بين الوعد بالعودة ومعاناة التنمر.. أوضاع الجالية المصرية في نيجيريا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أصر المصريون العالقين في نيجيريا، على مواصلة استقرارهم هناك، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لا سيما أن الإجراءات الاحترازية الوقائية كافية لمكافحة الوباء اللعين، جعلتها الأقل في نسب الإصابة.. "السفارة وعدتنا لو ساء الوضع سيتم إجلاء كل من يرغب وقادر على السفر كباقي الجاليات الأجنبية في نيجيريا".

أثقلتهم الهموم، بحملها، مع أول حالة مصابة في الأراضي النيجيرية، في السابع والعشرين من فبراير الماضي لعجوز إيطالي الجنسية، تم الإبلاغ عنها منذ بدأ تفشي فيروس كورونا القاتل في الصين في يناير 2020.

رغم الواقع الأليم، والظروف القاسية التي يعيشها مواطني العالم أجمع، إلا أن العالقين في نيجيريا، متفائلين بانفراجة قريبة، مع إدراكهم بالمعقمات والمستلزمات الشخصية، لمجابهة هذا الوباء اللعين، حتى بزغت أزمة المهاجرين بطرق غير شرعية "نسمع عن تواجد المئات من جهاز الهجرة النيجيري لكن لا نعلم حصرهم".

تخوف شديد ينتاب رئيس الجالية المصرية مايكل تواضروس، جراء سوء تصرف العمالة المصرية غير الشرعية "تواجهنا مشكلة كبيرة منذ سنوات، حيث يعملون كباعة جائلين في عدة ولايات نيجيريا حتى وصل بهم الحال بسفرهم إلى المناطق الشمالية من البلاد التي يسيطر عليها بوكو حرام بحثا عن أكل العيش، تواصلت السفارة مع بعضهم للتسجيل ولكن دائما يتهربون".

لم يستمر الوضع كثيرا، حتى جاءت جائحة كورونا ليتصدر هؤلاء المشهد، مطالبين الدولة المصرية بإعادتهم إلى بلدهم الحبيبة مصر، متحدثين عن معاناة التنمر من النيجيريين "هناك اعتقاد نيجيري أن ذوي البشرة البيضاء هم من آتوا بڤيروس كورونا للبلاد.. هنا يكمن الخطر، لو حاول أحد من العالقين الرد أو الدخول في نزاع سوف تكون مشكلة كبيرة لا يحمد عقباها".

بحذر شديد، تابع رئيس الجالية المصرية بنيجيريا، أزمة العالقين من العمالة غير الشرعية، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد: "المشكلة في الإجلاء أن هؤلاء العالقين موزعين في عدة ولايات، بعضها تستغرق أيام سفر على الطريق البري من ولاية لاجوس حيث يوجد المطار وأكبر تجمع للمصريين.. وهناك خطورة أن يتعرضوا للسرقة والتنمر أو حتى الخطف نتيجة تعليق الطيران.

الجميع فطن للأزمة مبكرا، وأغلق حدود الطيران الداخلي، حفاظا على صحة العاملين في مجال الطيران وحرصا على عدم نشر ڤيروس كورونا في باقي الولايات "الأمر ساعد نيجيريا في مجابهة الجائحة بشكل كبير.. لذا لا نستطيع التواصل مع العالقين غير الشرعيين".

أما العالقين الذين جاءوا في مهام لبعض شركات النفط والخدمات النفطية، جادت شركاتهم، بما لديهم، في رعايتهم وإقامتهم حتى انفراج الأزمة "نتواصل معهم دائما، وقمنا بجانب السفارة بعمل قاعدة بيانات في كافة الولايات وتصنيفهم حسب الولاية والرغبة في السفر أو البقاء".

بفخر وتعابير بسيطة "لاحظت الجاليات المصرية في كافة دول العالم بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، تغييرا إيجابيا ملحوظا في سياسة الدولة تجاه أبنائها في الخارج، يدعوا للفخر، يتبين ذلك في مواقف الحكومة في التعامل مع الجائحة وموقفها مع العالقين، وتصريحات الحكومة والرئيس دائما أنه لا اعتبار لأي خسائر مادية في مواجه الوباء، المواطن أولا، دامت مصر لنا بأبناءها في الداخل والخارج.

وصنفت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس المنصرم، مرض فيروس كورونا بـ"وباء عالمي"، مؤكدة على أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.

وكانت السلطات الصينية، قد أبلغت في يوم 31 ديسمبر الماضي، منظمة الصحة العالمية بتفشي الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس "كورونا" في مدينة ووهان.

ومنذ ذلك الحين انتقل الفيروس إلى العديد من الدول؛ وسجلت آلاف حالات الوفاة بسبب الفيروس في إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية وفرنسا والولايات المتحدة والعراق، وغيرها من دول العالم.