقربها وليس حصراً.
-كان هناك عبد الوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزى وعبد الحليم حافظ وعبد المطلب ومحمد رشدى … الخ.
-وكان هناك العقاد وتوفيق الحكيم ويوسف أدريس ونجيب محفوظ … ألخ .
-وكان هناك التابعى ومحمد حسنين هيكل ومصطفى وعلى أمين وعلى حمدى الجمال … الخ.
-وكان هناك لطفى السيد وطه حسين وجوهر … ألخ.
-وكان هناك النقراشى ومكرم عبيد ومصطفى النحاس وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك ومصطفى خليل وحسب الله الكفراوى –ومحمد فوزى –وعمرو موسى … الخ.
وكان هناك أحمد عبد العزيز ، جواد حسنى ، عبد المنعم رياض … الخ.

كانت القدوة منتشرة فى كل مجالات الحياة نبع صافى للشباب لكى يرتوى وينمو وينضج ويقود.

أين نحن ألان بعد أن سيست الجامعات وإمتنعت عن مزاولة الحريات السياسية داخل أروقتها وأصبحت المعسكرات شبه مدرسة ببغاوات لترديد كلام أجوف.

إن البداية هى عودة الحياة الجامعية والمدرسية إلى دعم الحرية وإبراز القدوة فى المجتمع أمام الشباب .