هل ينتقل كورونا من جثث الموتى للأحياء؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تجمع العشرات من أهالي قرية شبرا البهو فريك التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، لمنع دفن الطبيبة المتوفية بفيروس كورونا في مدافن القرية، ونجحت قوات الأمن بتفريق تجمهر الأهالي بالقرية بإلقاء قنابل مسيلة للدموع عليهم، إلى أن نجحت أسرة الطبيبة في دفنها.

ورفض أهالي القرية، دفنها بالمقابر الخاصة بأسرة زوجها، ووقفوا أمام سيارة الإسعاف التي نقلت الجثمان، وتبلغ المتوفية 64 سنة وكانت مقيمة في إيطاليا منذ سنوات مع أبنائها، ودخلت الحجر الصحي فى مستشفى الحجر الصحي بالإسماعيلية، وكانت تقيم بالمنصورة قبل السفر إلى إيطاليا.

ووصل نائب مدير أمن الدقهلية، ومأمور مركز أجا، وضباط مباحث المركز، ومجموعة من الإدارة الصحية بالمركز، في محاولة لإقناع الأهالي بعدم خطورة الموقف، وتدخلت الإدارة الصحية لمركز أجا، وفي محاولة منهم للتهدئة الأهالي، وتوضيح عدم وجود أي خطورة من دفن الجثة.

الصحة العالمية 
ومن جانبها، نفت منظمة الصحة العالمية، الاعتقاد الشائع عن نقل عدوى الكورونا من الجثث، مؤكدة لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل تنقل أمراض وبائية لأن معظم الجراثيم المسببة للأمراض تموت بعد وفاة الإنسان.

وطبقا للمبادئ التوجيهية للمنظمة الدولية، فإن الرفات البشرية لا تشكل خطرًا على الصحة، إلا في حالات الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) أو الحمى النزفية.

وأوضحت المنظمة الصحة العالمية، أن عمال تغسيل الجثث الذين يتعاملون بشكل دائم مع الموتي، قد يتعرضون لإصابة بعدوى السل والفيروسات المنقولة بالدم "مثل التهاب الكبد B وC وHIV" والالتهابات المعدية المعوية.

تهدئة السكان
ناشدت منظمة الصحة العالمية بمشاركة مبادئها مع العاملين في مجال الصحة والطوارئ وعامة الناس، لتقليل الخوف عن انتقال العدوي من الجثث وتجنب سوء الفهم، وضمان اتخاذ كل الاحتياطات عند التعامل مع جثث الذين توفوا جراء فيروس كورونا.

وأضافت المنظمة، أن الفيروسات كائنات غير حية ولا تتكاثر بدون مكونات الخلية الحية من إنزيمات، لاينتقل فيروس كورونا من الجثث المصابة به، لكن يفضل تجنب التجمعات الكبيرة في الجنازة والدفن، وعدم المصافحة، واقتصار إجراءات العزاء على أعداد محدودة، وترك مسافة بين الأشخاص لاتقل عن متر.

بقاء الفيروس
وتؤكد الدراسات العلمية، أن فيروس كورنا المستجد يستطيع العیش على الأسطح البلاستيكية والحديدية لمدة بين يوم إلي ثلاثة أيام وتعتبر الجثث مصدر للعدوى اذا تركت بدون دفن أو وضعت في سيارة الاسعاف بدون تعقيم.

ووجهت منظمة الصحة العالمية بحصول عمال الدفن علي تطعيم ضد "التهاب الكبد الوبائي بي"، ولا حاجة لتطهير الجثة قبل دفنها، إلا في حالة الوفاة بمرض الكوليرا، يستمر الفيروس، بعد وفاة الإنسان، علي قيد الحياة لفترة تستمر لساعات، ولكن هذا الفيروس لا يملك طريقة للخروج من الجسد الميت لأنه ينتشر بالسعال أو أنفاس المصاب، ولايستطيع الخروج من رئة المتوفى".

اجراءات الدفن
ووضعت منظمة الصحة العالمية، نصائح للاشخاص الذين يتعامون مع الجثث، بممارسة الاحتياطات باستخدام القفازات مرة واحدة، والتخلص منه بشكل صحيح، واستخدام (الكفن)، وغسل اليدين بالصابون بعد لمس الجثث مع تطهير المركبات والمعدات المستخدمة خلال عملية التكفين.

ولا توجد حاجة لإجراءات دفن من ناحية عمق القبر أو إجراء آخر، ماعدا ارتداء قفازات طبية وكمامات أثناء عملية نقل الجثة والدفن، ولا يسمح بلمس او تقبيل الميت.