الجمعة العظيمة.. تعرف على قصة اللص التائب جوار المسيح

أقباط وكنائس

صورة تخيلية للمسيح
صورة تخيلية للمسيح واللص اليمين


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بتذكار صُلب السيد المسيح علي خشبة الصليب، والمعروفة شعبيا بـ"يوم الجمعة العظيمة".

ومن المقرر أن يترأس قداسة البابا، الصلوات في تمام الساعة السادسة صباحًا من كنيسة التجلي بدير الانبا بيشوي في وادي النطرون بدون حضور شعبي.

اللص التائب سارق الملكوت:
"ديماس" هو اللص التائب الذي كان مصلوب بجوار المسيح ووالده يدعى أقلونيوس ووالدته تدعى ثيؤدورة.

وعُرف ديماس باللص الذي سرق الملكوت، وهو من أشهر الشخصيات في الكتاب المقدس، حيث إبرز الكلمات التي قالها " اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك".

ويروي الكتاب المقدس هكذا صُلب المسيح بين لصين، إحداهما عن يمينه والآخر عن يساره "حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ آية (متي 27: 38)"، وطبقا لإنجيل متى ومرقس، بدأ اللصان في معايرة المسيح، ويُعتقد أن اليهود علقوا معه الرجلين على الصليب ليستهزئوا به، لكن شعر اللص اليمين بخطاياه فقدم توبة حقيقية الي السيد المسيح ليطلب منه الخلاص، وبالفعل تمتع ديماس بالوعد الإلهي حينما قال له يسوع " اليوم تكون معي في الفردوس"(لو 23: 39-43)، وصار هذا الوعد سرّ بركة للمؤمنين عبر الأجيال.

وديماس هو إسم مُنشق من اللغة اليونانية وتُعني " مائت"، وبحسب إنجيل نيقوديموس المُزيف، بأنه قد إنضم الى عصابة معَ صديقهِ يسطاس (أوماخوس) وهو اللص الذي صُلبَ على يسار الرب يسوع، وكانَ رئيس هذهِ العصابة هو باراباس الذي صُلبَ بدلًا منهُ المسيح.

ويروي إنجيل الطفولة المزيف بأن ديماس قد ولدَ قبل المسيح بأكثر من عشرينَ عامًا على الأقل، حيثُ كانَ لصًا وكانَ المسيح طفلًا، كما. لم تكن المُقابلة على الصليب بينه وبين المسيح هي المُقابلة الأولى، بل ألتقيا قبل هذا اللقاء مرةً عندما سافرَ ديماس وأوماخوس الى تل بسطا في الزقازيق بمصر، حيثُ كانوا يقطعون الطرق على القوافل، وكانَ باراباس معهُم في المُراقبة، ورأى العائلة المُقدسة،لكن سُرعانَ ما خابَ أملهُ عندما لمْ يرى عليهم مظاهر الغِنى والثراء، ولكن ديماس تأمل في هذهِ العائلة الصغيرة وابتدأ يَتحدث مع يوسف النجار، فحكى له يوسف عَن بشارة الملاك والميلاد العجيب والهروب الى مصر، فَرقّ قلب ديماس وقررَ أن يسمح لهذهِ العائلة بأن تمر دونَ أذية؛ ودفعَ ديماس لصديقهِ اللص فدية قدرها 300دينار في مقابل عدم إيذاء العائلة.

وقبّل الطفل يسوع وأعطتهُ العذراء مريم شال كانَ للطفل يسوع يلتحف بهِ كَمُكافأة له ُ وعندما عادَ ديماس بالشال الى مغارتهِ وأخذَ يُنظف الشال، بدأ يُقطر منهُ الكثير مِن طيب الناردين فأندهشَ وصدقّ ما سَمِعهُ عن تلك العائلة، ثُمَ قامَ بتعبئة عُلب زجاجية صغيرة مِن هذا العطر،وكانَ يبيع الزجاجة الواحدة بـ300دينار، وتشير إحدى الدراسات والتي استندت علي المخطوطة رقم 298 المحفوظة في أحد المتاحف؛ أنّ آخر زجاجة هي التي سكبتها المرأة على قَدمي المسيح في بيت سمعان.