متحدث الكاثوليكية في أحد المخلع: الرب قادر أن يشفي "شللنا"

أقباط وكنائس

المخلع
المخلع


تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، اليوم الأحد، بأحد المخلع، الأمر الذي يعني أن الصوم المُقدس شارف على الانتهاء.

ففي الوقت الذى تسبب فيه فيروس كورونا المستجد من شلل في حركة التنقل في العالم كله، تواجه الكنيسة خلال الاسابيع القليلة المقبلة عدت سيناريوهات تخص الاحتفالات بالاعياد، مع مراعاة أن هذا الفيروس قد يتسبب في الإطاحة باحتفالات عيد القيامة المجيد التى تحل في 12 أبريل المقبل للكنيسة الكاثوليكية التى تتبع التقويم الغربي مع الفاتيكان، ومعها أسبوع من الصلوات المُستمرة والطقوس تسبق العيد وهو أسبوع الآلام الذى يبدأ بأحد السعف وتزدحم فيه الكنائس بالمصلين.

ويوضح الأنبا باخوم، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك لشئون البطريركية، أن أحد المخلع هو ثالث معجزة للمسيح في انجيل يوحنا.

وأضاف « باخوم»، عبر حسابة الشخصي علي موقع التواصل الإجتماعي « فيس بوك»، أن يسوع يصعد الى اورشليم عند بركة تسمى بيت حسدا (بيت الرحمة، بيت الشفقة)، مؤكدًا أن هذا المكان ملىء بالمرضى، والكل ينتظر تحرك المياه، كي يغتسلوا فيبرأوا.

وتابع: "يسوع يقترب من هذا المشلول؛ وهو لا يستطيع الحركة، حياة كاملة ولا يستطيع ان يفعل شيء في موقف ويشعر انه مشلول فيه، لا يستطيع التصرف، صعوبة معينة، مشكلة، ضيق، عاجز؛ غير قادر؛ نعم مشلول طوال الحياة".

ولفت إلى أن هذا الشخص كان مشلول منذ 38 عام؛ سفر الثنية (تثنية 2) يقول انه الوقت الذي اخذه الشعب كي يموت منه كل الجيل الذي كان عليه ان يدخل ويحارب في ارض الميعاد، ولكنه خاف ورجع الى الوراء؛ هذا الشعب قال: « ليس الوقت المناسب، الأعداء أقوى مننا«، ولذلك بقى 38 عام في الصحراء يلف ويلف حتى ماتوا كل رجال الحرب منهم، وهنا رجل منذ 38 عام مشلول يلف ويلف حول فراشه. هل لانه في العمق مثل الشعب في العهد القديم، لا يرغب ان ينزل في المياه؟ اعتاد على هذه الحالة، في العمق تعود ان يكون ضحية. لذا المسيح يسأله، اتريد ان تشفي؟؛ نعم سؤال عميق، لا يسأله تقدر ان تنزل الى المياه؟ يسأله، اتريد ام انت مثل شعب الله الذي رفض ان يدخل لارض الميعاد؟.

وأستطرد قائلا: "الرجل يثبت لنا الكلام السابق يرد: انا لوحدي، انا غلبان، انا مظلوم، كلهم عندهم اللي بيساعدهم وانا لا؛
الامر ليس سهل. هل ارغب انا في الشفاء ام اعتدت مرضي؟"، مُضيفًا: "حوار المسيح يشفى الرجل قبل ان يشفيه، ويشفي رغبته ويحرره، يكشف له مرضه الحقيقي وهي عدم الرغبة في الشفاء؛ وفي النهاية يقول له: قم واحمل سريرك وامشى".

وأشار إلى أن هذا الرجل يقوم ويحمل علامة مرضه، لم يشفى فقط بل أصبح قادرًا أن يحمل صليبه الذي كان مسمرًا عليه. يحمل الشيء الذي حطمه طوال الحياة؛ هو الذي يحمل الفراش ولم يعد الفراش يحمله، مؤكدًا أن المعجزة هي ان يقوم الشخص ويحمل صليبه، ويحمل تاريخه، مضيفًا أن المعجزة ليست فقط في المشي ولكن في هذه المصالحة العميقة مع الماضي، مع ما جرحنا، مع ما المنا.

وتابع قائلًا: "أحبائي الرب يستطيع ان يشفي شللنا في مواقف عديدة، لا نستطيع الخروج منها، من جروحات كبيرة لا يمكننا تضميدها بذاتنا ولكن الأهم هل نرغب فعلا؟ ام اننا اعتدنا مرضنا وجروحاتنا، وأصبحت مصدرا للرزق (عاطفة الاخرين)".

وإختتم قائلًا: أن هذا الاحد هو خبر سار، الرب قادر وانا ارغب: وهذا ما اتمناه لي ولكم.