الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني يكتب: القيامة في زمن الفيروس.. شكرًا "كورونا"

أقباط وكنائس

الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني
الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني


في هذا العام من القرن الواحد والعشرين نعيش خبرة جديدة من نوعها تختلف كل الاختلاف عن الأيام الماضية، خبرة جديدة على المجتمع وسوف يشهد التاريخ بهذا الحدث.

خبرة جديدة على الكنيسة  أيضاّ بسبب  الوباء المنتشر علي مستوى العالم وقد جعلت السلطات الدينية والميدانية حرصا وخوفا علي الشعب قد أصدرت عدة قرارات خوفا علي الانسان  كما يقول قداسة البابا فرنسيس "لا تخافوا كلنا فى موكب واحد" ونشارك فى البيت المشترك أي امنا الأرض.

ولكن ليس غريب على الكنيسة بل تذكرنا زمن الكنيسة الاولي المجتمعة فى العلية خوفا من اليهود، وزمن الاضطهادات في العصر الروماني والعصور المتتالية.

فى هذه الفترة جلبت علي الشعب قوة صلاة، قوة ايمان ، تأمل في كلمة الله والثبات وشهادة ايمان. 

شكرا لفيروس كرونا لأنه سمح لنا أن نختبر قوة ايماننا وعلاقتنا مع الله.

 

واتحادنا مع الطبيعة واتحادنا بالإخوة الإنسانية، فقد أوقفت الحروب والعنف وتسعي البشرية إلي انقاذ الانسان من الوباء.

واتحادنا مع الاسرة يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني: بما أنّ العائلة هى خليّة المجتمع الأولى والحيّة التي تساهم في تطوير المجتمع، فهي المكان الذي يولد فيه المواطنون، وهي أوّل مدرسة للفضائل الاجتماعية، ولها يعود الدور المسؤول في تطوير المجتمع. وعلي الاسرة ان تكون مترابطة بفكر واحد. 

 

أسباب الفرح بالقيامة:

قبل الاحتفال بعيد القيامة علينا ان نسير في طريق نحو الجلجثة لكي ندفن خطايانا  تحت اقدام الصليب لكي نقوم معه.

 

1-     الرجوع الي الذات علي مثال الابن الضال ( لوقا 15)" ورجعه الي نفسه. في هذه الفترة كانت فرصة ان نسمع صوت الله ونقوم بعمل توبه داخلية ونصبح انسانا جديدا مع المسيح القائم من بين الأموات. يقول قداسة البابا فرنسيس في عظته بعيد القيامة 2020 يقول: لقد دحرج الحجر عن باب القبر وبالتالي يمكنه أن يزيح الصخور التي تُغلق قلوبنا". لتقف الحروب وبيع الأسلحة لتقف حياة الإجهاض ونحمل بشارة الرجاء للأخرين.  

 

2-     سماع كلمة الله والتأمل به في الصمت والهدوء على مثال إيليا النبي عندما ترك الشر وخرج علي الجبل وهناك سمع صوت الله في نسيم عليل (1مل 19) "يقول مالك ههنا يا إيليا"  نعم انا هنا لكى اتحد معك من داخل بيتي كما اتحد معك إيليا من داخل المغارة يا رب اطلب منك ان نقذنا من شهواتنا وضعفنا، اجعل بيوتنا هي العلية لكي نتحد بك.

 

3-     معايشة خبرة الكنيسة الاولى في التضامن الإنساني وعمل خدمات الإنسانية خاصة لكنيسة اورشليم. اليوم الكنيسة وكل انسان لديه المقدرة ان يمارس هذا الخبرة الحياتية والإنسانية في المجتمع والكنيسة ومن هنا نعيش خبرة الخير العام والمشترك.

 

4- الكنيسة البيتية ( الكنيسة التي في بيتك) القديس بولس يرسل رسالة الي فليمون فيقول:

" إلى الكنيسة التي فى بيتك " (فل 1: 2) نعود الي تاريخ الكنيسة المجتمعة فى العلية والابواب مغلقة خوفا من اليهود، ولكن بعد ظهور المسيح لهم بعد القيامة انطلقوا وبروح واحدا  "وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا ورُوحا واحدة ". في هذه الأيام نعيش نفس الخبرة التي عاشتها الكنيسة الاولي.

