"رحلة الـ 25 ساعة".. حوار "الفجر" مع عائدة من نيويورك للحجر الصحي

أخبار مصر

بوابة الفجر


25 ساعة كاملة، كانت كفيلة لتوثيق رحلة إيثار كمال الكتاتني، يوم 4 أبريل الماضي على طائرة أمر بتوجيهها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، لعودة أبناء الوطن العالقين هناك، حفاظًا على أرواحهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية، ووضعها في مأزق صحي واقتصادي هو الأول من نوعه عالميًأ.

قطعت "إيثار"240 كيلومتر تقريبا، من مسكنها بنيويورك، وصولًا إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث نقطة تمركز وتجمع العالقين لاستقلالهم الطائرة المصرية، التي قررت السلطات توجهها إلى مدينة مرسى علم لإبقائهم 14 يومًا بالحجر الصحي، للتأكد من سلامتهم، وتقديم الدعم الطبي والنفسي لهم.


وإلى نص الحوار:

كيف بدأت رحلتك من نيويورك لمصر؟

استأجرت سيارة واستقليتها لمدة 4 ساعات من نيويورك إلى واشنطن، ومسحتها ونظفتها بالمناديل المعقمة، جزء جزء من الداخل، وعند وصولي قمت بتسليم السيارة في المطار واستقليت أوتوبيس لمطار "دالاس".. "عمري ما شفته فاضي ومهجور زي وقتها".


كم المدة التي مكثتي خلالها بالمنزل؟

مكثت بالمنزل 24 يوما، وفعلًا شيء غريب كيف تعودنا على العزلة؛ إحساس أنني محاطة بالأشخاص أصبح غريبا، وقمت بارتداء ماسك لأول مرة منذ تفشي فيروس كورونا.

كيف كان التعامل في مطار دالاس؟

ذهبت إلى مصر للطيران ومضيت إقرارا بالموافقة على العزل في أي مكان تقرر الحكومة عزلنا به، حيث علمت بعدها بيومين أن العزل سيكون في مرسى علم، بدلًا من القاهرة، وتوجهت في الموعد المحدد إلى مطار دالاس، حيث استوقفني عدم ارتداء العاملين لقفازات أو كمامات، واختلاطهم المباشر بالركاب.

كيف كانت الدقائق الأولى لك على متن الطائرة؟

كانت الطائرة كومبليت، نظفت بالمناديل المعقمة كل شيئ، المضيفات والمضيفين وزعوا علينا ماسكات، والمفاجأة أن أغلب المسافرين كانوا يرتدون الماسك الخاص بهم، ما يعني أن هناك حالة وعي.

شاهدت 4 أفلام في 11 ساعة للتغلب على الترقب والتوتر، حيث كانت الطائرة مجهزة بالمواد الترفيهية.

كيف تم استقبالكم في مطار مرسى علم؟

استقبلنا الفريق الطبي بمطار مرسى علم، بالورد والمعجنات والشاي والمياه والعصائر، وكل العاملين مرتديين زي الحماية من الميكروبات، والماسكات، وكان التنظيم على درجة عالية، وتم تقسيم الركاب مجموعات، كل مجموعة 20 شخصًا لكل باص، وتم تسليمنا ماسكات جديدة، وسحب المستعملة وتعقيم كافة المتعلقات بمطهرات.

بعدها قاموا بقياس درجة الحرارة لكل شخص قبل دخول قاعة الانتظار، واستمرت التحذيرات "من فضلكم اقعدوا وبلاش تتجمعوا مع بعض".


كيف تمت إجراءات الفحص؟

بعد قرابة ساعة من وصولنا قاعة الانتظار، وصلت إلى غرفة الاختبار، ولست على علم بمعرفة نوع التحليل، قد يكون اختبار لمضادات الفيروس في الجسم، وتم سحب عينة من أصبعي، وتم إبلاغي بعدها أنني سليمة.

مررت من الجوزات خلال ثوان معدودة، أخذت كل حقائبي التي تم تعقيمها قبل نزولها على سير الحقائب، مرورا بالجمارك، وبعد دقائق قاموا بتعقيم الحقائب مرة ثانية قبل إيداعها داخل أتوبيسات مكيفة، حيث استغرقنا 3 ساعات من الطائرة للأتوبيس.


كيف كانت الرحلة من المطار للفندق؟

"انبهرت وفاقت توقعاتي".. استغرت الرحلة 15 دقيقة وطلبوا منا كتابة المعلومات التي يجب تسلميها للأوتيل لتجنب الزحام قبل الوصول، ووجدنا فور الوصول كل شيء مرتب ومنتهى على قدر عال من النظام والدقة.

انتظرنا 25 دقيقة لتعقيم الحقائب للمرة الثالثة، وتعقيمنا أيضًا ورش الأحذية، وبعدها نزلنا من الأتوبيسات، وفي أقل من نصف دقيقة أخذوا جوزا سفري وسلموني وثيقتين ومفاتيح الغرفة ورقمها.


ماذا عن وجبات الطعام والتكلفة المادية؟

لم يطلب أحدا دفع أي أموال، ولم يطلبوا حتى كارت الائتمان للحساب على طلباتي الزيادة، ومع ذلك وجدت بالغرفة جميع الاحتياجات – "مياه وشاي وقهوة وصودا وورق تواليت"، متطلبات تكفي عائلة كاملة، كما يوجد حامل طعام صغيرة خارج كل غرفة حيث يوضع عليه الوجبات 3 مرات يوميا بانتظام "فراخ وخضار وسلطة وجبن ومخلل وأرز عيش وكنافة وفاكهة" إلى جانب توفير رقم تليفون نتواصل من خلاله عند احتياجنا متطلبات من الصيدلية أو السوبرماركت.