وزيرة التعاون الدولى تبحث تعزيز التمويلات المتاحة لمكافحة فيروس كورونا

أخبار مصر

بوابة الفجر


تسعى الكثير من الدول إلى الحصول على تمويلات إضافية للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا الذي اصاب نحو مليون شخص حول العالم دون استطاعة التوصل لعلاج له، حيث أعلن صندوق النقد الدول تقدم 90 دولة بطلب تمويلات لمواجهة الفيروس.

ترأست الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إجتماعا عبر تقنية الفيديو كونفرانس جمع أكثر من 100 من رؤساء وممثلي المنظمات التنموية الدولية والاقليمية في مصر لمناقشة التمويلات المتاحة وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية في المستقبل وبحث تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد.

وشارك في الاجتماع ممثلون عن الامم المتحدة ومجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الافريقي ومجموعة البنك الاسلامي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي الى جانب السفراء ورؤساء الاقسام  الاقتصادية لدى مجموعة كبيرة من شركاء التنمية الثنائيين.

وجاء الاجتماع الذي عقد تحت عنوان "الشراكة العالمية للتعاون الانمائى الفعال" ودعت إليه وزارة التعاون الدولى بهدف تكوين "منصة" للنقاش حول الاستجابة الفورية من مؤسسات التمويل الدولية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، ووضع خطة عمل من خلال جهد منظم يتماشى مع الأولويات الوطنية للحكومة المصرية. رابط العرض التقديمي:

http://bit.ly/MOICxCOVID19xResponseRebuild

وأشادت الدكتورة رانيا المشاط خلال الاجتماع بالتعاون الذى تم بين مصر وشركائها الدوليين في التنمية خلال الفترة الماضية، مما يعكس الدور الايجابي لجهود التعاون الدولى في دعم الاقتصاد المصري، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية طبقت عملية المسار السريع المبسط فيما يتعلق بالموافقة على التمويل لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

وقالت إن وزارة الصحة والسكان اتخذت العديد من الاجراءات للسيطرة على انتشار فيروس كورونا، من خلال إنشاء 27 معملا للكشف عن فيروس كورونا المُستجد و4 معامل جامعية اضافية، فضلا عن إجراءات حماية العاملين فى قطاع الصحة، وتوسيع القدرة على إجراء ما يصل إلى 200 ألف اختبار على الحالات المشتبه بها وإجراء حملة تعقيم فى المدن والقرى خلال اسبوعين لوقف انتشار الفيروس.

وأضافت أن وزارة الصحة خصصت 8 مستشفيات للعزل الصحى بسعة 2000 سرير و1000 سرير للعناية المركزة و400 جهاز للتنفس الصناعى، فضلا عن إنشاء مستشفيات ميدانية لاستقبال الحالات الغير حرجة، مما جعل منظمة الصحة العالمية تشيد بالجهود التي بذلتها مصر، التي أكدت أن مصر تمتلك نظاما قويا لمراقبة الوباء وتتبع الحالات وهو ما أثبت فعاليته في الحد من انتشار الفيروس.

وأوضحت الوزيرة، أنه فيما يتعلق بالتعليم، فقد تم إغلاق المدارس للحد من انتشار فيروس كورونا، ولكن فى نفس الوقت قامت وززارة التربية والتعليم والتعليم الفني بمواصلة العملية التعليمية من خلال بنك المعرفة وهو مكتبة رقمية متاحة لكل الطلاب بشكل مجانى،  ومشيرة إلى تخصيص وزارة التربية والتعليم المصرية منصة تشمل 55 الف مدرسة لمساعدة المدرسين على التواصل بأمان مع طلابهم وأولياء أمورهم وخلق فصل دراسي افتراضى عبر الإنترنت، وهذا ما يوضح قيمة التعاون الإنمائى الدولى، حيث تم دعم هذا التحول الرقمى السريع فى قطاع التعليم من قبل البنك الدولى وشركاء التنمية من خلال مشروع إصلاح التعليم فى مصر.

وحول الاثار الاقتصادية لفيروس كورونا أشارت الوزيرة إلى أن تأثير ذلك على ميزان المدفوعات المحتمل والضغوط المالية التي يمكن أن تنشأ بالنظر الى العواقب العالمية على سلاسل التوريد والطلب والسياحة والتجارة.

كما تضمن الاجتماع، مناقشة تفصيلية حول استجابات سياسات الاقتصاد الكلي في مصر على حد سواء المالية والنقدية والإصلاحات الهيكلية التي تهدف بشكل جماعي إلى تسطيح "منحنى الركود" كما ذكر البنك الدولي مؤخرًا، لافتة إلى أن السياسات المالية والنقدية التى اتخذتها الحكومة المصرية هدفت إلى المساعدة فى الحد من التأثير المالى لفيروس كورونا على الأسر خاصة الاكثر احتياجا والقطاع الخاص والتخفيف من التباطؤ المحتمل فى الأنشطة الاقتصادية، كما عرضت تأثير فيروس كورونا المستجد على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وذكرت الوزيرة، أنه من بين التدابير التي اتخذت لمكافحة أزمة فيروس كورونا المستجد تخفيف الأثر على القوى العاملة غير المنتظمة من خلال تشريعات حماية العمالة واستحقاقات البطالة، حيث خصصت الحكومة تعويضا بقيمة 500 جنيه وتم تسجيل أكثر من مليون شخص يعملون فى البناء والزراعة وصيد الأسماك والسباكة.