يقدم لنا القديس يوحنا بولس الثاني فى رسالته (الاسرة): العائلة تشارك فى حياة الكنيسة ورسالتها، فهي تؤمن وتنشر الإنجيل. تقيم الحوار مع الله، وتقوم بخدمة الناس. هي “كنيسة بيتيّة صغرى”. فعلى مثال الكنيسة الكبرى تبشّر بالإنجيل وتواصل التربية على الإيمان.

أنّ العائلة هي المدرسة الأولى للحياة والإيمان، مدعوّة لتربية الأجيال الجديدة على القيم الإنسانيّة والمسيحيّة

 

5-  نعيش خبرة شعب بني إسرائيل بالاحتفال بالفصح، عندما كانوا يجتمعون للاحتفال بالفصح كان رب البيت يحكي قصة عمل الله معهم في خروجهم من ارض مصر. والتأمل فى كلمة الله واعماله العجيبة التي صنعت لأجلهم. ونحن اليوم نتأمل في عمل الله لنا وعلى كل اب الاسرة ان يعلن عن عمل الله بنا ومسيرة الخلاص. 

 

خليقة جديدة :

( نسعي الي تحقيق البيت المشترك) في الخليقة الجديدة لا يكون في خوف ويقول البابا فرنسيس في عظته بعيد القيامة عام 2020 "لا تخافوا، لا تستسلموا للخوف. هذه هى رسالة الأمل. إنها موجهة إلينا اليوم. هذه هي الكلمات التي يكررها الرب لنا في هذه الليلة".

 

·       انسان جديد له علاقه قوية مع الله وليس كما في الماضي كان الاهتمام بأمور هذا العالم. نحمل طاقة ايمانية بالله نحملها للأخرين في الأيام  المقبلة.  وبناء على الوثيقة الإخوة الإنسانية تقول لنا: إننا نوكد أيضا على أهمية إيقاظ الحس الديني والحاجة لبعثه مجددا في نفوس الأجيال الجديدة عن طريق التربية الصحيحة والتنشئة السليمة والتحلي بالأخلاق والتمسك بالتعاليم القويمة لمواجهة النزعات الفردية والانانية والتطرف والتعصب الأعمى بكل أشكاله وصوره.

 

·       انسان جديد يعيش بالحب والغفران والتسامح ومساعدة الاخرين.

 

·       القيامة هي حياة جديدة وعلى مر العصور تعلن ان الجنس البشرى اصبح في حاله قيامة ورجاء وينبغي ان تسعي إليها دائما إن تمارس الحياة الجديدة.

 

·       انسان جديد لان يسوع دخل فى قلوبنا اليوم، وقلوبنا هى هيكل الله، وطرد كل ما  في داخل الانسان من الأشياء المدمرة لحياته وعلاقته مع الله والاخرين .

 

·       فرح القيامة هو المشاركة في  كافة الخدمات الإنسانية التي يقوم بها كل انسان لكى يعيش معني الإنسانية، يقول لنا القديس إيريناوس ق2 (مجد الله هو في الانسان الحي).

 

·       في قديم  الزمان الله طرح سؤال في سفر التكوين: "فقال الربّ لقايين أين هابيل أخوك؟ فقال لا أعرف أحارسٌ أنا لأخي. فقال له الربّ ماذا فعلت؟ دمُ أخيك يصرخ إليَّ من الأرض" (تك 4: 9). اليوم نقدر نجاوب علي هذا السؤال بالعمل الإنساني واشتراك كل الإنسانية في هدف واحد هو انقاذ الانسان من الوباء. واشتراك البشرية في عمل الخير والمساعدات بين الدول هذا يعلن ارض جديدة وحياة جديدة تحمل معني قيمة الإنسانية.

 

·       تقول لنا الوثيقة الإخوة الإنسانية: لتكن وثيقتُنا شِهادةً لعَظَمةِ الإيمانِ باللهِ الذي يُوحِّدُ القُلوبَ المُتفرِّقةَ ويَسمُو بالإنسانِ؛ لتكن رمزًا للعِناقِ بين الشَّرْقِ والغَرْبِ، والشمالِ والجنوبِ، وبين كُلِّ مَن يُؤمِنُ بأنَّ الله خَلَقَنا لنَتعارَفَ ونَتعاوَنَ ونَتَعايَشَ كإخوةٍ مُتَحابِّين.

 

·       انسان جديد لان الألم والموت ليس لهم الكلمة الأخيرة بل القيامة تشجعوا ولا تخافوا انه يدعوك كما دعا الأعمى قم انه يدعوك، ومع كلمات القديس فرنسيس فلنبدأ من جديد بفرح القيامة والحياة الجديدة.