محمد مسعود يكتب: ملحمة كورونا.. وقوة مصر

مقالات الرأي



لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تصمد مصر أمام كورونا فى مواجهة بين فيروس بلا علاج، ودولة ظن الكثيرون أن السوس نخر عظامها، لكن.. فى كل مرة أثبتت مصر أنها أقوى من العدو المعلوم، والعدو الخفى، ولم تتأثر مثلما تأثرت قوى عظمى، أطاحت بها لطمة الفيروس، إلى حافة الهاوية.

الملحمة البطولية التى قامت بها الدولة المصرية، بدأت من رأس السلطة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجيش مصر وحكومة الدكتور مصطفى مدبولى التى خاضت اختبارا شرسا، أظهر قوتها الحقيقية، وقوة رئيس حكومتها العاقل المتزن.

الدولة المصرية اعتمدت فى معركتها على حائط صد قوى ومنيع ليحول بين مخاطر الفيروس الشرس وبين أبناء الشعب المصرى، ولعب فى المعركة دور البطولة، جيش مصر الأبيض، أو الأطباء، الذين بذلوا الجهد والعرق والنفس، ووقفوا صفا واحدا ليكونوا حاجزاً يحول بين المخاطر الجسيمة لفيروس كورونا.. وبين أبناء الشعب المصرى.

وكان من أبرز رجال معركة الدولة والفيروس، رجال الجيش المصرى الذين تحركوا على الفور لنجدة المواطن، وتلبية احتياجاته من المطهرات والكمامات وأدوات التعقيم، بعد أن لقنوا التجار وأصحاب النفوس المليئة بالجشع درسا قاسيا، غير أن وزارة الداخلية، لعبت دورا هى الأخرى فى عمليات التأمين وفرض حظر التجوال بقوة، رغم عدم تخلى ضباطها عن الابتسامة فى أحلك اللحظات، والتعامل برقى شديد مع المواطنين.

ملحمة الجيش والأطباء والشرطة، جعلت الكثيرين يؤكدون أنهم النجوم الحقيقيين فى هذا البلد، وقد آن أوان بزوغ نجمهم وتوارى نجم لاعبى كرة القدم والفنانين- ممثلين ومطربين- الذين أثبتت الظروف أنهم كانوا أبطالا أيضا.. لكن من ورق.

والحقيقة أن أصحاب وجهة النظر تلك، هم أصحاب نظرة قاصرة، فقوة الدولة تكمن فى قوة أذرعها بالكامل، وغالبا ما تكون العلاقة طردية بين الجميع، فلا يجوز أن يزدهر العلم فى الوقت الذى تنهار فيه الثقافة، أو أن ترتفع قوة وتصنيف الجيش، وتتراجع الداخلية، أو أن تزدهر الرياضه والرياضيين وتنهار الصحة، أو أن يزدهر الإعلام وينهار التعليم،.

كل من هؤلاء يعمل وفقا لمنظومة أو أوركسترا، كل يؤدى دوره وما يتطلبه منه لينتج عن ذلك فى النهاية أداء جماعياً مقنعاً، جعل الشعب - للمرة الأولى تقريبا - راضيا عن الجميع.

إن لمصر، قوة ناعمة جبارة، محمد صلاح لاعب ليفربول مثلا، قوة ناعمة مصرية، وسفير يحمل اسم مصر بكل شرف، كذلك كان عمر الشريف، والسيدة أم كلثوم، ويوسف شاهين، وإسماعيل يس وفاتن حمامة وشادية وسعاد حسنى وسميرة أحمد ونادية لطفى، وهند رستم ورشدى أباظة وعادل إمام وأحمد زكى ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى، وصلاح السعدنى، ومسلسلات أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوى ومحسن زايد، ونور الدمرداش ويحيى العلمى ومحمد فاضل، ومجدى أبوعميرة وأحمد صقر.. كل هؤلاء أدخلوا اللهجة المصرية والعادات والتقاليد إلى جميع البلدان العربية التى كانت تتحدث العربية بطلاقة من الأفلام السينمائية والمسلسلات التى مازالت تعرض حتى الآن وتحقق أعلى نسب المشاهدة.

وفى الأدب الدكتور طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعى، وفى الصحافة مصطفى وعلى أمين، ومحمد التابعى وهيكل وعادل حمودة آخر عنقود الكار.

وفى البرامج التليفزيونية أقطاب وأقطاب من نجوم الإعلام المصرى بداية من ليلى رستم وفريال صالح وجانيت فرج ونجوى إبراهيم وسهير شلبى وسلمى الشماع وسهير الإتربى، وهناء مصطفى، وسمير صبرى وأحمد سمير وطارق حبيب كانت مصر أشبه بآلة تصنع نجوم القوة الناعمة التى حققت لهذا البلد فوائد عديدة فى جميع الاتجاهات، ومنهم طبعا علماء وأطباء مصر فى الخارج الذى أعاد اكتشافهم برنامج «مصر تستطيع» الذى يقدمه الإعلامى الزميل أحمد فايق.

مصر ليس لها جيش واحد يدافع عنها، بل لها أيضا جيش من الأطباء والعلماء والمُعلمين والكتاب والصحفيين والإعلاميين.. والفنانين والرياضيين.. مصر لها جيوش عدة، كل فى مهمته.. نفخر ونعتز بهم جميعا.. دون نقصان.