جزى الله الكورونا حكايات: عرفتنا معادن الناس الفقير الجاهل الرحيم والمتعلم الميسور الجشع

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


 شهيرة النجار

العظيم عندما يكون عظيمًا عصام جودة قرر أن يوعى الناس وأن يخاطبهم كل يوم رغم أن كل دقيقة عنده بحساب

جزى الله الكورونا كل خير فقد أرتنا العدو من الصديق جزى الله الكورونا كل خير فقد أسقطت ورقة التوت عن كل آفاق ومنافق، جزى الله الكورونا كل خير فقد أظهرت معادن الناس الطيب وابن الأصول والجدع من الذى يتاجر بالشعارات، الكورونا فيها خير ليس كل شر شراً فيه خير وخير عظيم وددت أن أبدأ كلامى قبل الدخول فى موضوعى عن الوجه الآخر للكورونا ثلاث أو أربع نقاط.

1- فتح عصام جودة صفحة لتعريف وتوعية الناس مع إن صعب تحجز ميعاد عنده

الدكتور عصام جودة واحد من أعلام أساتذة الصدر والجهاز التنفسى بالإسكندرية يعنى بالبلدى من أجل أن تحصل على ميعاد للكشف يبقى إنت وبختك صباحاً فى المستشفيات يتابع مرضاه وحالاته وبالليل عيادته الخاصة، هذا الرجل بدون مبالغة أو طنين هو طبيب الكل يعنى تجد عنده ناس بسطاء قادمين من الريف وتجد عنده فى ذات الوقت مليارديراً شهيراً تملأ صوره واسمه الصحف فهو طبيب الجميع ويكره الظهور فى الميديا أو أن يتحدث أحد عنه لكنه استوقفنى أن الرجل استقطع من وقته وقرر لأول مرة ينشئ صفحة على اليوتيوب لتعريف الناس بكل تبسيط للعلم ما هو الفرق بين دور البرد العادى وأعراض الكورونا وكيف يمكن أن نتجنب العدوى سواء من دور البرد أو الكورونا وكيف نرفع من جهاز المناعة الخاص بالإنسان لمواجهة المرض يعنى العلاج بالطعام، وكيف يتعامل مرضى الحساسية مع الوضع الحالى والتوصيف الصحيح لمدخنى السجائر أو الشيشة وأشياء كثيرة أخرى ربما الإنصات لها سماعاً وبتبسيط ومن متخصص قدير له اسم من ذهب فى عالم الطب العربى وليس المصرى فقط يجعلنا نثق ونفهم، كل هذا يجعلنى أرى الرجل قد أقدم على تلك الخطوة بعدما وجد أن هذا وقت التوعية حتى لو ظل يتحدث يومياً عبر السوشيال بالساعات هكذا تظهر معادن الناس عصام جودة مش عايز شهرة يكفيه ما فيه ومش عايز زبائن الناس عارفة إن يومه بيخلص ولسه طوابير المرضى لم تنته بعد ولكن وددت توجيه التحية وشابوه بروفسير عصام جودة فأنت لا تحتاج لقباً يسبق اسمك، اسمك وحده أصبح لقباً.

2- الصيدلى الجشع وبائع الرنجة الرحيم

على بعد أمتار قليلة من عيادة الدكتور عصام جودة تجد صيدلية صاحبها طبيب مفترض ذو علم غزير ويعلم دين ربه وأن الاستغلال فى الوقت والظروف العصيبة حرام ومجرم أيضاً بيعمل إيه؟؟ يصنع الكحول فى صيدلية عادى جداً ويبيعه مؤكد أيضاً عادى لكن الزجاجة الصغيرة 20 ملم بكام يا مؤمن؟ 60 جنيهاً أما الجوانتى فالعلبة اللى بـ80 جنيهاً بـ200 جنيه دخلت معه فى حوار أن المستغل خاصة فى وقت الأزمات ويكون ذا علم ذنبه عند الله أعظم فشعرت وأنا أتحدث إليه أنى أناطح رأسى فى حائط خاصة بعد علامات الامتعاض التى رسمها على وجهه، وعلى بعد أمتار أقل من تلك الصيدلية وقفت أمام بائع رنجة شوفوا المشهد مرت سيدة بسيطة تطلب منه فلفلاً وليموناً فقال لها خذى ما تشائين، التقطت السيدة عدة لمونات وحوالى ربع فلفل ومرت لحال سبيلها دون أن تدفع شيئاً ويبدو عليها أنها فى يسر ولا تحتاج لذلك مجاملة، فسألته لماذا لم تطلب من السيدة دفع ثمن ما أخذته فقال: إنها أرملة وتعيش على معاش بسيط لأولادها وهى تقيم بالمنطقة وأعرفها، الحقيقة تعجبت فى ظل هذا الزمن من رجل ليس بسيطاً بل فقير وبالكاد يبيع ويدخل على أولاده بجنيهات أن يفعل ذلك، فقال لى: بعد علامات التعجب التى ارتسمت على وجهى وليه العجب تعالى يوم الخميس ستجدين أن أكياس الرنجة التى غالباً ليس فيها بطارخ لمن يريد أن يأخذ من زملائى العمال البسطاء بالشارع فقلت له أنه من الممكن تنظيفها وبيعها مخلية للسوبر ماركت الكبيرة فرد وأتاجر فيها ليه وأنا بتاجر مع ربنا، صمت الكلام ونظرت له بإعجاب ولكن مازال فى قلبى نقطة شك؟ ذهبت الخميس لذات المكان قلت أتأكد فوجدت البائع بالفعل واضع كراتين مملوءة بالرنجة والعمال بالمنطقة كل واحد يأخذ ما يكفيه ويتناول معها فى كيس ليمونة وبصل أخضر ويذهب لحال سبيله هذا المشهد ربما يكون عادياً وبسيطاً ولكنه ليس بسيطاً بل فى منتهى العمق ويعطى لكل مستغل درساً لا تستطيع الكلمات أن تسطره بل تعجز الحروف عن تشكيل معناه عرفتم لماذا بدأت كلامى بجزى الله الكورونا كل خير فقد أظهرت معادن الناس فهذا متعلم وحاصل على أقساط وليس قسطاً واحداً من العلم وميسور الحال يستغل الناس وهذا فقير معدم وليس ذا علم ويتعامل بقانون الرحمة والتجارة مع الله.