العلاج بـ"البلازما".. أمل جديد قد ينقذ العالم من "كورونا"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


في الحلقة الأخيرة من مسلسل الأمراض الفتاكة، وبعدما قضى الوباء العالمي "كوفيد - 19" على ما يقرب من 54 ألف شخص على مستوى العالم، وأصاب أكثر من مليون، ورغم مرور ثلاث أشهر فقط منذ ولادة المرض، لايزال العالم بعيداُ عن كبح جماح انتشاره، حيث وجد أكثر من نصف سكان الأرض أنفسهم تحت العزل المنزلي، سواء كان بإرادتهم، أم مرغمين على ذلك فهم، مدعوين للبقاء في المنزل، فأينما وجدت الكورونا انطفأت كل بواعث الأمل في الحياة، إلا أن العلماء أعلنوا بارقة أمل لمصابي الكورونا، وأصبحنا في سباق مع الزمن ضد المرض.

وتستعد الولايات المتحدة بعد أن أعطت الوكالة الامريكة للأدوية والعقاقير الإذن للمستشفيات بإستخدام "البلازما" من أجسام المتعافين من الفيروس، لاستخدامه كمضاد محتمل للمرض، و"البلازما" جزء من الدم السائل الذي يحتوي على كمية مهمة من الأجسام المضادة والمضادات الحيوية القادرة على تقوية مناعة المريض في وجه خطر الفيروس.

من جانبها، دعت مستشفيات في الولايات المتحدة، على رأسها مستشفى "مونت سيناي" في نيويورك المتعافين من فيروس "كوفيد - 19"، الى التبرع بالدم على أن يكون ذلك بعد تعافيهم بـ14 يومًا، بشرط أن يكون المتبرع مُعافى من جميع الأمراض المعدية مثل الإيدز (السيدا) وأمراض الكبد الخطرة.

ولاقت الدعوة إقبالًا كبيرًا من المواطنين، وسارعت عائلات المرضى السابقين، للاستفسار من خلال مواقع التواصل الاجتماعى عن كيفية التبرع، في بلد تخطى عدد الإصابات فيه 270 ألف إصابة، وقارب عدد الوفيات على 7 آلاف شخص.

طريقة العلاج بـ"البلازما"
تكمن أهمية العلاج بـ"بلازما النقاهة" في أنه هو الاختيار الوحيد المتاح حاليًا للعلماء، في ظل عدم وجود علاج مؤكد، وحسب التقارير فإن إنتاج الأدوية واللقاحات من المتوقع أن يستغرق عامًا على الأقل، وتخطط المستشفيات الأكاديمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بدء تجربة العلاج بالبلازما مع بداية الأسبوع المقبل.

تجربة صينية
وصرح أحد الأطباء الصينين لمجلة "Nature" بأنه في إحدى الدراسات الأولية عالج الأطباء 13 شخصًا يعانون من مراحل خطيرة من الإصابة بـ"كوفيد-19" ببلازما النقاهة، وتماثلوا ما يثبت فاعلية الأجسام المضادة في مقاومة الفيروس، إلا أن بعض حالات المرضى استمرت في التدهور، لافتًا إلى أن العلاج قد لا يكون فعالًا مع الحالات التي مر على ظهور الأعراض لديهم أكثر من أسبوعين.

ولا تعتبر تجربة الحقن بالبلازما الأولى من نوعها مع فيروس كورونا المستجد، فيرجع تاريخ العلاج بالبلازم منذ عام 1918م، لمواجهة فيروس إنفلونزا H1N1، وأطلق العلماء على تلك العملية "علاج الأجسام المضادة السلبي" والتى تعتمد على تلقي الأشخاص أجسام مضادة خارجية تعمل على توليد استجابة مناعية، وتتمثل في فكرة التطعيم، ونجحت هذه التجربة عام 2003م، عندما حقن ما يقرب من 80 شخصًا ببلازما الأشخاص المتعافين، وظهرت فاعليتها بشفاء المصابيين خلال أسبوعين.

لم تكن الولايات المتحدة هى الوحيدة التى تستعد للبدء في هذه التجربة، فتلتها إيطاليا المحبة للحياة، وفرنسا التي أقرت بدء تلك التجربة مع إشراقة الأسبوع المقبل، لكن النتيجة النهائية تبقى غائبة، ليبقى السؤال قائما: هل ستنقذ بلازما 210 ألف من المتعافين العالم؟ وينصر العلم على الوباء، لينبض مرة آخرى بالحياة؟