حوار/ مشرف عام مشروع المتحف الكبير: لم نوقف العمل يوما واحدا.. و30 خبيرا أجنبيا غادروا عقب تعليق الطيران

أخبار مصر

الحوار
الحوار


يعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويتم في العمل على قدم وساق للانتهاء من الإنشاءات الهندسية فيه استعدادًا لافتتاحه عام عام 2021، وحول سير العمل في المشروع بعد تداعيات أزمة كورونا، والإجراءات الاحترازية التحكم في حجم العمالة الضخمة به كان لنا هذا الحوار مع اللواء اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، فإلى نص الحوار.   


هل توقف سير العمل في المتحف المصري الكبير مع أزمة كورونا؟ 
"لم يتوقف سير العمل في المشرع يومًا يومًا واحدًا، ولتحقيق ذلك قمنا بإجراءات عدة، لتأمين العمالة، وللسير بشكل علمي في إنجاز المشروع، بطريق يحافظ على أهالينا من العمال، وفي نفس الوقت لا يخل بخطة العمل للانتهاء من الإنشاءات الهندسية.
 
ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في المتحف الكبير لتأمين العمال؟  
"مع اتخاذ الدولة قرار إيقاف الطيران، قررت عدد من الشركات الأجنبية العاملة في مشروع المتحف العودة إلى بلادهم، وكانوا عبارة عن 30 خبير أجنبي و11 شركة و4 مصممين، وقد اتخذ هؤلاء الأفراد وهذه الشركات القرار للعودة رغبة منهم في الاستقرار بجانب أسرهم طوال فترة الحظر وليس خوفًا من البقاء في مصر. 



ما هي طبيعة الأعمال الجارية في المتحف حاليًا؟ وتأثير الراحلين عليها؟  
"المتبقي من أعمال حاليًا هو 4 % من إجمالي المشروع، وينقسم هذا المتبقي لجزئين، جزء مرتبط بالعمالة والخامات المصرية، وجزء مرتبط بالعمالة والخامات الأجنبية". 

"وكل أعمال العرض المتحفي كالفتارين مرتبطة بالشركات الأجنبية، وفتارين المرحلة الأولى من العرض 105  فاترينة موجودة، ويتم تركيبها، وبالطبع سيتم تأجيل باقي هذه المرحلة لما بعد انتهاء الأزمة، لحين عودة الشركات المسؤولة عنها، والجزء الثاني من الأعمال مرتبط بالخامات والعمالة، خاماته موجودة في مصر، من رخام وحديد وخلافه، وهذه الأعمال مستمرة بطاقة 50 % من إجمالي الشركات العاملة".

ما هي مساحة المشروع وماعدد العمالة التي غادرت في بدء الأزمة؟ 
"مساحة المشروع تتجاوز الـ 200 ألف متر مسطح كمساحة بنائية، يعمل فيها من 5000 إلى 6000 عامل، والشركات الأجنبية التي غادرت لم تزد قوتها عن الـ 1000 شخص، ولما رحل الأجانب مع بدء الأزمة راعينا حالة العامل المصري، والذي إن استمر في العمل مع رحيل الأجنبي سيشعر بفارق في المعاملة وتلك نقطة رئيسية".



كيف تم تخفيض العمالة؟
"اجتمعت مع الشركات المشاركة في المشروع والتي يبلغ عددها 75 شركة، وفي خطوة استباقية قبل الإجراءات العامة التي اتخذتها الدولة، قررت ترشيد العمالة بشكل علمي مدروس، حيث احتفظنا بالعمالة المحورية، وهي العمالة التي يترتب على أعمالها أعمال شركات أخرى، فمثلًا لو أن لدينا عمود نحتاج لتثبيته، فتتم الآن الأعمال الأساسية للتثبيت، من قاعدة خرسانية، ومناطق تثبيت، ومسارات للكابلات وغيره، وتأجيل مرحلة التشطيب النهائي، التي قد تحتاج للخبراء أو المصممين، لمرحلة قادمة" .

"وهناك شركات تم استثنائها من العمل تمامًا، وشركات أخرى عملت بكامل طاقتها، حيث أنه لا استغناء عن عمالة معينة، مثل شركات الزراعات، فلو انقطعت رعاية النباتات لماتت، وفي النهاية كان إجمالي ما تم إعفاؤه من العمل في هذه المرحلة وحتى تمر الأزمة هو 50 % من حجم العاملين" .


