بعد الكورونا.. الكاثوليكية: الله يغفر الخطية بدون كاهن في الشدائد

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس


أوضح الأنبا باخوم، نائب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، والمتحدث الرسمي بسم الكنيسة، أن المقصد من رؤية قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتبكان، من تفسير سر التوبة والإعتراف هي المصالحة أو التوبة، لافتًا إلى أن هذا السر له أركان أساسية وهي فحص الضمير والتوبة، والمقصد هو أن لا نعود إلى الخطيئة بالاعتراف للكاهن، مؤكدًا أن هذه الأركان هي أساسية فهي الطريقة الطبيعية والوحيدة لسر الاعتراف ولقبول الغُفران.

وأكد « باخوم»، في بيان له، أنه في حالة استحالة وجود الكاهن أو الوصول إلىه بسبب وباء أو حرب أو غيره؛ يُطبق مبدأ خلاص النفس والذي يتدخل فيه المسيح مباشرةً بدون الكاهن لغفران الخطايا؛ على أن يكون التائب عاقد النية للإعتراف بخطاياه، للكاهن عند زوال سبب الاستحالة.

وأوضح أن هذا استثناء وليست قاعدة لظروف مُعينة؛ مؤكدًا أن المسيح يستخدم سلطته لغفران الخطايا بطريقة مباشرةً وليس عن طريق الكاهن الذي هو أراده كخادم طبيعي لسر المغفرة، لافتًا إلى أن ما قاله البابا فرنسيس ليست سابقة إنما متواجد في تعلىم الكنيسة الكاثوليكية؛ فقداسته يُشير إلىه مرتين أثناء العظة والذي صُدر عام ١٩٩٧.

كان قداسة البابا فرنسيس، قد القى عظته، مباشر عبر الشبكة من القصر الرسولي إلى المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان؛ قال فيها: إن الكنيسة تسعى وبشتى الوسائل إلى مصالحة الناس مع الله وهي تضع هذه الإمكانية بتصرف جميع الأشخاص الراغبين بذلك، ومن ينتظرون مغفرته ويحتاجون إلى المحبة والمغفرة؛ وفي هذه الأزمنة الصعبة التي نمر بها نتيجة جائحة كورونا ثمة أشخاص كثيرون، لاسيما المرضى، معزولون عن العالم الخارجي. وإزاء هذا الوضع لا بد أن يدرك المؤمنون مدى غنى التقليد.

وتوجه البابا فرنسيس إلى المؤمنين قائلا إنه يعرف أن كثيرين من بينهم يتوجهون إلى كرسي الاعتراف خصوصا في زمن عيد الفصح، كي يلتقوا بالله.

و تطرق قداسته الحديث إلى مسألة استحالة توجّه المؤمن للاعتراف في الظروف القاهرة، وأشار إلى أن كتاب التعلىم المسيحي، الذي شاءه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وأشرف على إعداده البابا الفخري بندكتس السادس عشر عندما كان رئيسًا لمجمع عقيدة الإيمان، يتحدث عن الندامة ويقول في الفقرتين 1451 و1452: "تتصدر الندامة أفعال التائب كلها. والندامة هي "ألم في النفس وكره للخطيئة وعزم على الا نعود إلىها من بعد". وعندما تصدر الندامة عن حب الله الذي يفوق كل شىء تسمى "كاملة" (ندامة المحبة)؛ وهذه الندامة تغفر الخطايا العرضية، وتحظى أيضًا بمغفرة الخطايا المميتة إذا رافقها العزم الثابت على اللجوء إلى سر الاعتراف في أقرب فرصة.

وأضاف: إذا بانتظار أن تتسنى للمؤمن التائب فرصة الاعتراف عندما تسمح الظروف بذلك، يمكنه أن ينال المغفرة من الله استنادًا إلى ما جاء ذكره آنفا.

كما تطرق إلى هذا الموضوع أيضا المجمع التريدنتيني في فصله الرابع في سياق حديثه عن "عقيدة سر التوبة" مؤكدا أن "ألم النفس" المرفق بالرغبة في الاعتراف يصالحان الإنسان مع الله قبل أن ينال المؤمن التائب هذا السر. إن درب رحمة الله هذه متاحة أمام الجميع، وهي جزء من التقليد الكنسي، وهي بتصرف جميع المؤمنين العاجزين عن التقدم من كرسي الاعتراف فضلا عن الأشخاص القريبين من المرضى في البيوت أو المستشفيات.

ووجه فرنسيس عظته إلى المؤمنين قائلا: أعرف أنّ العديد منكم وبمناسبة عيد الفصح يذهبون للاعتراف لكي يستعيدوا لقاءهم مع الله.

وأضاف: إن لم نجد كاهنًا لكي نعترف، يمكننا أن نتكلّم مع الله إنّه أبونا ونقول له الحقيقة: "يا رب لقد فعلنا كذا وكذا... سامحنا"، ونطلب منه المغفرة من كلِّ قلبنا من خلال فعل الندامة ونعده قائلين: "سنعترف فيما بعد ولكننا نطلب منك أن تغفر لنا الآن"، وسنعود فورًا إلى نعمة الله.