إيمان كمال تكتب: الكورونا.. ونصف الكوب الفاضي

مقالات الرأي



لأول مرة منذ سنوات يعتبر الخروج عن السرب هو خيانة..نعم خيانة للوطن والحياة بأكملها.. فالحقيقة ما تقوم به الدولة منذ بداية الأزمة التى يواجهها العالم بأكمله بتفشى وباء كورونا فاق التوقعات بشهادة الأغلبية.

فى الوقت الذى لاحق فيه الفشل بعض الدول الكبيرة التى كنا نشهد لها بأنها الأفضل وكانت أرض الأحلام للكثيرين، ولكنها عجزت أمام التصدى لانتشار الفيروس، فى الوقت الذى تعمل فيه الدولة المصرية جاهدة على ألا نلقى نفس المصير حتى وإن كان هناك بعض الأخطاء فهى أمور واردة وطبيعية فلا شيء يصل للكمال، ولكن علينا أن نعترف بحسن إدارة الموقف.

ولكن البعض الذى يصر على أن يرى نصف الكوب الفارغ دائما ويحاول أن يلصق بمصر الاتهامات ربما لإرضاء صورته «كمعارض» لمجرد المعارضة دون الانتباه للمخاطر التى تترتب على ذلك وفى هذه الحالة فالأفضل العمل بمبدأ «فليقل خيرا أو ليصمت».

هجوم متواصل على الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة وزاد بعد زيارتها الأخيرة لإيطاليا، رغم أن الإنسانية تحتم بأن يكون لنا دور حيال ما يعانيه الشعب الإيطالى فى أزمته، كما أن ما تقوم به «زايد» وهى تخاطر بنفسها يعود بالنفع دبلوماسيا على مصر، أو ربما أيضا نحتاج المساعدة لاحقا وهو سيناريو لا نرجوه بكل تأكيد وهو بالتأكيد ليس الموقف الوحيد الذى يحسب لصالحها منذ بداية الأزمة، فنجحت أن تؤكد على تفوق المرأة المصرية فى إدارة الأزمات وبأن دورها لا يقل إطلاقا أهمية وقيمة عن ما يقوم به الرجال، وبدلا من أن نشيد بها مثلما نتباهى بصور وزيرات دول أوروبا على السوشيال ميديا، فيسعى البعض لتشويه صورتها والنيل من تحركاتها فى الداخل والخارج.

فأكثر ما صدمنى هو إصرار بعض مهاويس السوشيال ميديا على التطبيل لدول وجماعات أثبتت كراهيتها العميقة لمصر،من خلال الترويج للأكاذيب واتهام الدولة بضلالات لا تمت للصدق بصلة مثل وجود مصريين عالقين فى إحدى الدول ولا تهتم الدولة المصرية لشأنهم وتركتهم يواجهون المصير،وغيرها من الأكاذيب التى يحاولون من خلالها تشويه صورة الدولة المصرية، وهو ما يدعو للتساؤل ما الفائدة التى ستعود عليهم فى حال فشلت الدولة فى إدارة الأزمة؟.

ما نواجه من أزمة يحتم علينا أن نقف يدا واحدة مع الدولة المصرية أن يكون ولاؤنا الحقيقى لمصر بغض النظر عن أى ميول أو أغراض سياسية، أن نعلم أن كل كلمة يترتب عليها مصير حياة الشعب المصرى وبأن لا نساعد فى بث الخوف والفزع فى القلوب.

لا يمكن إنكار أن الوباء سيكون له تأثير سلبى على قطاعات كبيرة وعلى الحياة بشكل عام وسيعمل على حالة تخبط فى الكثير من المجالات الصحة والتعليم والاقتصاد وهى أيضا ازمة عالمية لا تخص مصر وحدها كما يحاول الكارهون أن يلحقوها بمصر، فى حين أنه لا يغفل على أحد سرعة الاستجابة والدقة فى اتخاذ القرارات والإلمام بأغلبية الأمور وتسهيل الحياة على المواطنين مع أقل الأضرار.

علينا أن نعترف ونشيد بقرارات الدولة وعلينا أيضا أن نفخر بالموقف المصرى حيال الأزمة وأن ننظر لنصف الكوب الممتلئ وندعو الله أن تمر الأزمة دون أن نفقد إنسانيتنا أو ربما حياتنا كلها.