"فنار البرلس".. ثاني أقدم برج حديدي بعد "إيفل" مهدد بالسقوط

محافظات

فنار البرلس
فنار البرلس


يعد فنار البرلس أقدم ثاني برج حديدي في العالم بعد برج "إيفل"، وهو الفنار الوحيد المتبقي بمصر من ضمن مجموعة فنارات أقامها الخديوى إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس.

ولفنار البرلس أهمية كبيرة جدًا، حيث كان يرشد السفن ليلا عن طريق عدسات توجد في أعلى الفنار، وهذه العدسات تعمل على عكس الضوء، وتصل قوة إشاراتها في جهة البحر المتوسط، بحوالي 30 كم.

ويقع الفنار بمنطقة البرلس (مصيف بلطيم) وفى حدود قرية الشيخ مبارك على شاطئ البحر مباشرة حيث، يبعد عند إنشائه نحو ميل واحد تقريبا عن شاطئ البحر، ولكن نتيجة لتآكل الشاطئ أصبحت المسافة نحو 120م عن الشاطئ، وقد ثبتت هذه المسافة الآن تقريبا بعد وضع كتل خرسانية لمنع النحر.

وتمثل منطقة البرلس شبه جزيرة وتدخل رأس بلطيم بمسافة ما بين 48 و35كم داخل البحر المتوسط، لذا كان من الضرورى إنشاء الفنار لإرشاد السفن منعا لاصطدامها بهذا الرأس من اليابس مقابل رسم للمرور.

تم إنشاء الفنار عام 1869 على يد المهندس الفرنسي بركار‏، وكان يحتوي على عدسات فى قمة البرج الزجاجي، وغرفة الإضاءة تعمل بـ"الكيروسين"، وتصل مدى إشارتها إلى بُعد 17 ميلًا بحريًا ترشد السفن، ويحيط بالفنار مجموعة من الغرف لإقامة الموظفين والعمال، وتم ضمه إلى هيئة الآثار في 1998، وهو الآن في حالة سيئة من الصدأ وتآكل ألواحه المعدنية مما يهدد بسقوطه.

وطوال 120 عامًا ظل البرج يعمل دون توقف، وطوال تلك السنوات كانت تجرى صيانة دورية سنوية لترميمه، والفترة الوحيدة التى توقف فيها عن العمل كان إبان حرب 1967 فور غلق قناة السويس.
 
وتوجد بالفنار مجموعة من الاستراحات عددها 18 غرفة، وهى تستهدف توفير الراحة والإقامة لأطقم العمل الإدارى والفنى الخاصة بالفنار، وقد أنشئت عام 1930.

"مافيش فلوس"، هكذا بررت سلوي الراعي، مدير هيئة الآثار الإسلامية والقبطية بكفر الشيخ، ما وصل إليه حال الفنار الأقدم في مصر من إهمال يهدد بسقوطه.

وأكدت أن وضع الآثار الإسلامية بدأ يشهد تحسنا خلال الفترة الماضية بعد تحركات حثيثة قام بها مسئولو وزارة الآثار مع المحافظة، لمحاولة إحياء الآثار وجعلها مزارًا سياحيًا يرتاده زوار المحافظة، وأن الوضع سيتحسن أكثر خلال الفترة القليلة المقبلة على كافة المستويات، وأن الموارد المالية اللازمة للترميم هي العائق الوحيد.

وأضافت الراعي، خلال تصريحات إلى "الفجر"، أن الفنار مدرج في عملية التطوير قبل انهياره، وهناك مقترح بجعله مثل برج القاهرة، حيث يصعد إليه الزوار لالتقاط الصور التذكارية ورؤية بلطيم والبحر بصورة أوضح.