ما هي الإجراءات المتبعة لتامين العمالة الموجودة؟ 
"بدأت بنفسي حيث قمت بفحص اطمئنان يوم 8 مارس، بعد عودتي من الخارج، ثم اتخذت قرارات حازمة فكل أجنبي تم فحصه، والجميع يتم فحصه بلا أدنى استثناءات، وكان هناك خبراء أجانب في الأقصر، تم فحصهم ووضعهم في العزل 14 يومًا". 

"قمنا بإحضار أجهزة ترمومتر الحرارة الليزري، ويعتبر المتحف الكبير أول من استجلبها، وتم وضعها على البوابات، لفحص كل من يأتي للمتحف مرتين، الأولى لدى دخوله، والأخرى عنه خروجه، وقمنا بعمل 2 ممر تعقيم، وهي عبارة عن خيمة يمر فيها العمال أثناء الدخول، حيث يتم رش كامل الخيمة بخامات التعقيم الطبي وفقًا لمواصفات وزارة الصحة والسكان".


خطة العودة للعمل كيف تمت مع هذا العدد الضخم؟ 
" لدينا عدد عمال كبير للغاية كما أوضحنا، وتم اتخاذ قرار بترشيد العمالة يوم 9 مارس حيث تم التخفيض بنسبة 80 %، أي أصبح المشروع يعمل بقوة 20 % من إجمالي عماله، وتلك النسبة تم تقسيمها إلى ثلاث ورديات، بحيث لا يحضر العمال صباحًا ككتلة واحدة أمام البوابات".

"بدأنا الإجراءات الاحترازية مبكرًا كما قلنا من يوم 7 مارس والتي بدأت بالفحوصات الشاملة، ثم بدأت تلك الإجراءات في التصاعد التدريجي، حيث تتم تعقيم أتوبيسات العمال عن حضورها، ثم يتم قياس درجة الحرارة لكل الدخول، ثم يمر العامل في ممر التعقيم، ثم يتسلم الماسك الخاص به، ثم يبدأ في العمل مع مجموعته" .

"ويتم تطهير المتحف كاملًا ثلاث مرات يوميًا، بواسطة 100 ماكينة رش مواد التعقيم المعمول بها دوليًا، وتم تقسيم راحة العمال لتكون في ثلاث مواعيد مختلفة على مدى اليوم، فلا يتجمع العمال في مكان واحد أثناء فترات الراحة، ومع تلك الإجراءات الصارمة بدأنا نتصاعد في نسبة العمال المتواجدة، حتى وصلت إلى 1700 عامل يوميًا، والمستهدف الوصول لـ 2000 عامل يوميًا وبذلك نكون قد وصلنا لطاقة 50 % من المشروع تعمل بكفاءة تامة".


هل يتم الفحص من قبل متخصصين؟ 
"الفحص يتم على البوابات من خلال 8 نقاط طبية، بها أطباء وممرضون متخصصون، بالترمومترات الطبية الحرارية الليزرية، وذلك عند دخول العمال الساعة 6 صباحًا، وتتم الإجراءات السابقة يوميًا وعلى مدار الساعة دون كلل أو ملل حتى يتسلم العامل الماسك الخاص به". 

ما هي احتياطات العمل في رمضان؟  
"مع دخول رمضان، ومع التدابير المتوقع اتخاذها من الدولة، نخطط للعمل بورديتين، وندرس عمل أماكن إقامة لائقة للعاملين داخل المشروع، حيث سيتم العمل على ورديتين واحدة صباحية، والثانية مسائية حتى موعد السحور، وأماكن لإقامة العمال سيتم تطبيق نفس الإجراءات السابقة عليها". 

ما هو وضع العمالة المؤقتة؟
"أكثر عمالة متضررة من هذه الأزمة هي العمالة المؤقتة، والتي تمثل 80 % من قطاع التشييد والبناء في مصر بشكل عام، وهذه هي الفئة التي نجاهد للحفاظ عليها، والقرارات الواعية بتعويض العمالة المؤقتة في محلها تمامًا، وهم أهالينا الذين نحافظ عليهم، والملف يتم إدارته في مصر بوعي وهدوء".