الحرب باسم الله.. مشايخ وقساوسة وحاخامات حول العالم ضد نصائح الأطباء

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فى الوقت الذى يحبس فيه العالم أنفاسه فى انتظار ما ستؤول إليه الأمور فيما يخص تفشى فيروس كورونا المستجد، والمعارك التى باتت تشنها الدول جميعا للحد من انتشار هذا الوباء، هناك معركة أخرى تستنزف جهود الدول ضد المتشددين والمتطرفين من كافة الأديان.

فرغم التحذيرات الأمنية وقوانين الحظر التى تعمل بها معظم الدول حاليا لوقف انتشار الفيروس المميت، والتى من بينها إيقاف الصلوات والمناسبات والجنائز بجميع دور العبادة لمنع التجمعات، إلا أن هناك دائما جماعة ما تصر على خرق تلك القوانين وترفض الاستجابة للقرارات الحكومية، وتقيم الشعائر وتتجمع بالعشرات وتارة بالمئات رافعين شعارًا واحدًا رغم اختلاف الديانة هو «نحن فى حماية الرب سنصلى وندعى وكورونا لن يقترب منا».

ففى دولة الاحتلال الإسرائيلى تشن الحكومة والجيش معركة شرسة بداية من الأسبوع الماضى، ضد المتطرفين الصهاينة بمدينة بنى براك بالقرب من تل أبيب مستخدمة الطائرات المروحية، وملقية القبض على عدد كبير منهم بعد تجاهلهم عمدا لإجراءات مكافحة العدوى وخروجهم بالمئات لتشييع جنازة الحاخام تسى شينكر ضاربين عرض الحائط بإجراءات الطوارئ التى أعلنتها الحكومة الصهيونية.

ولم تهدأ الأوضاع عند هذا الحد إذ أصرت تلك الجماعات الصهيونية المتشددة على الانتقام من الحكومة فشنت مجموعة من التظاهرات الضخمة واتبعت بروتوكولاً معاديًا تضمن العطس والسعال فى وجه جنود الأمن ممن يطوقون المظاهرات.

وبالفعل نشرت القناة 13 العبرية الأسبوع الماضى، فيديو للمتدينين المتشددين من الصهاينة، خلال تجمهرهم فى الشوارع الإسرائيلية لتوجيه السعال عمدا تجاه عناصر الشرطة الصهيونية.

وفى مقابلة له مع صحيفة «يديعوت إحرنوت» وصف وزير الصحة الإسرائيلى يعقوب ليتسمان الوضع فى مدينة بنى براك بالـ«مريع»، مشيرا إلى أنه طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتياهو عزل تلك المدينة بالكامل.

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية فإن نصف المصابين فى إسرائيل من اليهود المتشددين، حيث تحتل بنى براك المركز الثانى بعد القدس من حيث عدد الإصابات بالفيروس المستجد، إضافة إلى أن من بين المصابين رئيس بلدية المدينة.

وبعد أن فشلت السلطات الإسرائيلية فى السيطرة على المدينة أعلنت منذ أيام إغلاقها إغلاقًا كاملًا، خاصة بعد أن شكل أهلها البالغ عددهم 200 ألف نسمة، 40% من إجمالى المصابين فى إسرائيل.  

وأُعلنت بنى براك «منطقة مغلقة» حيث أقامت شرطة الاحتلال حواجز حول المدينة للحد من حركة الدخول إليها أو الخروج منها، حيث إن سكان المدينة لن يُسمح لهم بالخروج منها إلا بالنظر فى كل حالة على حدة، أما غير سكان المدينة، فلن يُسمح لهم بدخولها باستثناء رجال الشرطة وعمال الخدمات الضرورية والصحفيين.

وفى كوريا الجنوبية ورغم وقف الصلوات فيها منذ 25 فبراير الماضى فقد تعرضت الكنيسة البروتستانتية لانتقادات بسبب استمرارها فى قداس الأحد طيلة شهر مارس، الأمر الذى شكل خطرا فى العدوى الجماعية وسط الجهود الجارية لمكافحة فيروس كورونا فى البلاد.

وفقًا للبيانات الرسمية للإصابات بكوريا الجنوبية، فإن العديد من الإصابات فى العاصمة وضواحيها تشمل كنيسة مجتمع نهر النعمة الواقعة فى مدينة سيونغنام فى جنوب سيئول، حيث ثبت إصابة 51 شخصًا، 49 منهم من رعايا الكنيسة، بكورونا المستجد بخلاف اكتشاف إصابة ستة أعضاء، بينهم القس وزوجته.

وفى مصر وجه الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط وعضو المجمع المقدس، رسالة إلى أقباط مطرانية أسيوط، دعوة للصلاة من أجل فيروس كورونا، مؤكدا أن الصلاة من القلب يمكنها أن تبعد الفيروس.

وفى تحد لقرارات الحكومة بوقف الصلاة والمناسبات الدينية، ولقرار البابا تواضروس قال أسقف أسيوط، خلال عظته التى حضرها ما يقرب من 500 شخص تقريبا، ونقلتها عدد من القنوات ووسائل الإعلام منتصف مارس الماضي: «صدقونى لو فيه عدد قليل فى أسيوط، هيصلوا من كل قلبهم، كورونا مش هتقرب مننا»، مطالبا جميع الحضور، بترديد شعار الصلاة فى مواجهة كورونا، قائلًا: «إذا صلينا من قلبنا .. كورونا مش هتقرب مننا».

فى المقابل أنهى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خدمة ستة أئمة وعامل بعدد من مساجد الوزارة بمحافظات الجيزة وبنى سويف والشرقية والدقهلية وشمال سيناء لمخالفاتهم قرار الحكومة بتعليق الصلاة وفتحهم المساجد أمام المصلين.

فيما تم الجمعة الماضى إقامة الصلاة بأحد مساجد حدائق أكتوبر، وهو ما اتبعته الأوقاف بقرار بغلق المسجد وضبط المسئول عن إقامة الصلاة.

ومن قبل فرض الحظر ومنع الصلوات أغلقت الحكومة المصرية مسجد السيدة نفيسة ليكون أول مسجد يُغلق بالجمهورية وذلك بعد أن تجمع بداخله مئات من الصوفيين ضمن احتفالات مولد السيدة.