فيروس كورونا يهدد 20 مليون وظيفة بقارة أفريقيا

الاقتصاد

قارة أفريقيا
قارة أفريقيا



توقعت دراسة صادرة عن الاتحاد الإفريقي، أن يؤدي تقلص اقتصادات القارة خلال العام الجاري بسبب تأثير جائحة كورونا، إلى تدمير نحو 20 مليون وظيفة ومحو 30% من إيرادات الحكومات.

وبحسب دراسة للاتحاد بعنوان “تأثير الفيروس التاجي على الاقتصاد الأفريقي” هناك سيناريوهين بنتظران القارة كلاهما يتضمن هبوطا للناتج الإجمالي.

وبموجب ما اعتبره باحثو الاتحاد الإفريقي “السيناريو الواقعي” سينكمش اقتصاد القارة بنسبة 0.8٪، في حين قال السيناريو المتشائم أن الانكماش سيصل إلى 1.1٪.

وتوقعت الدراسة التي نشرتها نزوح 15٪ من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويالتالي التأثير على العمالة بشكل كبير.

وقالت الدراسة: “إن ما يقرب من 20 مليون وظيفة في كل من القطاعين الرسمي وغير الرسمي مهددة بالتدمير في القارة إذا استمر الوضع”.

وتوقعت أن تخسر الحكومات الأفريقية 20 إلى 30٪ من إيراداتها المالية المقدرة بـ 500 مليار دولار في عام 2019.

كما توقعت الدراسة أن تنخفض الصادرات والواردات بنسبة 35٪ على الأقل من مستويات 2019، مما يؤدي إلى تراجع إجمالي التجارة بنحو 270 مليار دولار.

وقالت إن هذا سيحدث هذا في الوقت الذي ستؤدي فيه مكافحة انتشار الفيروس إلى زيادة الإنفاق العام بما لا يقل عن 130 مليار دولار.

وسيكون منتجو النفط الأفريقيون من بين الأكثر تضررا في القارة وفقا للدراسة، بعد تراجع صادراتهم من النفط الخام في الأسابيع الماضية.

وأوضحت أن نيجيريا وأنجولا وحدهما قد يفقدا 65 مليار دولار من دخلهما، فين حين سيختبر مصدرو النفط الأفارقة تفاقما في عجز ميزانيتهم هذا العام إلى الضعف بينما تتقلص اقتصاداتهم بنسبة 3٪ في المتوسط.

وستعاني الوجهات السياحية الإفريقية أيضا، بحسب الدراسة التي أوضحت إن القارة السمراء كانت في السنوات الأخيرة من بين المناطق الأسرع نموًا في العالم بالنسبة للسياحة.

ولكن مع إغلاق الحدود لمنع انتشار كورونا وتعطل شركات الطيران بالكامل تم تجميد قطاع السياحة بالكامل تقريبًا.

وأوصحت الدراسة أن البلدان التي تشكل السياحة فيها جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي ستشهد انكماش اقتصاداتها بمعدل 3.3٪ هذا العام.

ومع ذلك ، فإن مواقع السياحة الرئيسية في أفريقيا مثل سيشيل والرأس الأخضر وموريشيوس وجامبيا ستشهد انكماشا بنسبة 7٪ على الأقل.

وقالت دراسة الاتحاد الأفريقي إنه في ظل “السيناريو المتوسط” ، يمكن أن يخسر قطاع السياحة والسفر في أفريقيا ما لا يقل عن 50 مليار دولار بسبب جائحة كوفيد 19 وما لا يقل عن مليوني وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

ومن غير المحتمل أن تخفف التحويلات المالية من الأفارقة الذين يعيشون في الخارج تلك الصدمة.

وكان العاملين في الخارج هم أكبر مصدر تدفق مالي خارجي للقارة على مدى العقد الماضي.

ووجد التحليل أن النشاط الاقتصادي الراكد في أسواق العالم المتقدمة والناشئة يمكن أن يؤدي إلى انخفاضات كبيرة في تحويلات الأفارقة في الخارج.

جدير بالذكر أنه قبل ظهور الوباء، توقع بنك التنمية الأفريقي أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي على مستوى القارة 3.4٪ هذا العام.


ومن جانب أخر كشف الاتحاد الأفريقي، اليوم الأحد، عن أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في القارة الأفريقية تجاوزت 8 آلاف حالة.

وبحسب تقرير الاتحاد الأفريقي، سجلت دولة جنوب أفريقيا نحو 1585 حالة إصابة وتلتها كل من الجزائر ومصر اللتان سجلت كل منهما أكثر من ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، أما بالنسبة للوفيات فقد تصدت الجزائر بعددها حيث توفي أكثر من 105 مرضى وتلتها كل من مصر والمغرب.

أما بالنسبة للدول التي لم يسجل فيها حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد بحسب التقرير، فهي كل من دولة ليسوتو والصحراء الغربية وجنوب السودان، وكذلك دولة جزر القمر وسان تومي وبرينسيبي الجزرية.

ويضم الاتحاد الأفريقي 55 دولة، حيث تم تسجيل حالات الإصابة بنحو 50 دولة معظمها في شمال أفريقيا وأقلها سجل في شرق أفريقيا - 707 حالات.

وعطلت الدراسة في عدد من الدول حول العالم، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل مئات ملايين المواطنين وفرض قيود كلية على حركة المواطنين. كما أوقفت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.

وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 مارس، مرض فيروس كورونا "جائحة"، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.