"الطاقة الأمريكية" تتخلى عن شراء النفط لعدم وجود التمويل

الاقتصاد

أسعار النفط
أسعار النفط


قالت وزارة الطاقة الأمريكية إنها تخلت عن خطط لمشتريات من النفط الخام للاحتياطي البترولي الاستراتيجي بسبب عدم وجود تمويل من الكونجرس.

وكان ينظر إلى تلك المشتريات على أنها وسيلة لاستيعاب بعض تخمة المعروض من الخام بالأسواق والناتجة عن تآكل الطلب بسبب وباء فيروس كورونا وفيض من الامدادات من منتجين كبار.


وانخفضت أسعار النفط يوم الخميس عقب مكاسب حققتها على مدى ثلاثة أيام، إذ فاقت احتمالات تضاؤل سريع للطلب بسبب قيود السفر وعمليات العزل المفروضة لمواجهة فيروس كورونا أثر الآمال المعلقة على تحفيز أمريكي طارئ بقيمة تريليوني دولار سيدعم الأنشطة الاقتصادية.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 64 سنتا أو ما يعادل 2.3 بالمئة إلى 26.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 0732 بتوقيت جرينتش. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 78 سنتا أو ما يعادل 3.2 بالمئة إلى 23.71 دولار للبرميل. والخامان القياسيان منخفضان بنحو 60 بالمئة منذ بداية العام الجاري.

ودعم مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع يوم الأربعاء مشروع قانون بقيمة تريليوني دولار يهدف لمساعدة العاملين العاطلين والصناعات المتضررة من وباء فيروس كورونا.

لكن في ظل انكماش سريع للطلب وارتفاع الإنتاج، فإن آفاق النفط تظل قاتمة.

وذكرت آي.إتش.إس ماركت أن الطلب العالمي على النفط سينكمش بأكثر من 14 مليون برميل يوميا في الربع الثاني وفقا لتقديراتها مما سيؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في المخزونات.

في الوقت ذاته، فإن انهيار اتفاق لكبح الإمدادات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، من المقرر أن يؤدي لارتفاع إمدادات النفط، إذ تعتزم السعودية تصدير ما يزيد عن عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 1.6 مليون برميل في أحدث أسبوع، بما يمثل زيادة للأسبوع التاسع على التوالي.

وانخفضت إمدادات المنتجات، وهي مؤشر على الطلب الأمريكي، نحو عشرة بالمئة إلى 19.4 مليون برميل يوميا وفقا لما أظهرته بيانات الإدارة.

تخفض كبرى شركات النفط والغاز في العالم الإنفاق هذا العام بعد انهيار أسعار النفط الناجم عن تهاوي الطلب بسبب فيروس كورونا وحرب أسعار بين أكبر المصدرين السعودية وروسيا.

تشكل التخفيضات، التي أعلنت عنها بالفعل خمس شركات نفط كبرى من بينها أرامكو السعودية ورويال داتش شل، مجتمعة هبوطا بنسبة 20 في المئة من خططها المبدئية للانفاق.

وقالت إكينور النرويجية يوم الأربعاء إنها ستخفض الإنفاق الرأسمالي بنحو ملياري دولار، في حين قالت شيفرون يوم الثلاثاء إنها ستخفض إنفاقها الرأسمالي هذا العام بأربعة مليارات دولار.

وتقول شركات أخرى مثل إكسون موبيل الأمريكية العملاقة وبي.بي البريطانية إنها ستخفض الإنفاق الرأسمالي لكنها لم تعط أرقاما حتى الآن.

وقالت شركة النفط البرازيلية بتروبراس إنها ستقلص الإنتاج في الأجل القصير وستؤجل دفع توزيعات الأرباح وستخفض خطتها الاستثمارية للعام 2020 بين إجراءات أخرى تستهدف خفض التكاليف في مواجهة جائحة فيروس كورونا.

تراجعت أسعار النفط 60 في المئة منذ يناير  إلى أقل من 30 دولارا للبرميل. وسجل خام برنت القياسي 26.70 دولار للبرميل يوم الأربعاء، إذ يلقي تهاوي الطلب على الوقود بظلاله على حزمة تحفيز اقتصادي أمريكية ضخمة.

ويقول مستثمرون أيضا إنه في حالة استمرار الأزمة الحالية، فإن تخفيضات الإنفاق التي أعلنت عنها شركات النفط الكبرى قد لا تكون كافية لجعلها تبقي على التوزيعات دون أن تزيد مستويات ديونها المرتفعة بالفعل.

بلغت ديون شيفرون وتوتال وبي.بي وإكسون موبيل ورويال داتش شل مجتمعة 231 مليار دولار في نهاية 2019، وهو ما يقل قليلا عن 235 مليار دولار سجلتها في 2016 عندما تهاوت أسعار النفط أيضا إلى أقل من 30 دولارا للبرميل.