"شبرا البهو" تلافض دفن جثمان طبيبة توفيت بـ "كورونا" والأمن يتدخل والإفتاء ترد

منوعات

شبرا البهو
شبرا البهو


شبرا البهو.. فور ظهور فيروس كورونا بنهاية عام 2019، في "ووهان" الصينية، أطلق لقب "الجيش الأبيض" على الأطباء والتمريض الذينحملوا أرواحهم على أكتافهم، لحماية المرضى وعلاجهم، معرضين أنفسهم لمخاطر المرض الخطير، الذي أودى بحياة الكثيرين منهم.

شبرا البهو والصين

ولاقت الأطقم الطبية في الصين حفاوة كبيرة فور الإعلان عن السيطرة على انتشار الفيروس، والفضل يرجع إلى الأطباء والتمريض الذين ذاقوا ويلات الألم، وعانوا من التعب والإرهاق على مدار أشهر، حتى انتهى الوباء واستقر الحال، وكرمهم الجميع، في نموذج لا يعرف عنه بعض سكان قرى ومدن في مصر شيئًا وعلى رأسهم شبرا البهو التي حذت حذو بعض الأماكن التي ترد جميل الأطباء بمشاهد مؤسفة.

شبرا البهو والإنسانية

ظهر "كورونا" في مصر، وسط إجراءات وقائية مشددة من قبل الحكومة المصرية ووزارة الصحة التي تتعامل تحت مظلة تعليمات نظيرتها العالمية، من أجل عبورنا هذه المرجلة العصيبة، مرتكزة على أناس سقدمون أرواحهم في نظير سلامة المجتمع والحفاظ على أهله، على رأسهم الأطباء والتمريض، فهم الجيش الأبيض الأمامي، ومن خلفه كافة الجهات، لينظر الجميع باشمئزاز إلى أهالي شبرا البهو وما فعلوه عن دفن جثمان طبيبة، قدمت روحها دفاعًا عن وطنها وسلامة أبنائه.

أفعلا بعض أهالي شبرا البهو

وشهدت الآونة الأخيرة بعض الأحداث المؤسفة في مصر، بطلها "التنمر" ولاسيمًا من الأطباء الذي ينقذون المجتمع، ولعل طبيبة الإسماعيلية خير دليل على ذلك، حيث خرجت في فيديو شرحت تعرضها لإزدراء ومحاولة للطرد من منزل "خالتها" التي تقيم فيه من قبل جميع الأهالي، لأنهم عرفوا أنها تعمل في مستشفى القنطرة العام، وتستقبل حالات "كورونا"، لتستدعي الشرطة لحمايتها وتحرر محضرًا، مؤكدةً على تعرض الكثيرون من زملائها للإزدراء إلى جانب واقعة شبرا البهو والتي تكرس واقعًا اليمًا وشعورًا بالألم لدى الأطقم الطبية في مصر.

منع شبرا البهو دفن طبيبة

وفور الإعلان عن وفاة شخص ما بكورونا، وعند تحرك الوزارة إلى دفنه يتجمع بعض الأهالي لمنع إتمام الدفن تخوفًا من انتشار الفيروس، وهي الحجة التي لن يسمح بها العاقلون، ولن يقبلها أي عرف وأية تقاليد، ولعل أبرزها ما فعله بعض أهالي شبرا البهو لمنع جثمان دفن سيدة، والمفاجأة أنها طبيبة ضحت بروحها من أجل حمايتهم.

تجمع أهالي شبرا البهو

تجمع أهال قرية شبرا البهو عند معرفتهم وفاة الطبيبة المتزوجة من رجل يسكن القرية، لمنع إتمام مراسم دفنها في "مقابر" القرية، مطالبين بدفنها خارجها، متجمهرين ومسببين حالة من الذعر، رافضين كل الكلمات العاقلة ومعلنين الخسة على الملأ، ليتدخل الأمن ويفض الازدحام، ويتحفظ على 15 من الأهالي أصروا على الاعتراض والتجمهر.

اعتراض شبرا البهو

واعترض مجموعة من أهالي قرية شبرا البهو سيارة تقل جثمان الطبيبة التي توفيت إثر انتقال فيروس كورونا لها، من أحد المرضى التي كانت تقوم على إنقاذ حياته، إلا أن توفاها الله، وهي تضحي لأجل المجتمع، دون رأفة أو شفقة من الذين تجمهروا مخالفين الإجراءات والقوانين والأعراف ومتخطين حدود الدين في مطلبهم القميء الغير إنساني.

الشرطة تفض تجمع شبرا البهو

وتدخلت الشرطة المصرية لمنع هذه المهزلة، لتفض التجمهر وتسمح بدفن جثمان الطبيبة في مقابر قرية شبرا البهو وسط إصرار البعض على إعاقة عملية الدفن ما اضطر رجال الشرطة إلى القبض عليهم، لمخالفتهم القانون والتجمهر.

شبرا البهو لا تستمع لحقائق الصحة

وبينت الإدارة الصحية بمركز أجا، والشرطة أنه لا توجد خطورة من دفن الجثمان بقرية شبرا البهو على المواطنينإلا أن رفض الأهالي ظل متواصلًا إلى أن فرقتهم الشرطة وجرت عملية دفن السيدة، التي ضحت بروحها لإنقاذ الآخرين.

بيان الإفتاء و شبرا البهو

وأصدر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بيانا تعقيبًا على رفض بعض المواطنين دفن شهداء فيروس "كورونا"، قال فيه إنها لا تمت إلى الدين أو الأخلاق بصلة، وإن هذه الأساليب غوغائية، لا تمت لديننا ولا لقيمنا ولا لأخلاقنا بصلة، ردًا على ما فعله أهالي شبرا البهو اليوم.

شبرا البهو وفعل مشين

وتابع علام: "إذا كان المتوفى لقي ربه متأثرا بفيروس الـ"كورونا" فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة، حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبًا"، في رسالة لأهالي شبرا البهو  وبقية المدن والقرى التي تذو حذوهم.

أهالي شبرا البهو 

واختتم الدكتور شوقي علام: "فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذين يواجهون الموت في كل لحظة، ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب"، ليحسم الجدل حول الجرم الذي فعله بعض أهالي شبرا البهو ومنعهم دفن جثمان الطبيبة.