فاطمة العدلاني تكتب : غدا

ركن القراء

فاطمة العدلاني
فاطمة العدلاني


غدا نلتقي 
تُشرِق شمسنا 
تُغَرِد عصافيرنا 
وتعود أيامنا 
نلقي أحبتنا 
نجتمع مجددا
نعود أعمالنا
يدرس شبابنا
ويُشفي مريضنا
تُفتح مساجدنا
يَدُب حياتنا ذلك الروتين المفقود  
كم كان الروتين قاسِ 
لكنه كان الحياه 
أدركنا اليوم بعد أن حُرِمنا ما اعتدنا 
أن الاعتياد
اعتياد النعم يذلل الأجواء 
ويشوش الشعور ..
طغت أنفسنا النِعَم بالكثره 
ونقمت روحنا ما كنا نسأله يوما بحرقه 
تبدل الشعور من رغبه الي زهد 
ومن فرحة الي نقم 
ومن رضا الي سخط 
شكونا الروتين في العمل الذي تمنيناه 
سخطنا العلم الذي طالما رجوناه 
تأهبنا للرحيل من الروتين الذي لسنوات تمنيناه 
وأصبح استقرارنا ضيق في الحلق تنفسناه 
تبدل حالنا من حال الي حال 
لم يُحرم أيا مِنّا كأس المرار 
من حياة زهدها فزهدته 
وروتينا شكاه فاشتكاه 
وعمل سَئِم منه فحُرم ذهابه 
وعِلم شكونا مُرهُ فصعب حصوله
ومسجد عزّ علينا ذهابه وقت انشغالنا
فغلق بابه في وجهنا وقت فراغنا
كالآن كانت أصوات خطبة جُمعتنا تملأ المساجد
تضخ الشوارع بشبابنا 
وتعلي بالبيوت الصلوات لنساؤنا 
وتعلي أصوات المصلين في كل الأرجاء 
تتزين جُمعتنا بِجَمعِنا 
كبيرنا وصغيرنا 
شبابنا ونساؤنا 
شيوخنا وأطفالنا 
كالآن كانت كل الشوارع مُجمعه بنا 
كُلُ وكُل 
ثاني جُمعه دون جماعة
دون خطبة دون اقامة دون صلاه 
 وآهِ من المدة ان طالت 
حُرِمنا بذنوبنا الحُريه 
وبنقمنا النعمه 
وبزهدنا العِطيه 
وهل كانت حُريتنا الا الحياه 
لكن غدا نعود ..
وغدا تُزاح الغُمه 
وغدا نأنس بِنا 
وغدا تبث الحياه 
غدا نلتقي ....
وقد أدركنا قيمة الاشياء ..
قيمة الاهل..
قيمة العمل ..
قيمة العلم ...
قيمة بيوت الله ..
قيمة الشوارع والاشجار والهواء ..
أدركنا قيمة الحياه التي اعتدناها 
وعلِمنا أنها لم تكن معتاده الا برحمة الخلاق .