وأشارت إلى أن أزمة فيروس كورونا ستدفع بالتعجيل ببعض الاصلاحات الهيكلية العامة المتعلقة بالحماية الاجتماعية والعمالة غير المنتظمة وتفعيل الشمول المالي و، كما ظهر في سياسات البنك المركزي.

وعلى مستوى الحماية الاجتماعية أوضحت وزيرة التعاون الدولي أنه تم زيادة الأعداد المستفيدة من الدعم النقدي المشروط بشكل فوري لمبادرة "تكافل وكرامة" إلى 60 ألف اسرة، وسيتم زيادتها بنحو 100 ألف أسرة اضافية خلال المرحلة المقبلة، وزيادة المخصص للبرنامج إلى 19 مليار جنيه للعام المالى الجديد مقابل 18.5 مليار جنيه العام المالى السابق عليه، كما قامت الحكومة بزيادة العائد الشهري للرائدات الريفيات من 350 جنيه مصري شهرياً إلى 900 جنيه شهريا في إطار المساواة بين الجنسين.

ولفتت إلى أن البنك المركزى المصري اتخذ خطوات هامة للاسراع فى تنفيذ الشمول المالى والتحول الرقمى، مع بدء أزمة فيروس كورونا، منها إلغاء جميع العمولات والرسوم على التحويلات المحلية بالجنيه المصرى بهدف تقليل استخدام النقد، وزيادة القيمة اليومية لمحافظ الهاتف المحمول إلى 30 الف جنيه، وإصدار البطاقات المدفوعة مقدما للمواطنين مجانا لمدة 6 أشهر، وتفعيل خدمة الدفع باستخدام رقم الاستجابة السريع الموحد "QR CODE"، التسجيل التلقائي للعملاء في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.

 وأوضحت الوزيرة أن جميع التدابير الرامية إلى التخفيف من تأثير فيروس كورونا تساهم فى عدم تعطيل جهود التنمية عن أغراضها المقصودة وخاصة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

من جانبها، قالت شيرى كارلين، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالقاهرة، إن الوكالة الأمريكية للتنمية تعمل مع الحكومة المصرية منذ أكثر من 40 عاما ليس فقط فى قطاع الصحة ولكن ايضا على تمكين الشباب والمرأة وفى مجال التعليم، مشيرة إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية متلزمة بمواصلة دعم مصر خاصة فى ظل الظرف الاستثنائى الذى يمر به العالم حاليا وهو مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقالت مارينا ويس، مديرة مكتب البنك الدولى فى مصر:" ونحن نختتم جلسة ملهمة وبناءة، أود أن أشكر الدكتورة رانيا المشاط للجمع بين شركاء التنمية وإظهار الرؤية والقيادة في الأوقات الحرجة، وبالتعاون مع شركاء التنمية، يقف البنك الدولي على أهبة الاستعداد لدعم مصر في جهودها لمواجهة الطوارئ الصحية العاجلة والتخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لوباء كوفيد 19، وخاصة بالنسبة لأكثر الفئات ضعفاً".

وقال وليد لبادى، مدير مؤسسة التمويل الدولية فى مصر: "إن هذه الأوقات الحرجة تمثل تحديا أمام القطاع الخاص، الذي يعد المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف، فقد وضعت أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19)  كل من الشركات والوظائف وحياة الأشخاص وسبل المعيشة في خطر".

 وأضاف: "أن مؤسسة التمويل الدولية تعمل مع عملائها وشركائها في التنمية في مصر على تخفيف الآثار الإقتصادية الواضحة الناتجة عن أزمة فيروس كورونا ومساعدة الشركات في استمرار عملياتها والحفاظ على موظفيها".

شارك فى الاجتماع ممثلين عن البنك الدولى والبنك الافريقى للتنمية والبنك الاوروبى للإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبى ومؤسسة التمويل الدولية والمؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة، والوكالة الفرنسية للتنمية والوكالة الأمريكية للتنمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولى والوكالة الكورية للتعاون الدولى والوكالة الالمانية للتعاون الدولى وبنك التعمير الالمانى، والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى ومن مؤسسات الأمم المتحدة كل من الممثل المقيم للأمم المتحدة فى القاهرة، ومديرة البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة فى القاهرة ومدير برنامج الاغذية العالمى فى القاهرة ومديرة مكتب الصندوق الدولى للتنمية الزراعية بالقاهرة.

كما شارك في الاجتماع ممثلين عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الاغذية والزراعة، وصندوق الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وسفراء كل من اليابان وفرنسا وكوريا الجنوبية، وممثلين عن سفارات الاتحاد الأوروبى وسويسرا وهولندا وكندا واسبانيا والسويد والمانيا.