من "ساجدة" لـ"آية وملك".. حكايات تعذيب الأطفال في زمن الكورونا

حوادث

بوابة الفجر


منهم من سُخنت الملعقة وحُرقت بها وآخرى حرق وشها بـ'مية نار، وقطع بشفرات حلاقة حادة'، وأخيرة لفظت أنفاسها الأخيرة بعد وصلة تعذيب وضرب بـ' خرطوم وجنزير حديدي'.. تلك هي المشاهد في حياة أطفال ذنبهم أنهم ولدوا لآباء وأمهات بدون رحمة في قلوبهم.

ومن بين السطور التالية ترصد بوابة الفجر حكايات تعذيب لثلاثة أطفال على أيدي أسرهم خلال أسبوع واحد من أيام حظر التجوال، بعد انتشار فيروس الكورونا:

ساجدة.. رضيعة حُرقت وكُسر رجلها على يد والدتها
"ساجدة" الرضيعة التي أثارت غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، خلال الأسبوع الماضي، بعد تداول صورا بتعذيب والدتها لها، وقص شعرها، وكسر رجلها، ليوصل الأمر إلى تسخين ملعقة وحرق جسدها، الطفلة صاحبة الـ6 أشهر، كل ذنبها أنها ولدت لأم بلا قلب، ومنذ ولادتها كانت تترك لجيرانها لرعايتها، وعند رؤية والدتها لها، كانت تضربها وتعذبها، وتتلذذ بقص شعرها، فضلا إلى أنها كانت ترفض ارضاعها، ولدي شراء جيرانها لبن الأطفال لها كانت تبيعه.

شهود عيان أفادوا، بأن جيران الأم طلبوا منها الطفلة لرعايتها وتربيتها صحبة أبنائهم، خوفًا عليها من التعذيب والضرب المبرح، وعند إبلاغ الأب بما يحدث مع نجلته كان يرد " خليها تقتلها أحسن"، كما تبين أن الأم لديها طفل آخر، لكنها لم تتعدي عليه بالضرب مثلما تفعل مع رضيعتها، ولدي سؤالها عن سبب فعلها ذلك، كانت تجيب " مش عايزة خلفة البنات".

وتمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من القبض على الأم، وصُدر قرارا بإيداعها داخل مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية تحت الملاحظة، لمدة شهر كامل وإعداد تقرير بحالتها النفسية، وعن ساجدة وشقيقها تم إيداعهما بمعرفة الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، داخل إحدى دور الرعاية التابع للجمعية المصرية لبناء المجتمع، بالاشتراك مع المجلس القومي للطفولة والأمومة.

"أية" طفلة حُرق وشها بـ"مياة نار" وقطع بـ"شفرات حلاقة" على يد والدها
ولم يمر سوى أيام قليلة وأصدر النائب العام قرارا بالتحقيق في واقعة تعذيب الطفلة "أية"، صاحبة الـ14 عاما، وحرق وشها بـ"مياة نار وقطع بشفرات حلاقة حادة، على يد والدها "عبد النبي. ف"، الأربعيني العمر، سائق لدى إحدى شركات السيارات، نكاية في والدتها التي انفصلت عنه، منذ أربعة سنوات، مضيفة بأن طليقها كان يعتاد تعذيب طفلتها نكاية فيها، خاصة عند طلبها الإقامة رفقة والدتها، مبينة أنها ليست المرة الأولى لتعذيب طفلتها على يد والدها، حيث إنه "عذبها من سنتين، وكانت هذه المرة الأولي، ومنذ أسبوعين عذبها وحرق وشها، وبعد تعذيبها جابهالي وهرب"، مشيرة إلى أن "البنت كانت بتهرب ومش عايزة تعيش معاه، وكل مرة كان بياخدها غصب عنها"، ومؤكدة أنها كان يهددها طوال الأربعة سنوات، ويسبها، وحررت ضده محضرا بقسم الشرطة.

ومن جانبه ناشد صبري عثمان مدير خط نجدة الطفل، وسائل الإعلام المختلفة بعدم نشر صور الطفلة، بعدما سبب تداول صورها سوء حالتها النفسية، موضحًا "دي بنت وطفلة لازم نراعي شعورها"، مؤكدا بأن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ووسائل الإعلام قديمة، ووعد والدة الطفلة "آية" بمخاطبة وزارة الصحة للتكفل بعلاج الطفلة، على نفقة الدولة، أو التواصل مع أحد المستشفيات الخاصة لعلاجها بالمجان دون تحمل مبالغ مالية، مبينا أن علاج الطفلة سوف يحتاج إلى تدخل جراحي، معللا "لأن كريمات التجميل مجبتش نتيجة"، فضلا عن تنظيم جلسات علاج نفسي للطفلة لتأهيلها نفسيًا.

بـ"خرطوم وجنزير".. اب يعذب أطفاله ويقتل أحدهم
وصباح اليوم السبت لفظت طفلة عمرها 8 سنوات على يد اب متعته تعذيب أطفاله الثلاثة، بعد تقيدهم، والتعدي عليهم بالضرب بجنزير حديدي، وخرطوم، "ملك 8 سنوات، أسماء 7 سنوات، زياد 4 سنوات"، 3 أطفال عاشوا رفقة والدهم داخل شقته بمدينة الشروق، عقب انفصاله عن والدتهم وزواجها من آخر، لتمر فترة زمنية ويتزوج هو الآخر من سيدة أخرى، لتقيم رفقتهم هي الآخرى، وطوال فترة إقامة الأطفال مع والدهم، كان يتعدي عليهم يوميا بالضرب المبرح وتعذيبهم بالخرطوم وجنزير حديدي، ولدي مواصلة الأب "حسن. ر"، صباح اليوم السبت، مسيرته في تعذيب أطفاله، وقيدهم وضربهم بجنزير حديدي، وخرطوم، كعادته اليومية.

وشاء القدر أن ينتهي المسلسل اليومي لحياة الأطفال رفقة والدهم، وفي أثناء تعديه عليهم بالضرب، لفظت "ملك" صاحبة الـ8 سنوات، مصرعها متأثرة بإصابتها، وعند استكماله ضربها رفقة إخواتها وجدها جثة هامدة، فحاول نقلها هي وأشقائها إلى المستشفى، لإسعافهم، ولدى وصول الأشقاء الثلاثة، إلى مستشفى الشروق، لُوحظ وفاة أكبرهم، ووجود آثار تعذيب وكدمات وسحجات متفرقة بجسدها وجسد أشقائها، وتم التحفظ على الأب، وإبلاغ قسم شرطة الشروق، وتحويل أسماء صاحبة الـ7 سنوات إلى مستشفى الهرم، في حالة صحية حرجة، وإيداع أصغرهم زياد مستشفى الشروق تحت الملاحظة لتلقي العلاج اللازم.