منال لاشين تكتب: كيف تُصبح مليونيرًا فى اقتصاد كورونا؟

مقالات الرأي



بعد أن تضع الكمامة وترش الكحول

ابتعد عن اللعب فى الدولار واحذر من الذهب


لم أعد أرغب فى شىء ولا أحلم بشىء، فلا شىء أصبح اليوم ذا قيمة أمام شبح المرض والموت فى أحضان كورونا، هكذا الهلع طبيعيا ومبررا، ولكن لا يجب أن تقع تحت أثره كثيرا، لا تكتفى بالنظر تحت قدميك فقط، وتهرع إلى أقرب صيدلية أو سوبر ماركت لتخزن بضائع لن تحتاج إلى معظمها واضعا نفسك تحت رحمة التجار، ومشعلا بنفسك الأسعار فيما يعرف باقتصاد الهلع، خذ كل احتياطاتك الطبية. ولكن كن صينيا أو فرنسيا أو أمريكيا، فبعد وأثناء الإجراءات الطبية لمكافحة الفيروس المخيف بدأ الحديث والعمل عن الاقتصاد ليس خلال الأزمة فقط، بل ما بعد أزمة كورونا. فالحقيقة المهمة التاريخية أن أزمة وخريف وشتاء كورونا سينتهى خلال هذا العام أو العام الجديد، مثلما انتهت كوارث طبيعية وطبية وحروب عالمية، ولذلك كان من البديهى أن يبدأ كل من رئيسى فرنسا وأمريكا فى إجراءات دعم الاقتصاد والشركات، فلا أحد عاقلا أو حكيما يمكنه أن يغرس رأسه فى أزمة كورونا الحالية ويتجاهل اقتصاد ما بعد الأزمة، أما الصين فقد استطاعت أن تعيد سيطرتها على أسهم عدد من أكبر شركات ومصانع التكنولوجيا المتقدمة جدا خلال الأزمة، فجنبا إلى جنب واجهت الصين الفيروس أو بالأحرى طاردت الفيروس، واستغلت الهلع منه لتشترى أسهم شركاتها من الأجانب برخص التراب.

أنت أيضا عليك أن تتمالك نفسك وتضبط قلقك، وتبدأ فى التفكير فى الاستثمار فى اقتصاد أزمة كورونا، ربما تجد نفسك مليونيرا بعد عام، ربما تكتشف أن فى ظلام كورونا الحالك والمدمر والمخيف ثمة نجوم ساطعة فى سماء الأزمة، بالطبع لا أقصد أن تتحول إلى تاجر جشع تتاجر فى مخاوف الناس وتحقق مكاسب من تخزين الكمامات والكحول والمطهرات. أو تتاجر فى السلع الغذائية لترفع أسعارها، بالطبع لا أقصد أن تتحول إلى وحش فاسد، ولكن بعيدا عن هذه الممارسات لا تزال هناك فرص عديدة لتحقيق أرباح على المدى المتوسط والبعيد، حتى لو كنت فى حجر صحى، حتى لو كنت مختبئا تحت الغطاء فى سريرك هناك فرص لتحقيق الأرباح.

1- خدعة الدولار

للمصريين مع الدولار أو بالأحرى المضاربة عليه تاريخ طويل وخبرة معقولة، ففى عدة أزمات سابقة راهن الكثير من المصريين على الدولار وسبقوا الرهان، ولكن احذر من تكرار التجربة، بالطبع هناك عوامل محلية وأخرى دولية ستؤدى إلى استمرار ارتفاع الدولار طوال فترة الأزمة، ولكن لا تنخدع فهذا الارتفاع هو أحد أعراض الأزمة، وليس المرض نفسه، إن ارتفاع الدولار مثل السخونة فى فيروس كورونا، ولذلك فإن المضاربة على الدولار ستكبد أصحابها خسائر فادحة بانتهاء الأزمة، ولا أحد يعلم على وجه اليقين موعد انتهاء الأزمة. فقد يكتشف الباحثون أن ثمة أدوية موجودة بالفعل بإمكانها كبح زمام المرض. وثمة سباق عالمى على اكتشاف مصل للوقاية من الفيروس، ولذلك ابعد عن الدولار، وقد كنت أتمنى أن يدرس البنك المركزى إصدار سندات دولارية للمصريين فى الداخل والعاملين فى الخارج. فلدينا ودائع عائلية دولارية بالمليارات لا يحصل أصحابها على عائد مجز، ويمكن لهؤلاء وللعاملين بالخارج توفير احتياجات مصر أو نسبة منها من الدولار من خلال السندات الدولارية. وبالمثل ابتعد عن الذهب الآن، فالذهب لم يعد الملاذ الآمن فى ظل كارثة فيرورس كورونا، ومن المبكر التنبؤ بأداء الذهب على المدى القصير أو المتوسط، ولذلك لا يجب أن يغريك انخفاض سعر الذهب لتهرول إلى شراء أو بالأحرى تخزين الذهب.

2- اوعى البورصة

كل البورصات فى العالم أصابها الفيروس فى مقتل، ولكن البورصة المصرية ركعت على قدميها فى أسوأ أداء عرفته فى تاريخها، ولذلك كتبت منذ أسبوعين اعترض على حملة المستثمر الصغير التى سرقتها البورصة فى الأسبوعين السابقين، لأنها كما قلت تضحية بالمستثمر الصغير فى نار الأزمات، ولكن انهيار البورصات العالمية والمصرية بهذا الشكل يشكل على المدى البعيد ــ إلى حد ما وفور انتهاء الأزمة ــ فرصة ذهبية لأى مواطن مصرى أو أجنبى ليصبح مليونيرا بدون أى مبالغة، عبر الأزمات العالمية الاقتصادية والحروب تكونت ثروات طائلة من صيد الأسهم التى انهارت تحت وطأة الخوف والهلع والخسارة المؤقتة. ولكن صيد ثروات البورصة يحتاج إلى شروط وظروف خاصة جدا. فالمال الذى تستثمره فى البورصة هذه المرة يجب أن يكون مالا ميتا. وقد سمعت تعبير مصطلح المال الميت من أحد خبراء البورصة الذين ورثوا المهنة منذ قبل ثورة يوليو، قال لى: إن المال الذى تستثمره فى البورصة يجب أن يكون ميتا بالنسبة لحياتك، وألا تكون محتاجا إلى هذا المال حتى فى الطوارئ لمدة عامين على الأقل، لو توفر لديك هذا المال يبقى أن تتوفر الخبرة، فالاستثمار فى البورصة يحتاج خبرة كبيرة ومتخصصين، فمعظم الأسهم التى سقطت هى لشركات وبنوك قوية جدا، مؤسسات تملك كل مقومات الاستمرار والربح بعد أزمة كورونا إن شاء الله. ولذلك تمثل البورصات فى حالات الأزمات فرصة ذهبية ليست للمغامرين أو لطالبى العائد السريع.

3- الاستثمار فى السكر والفضاء

لو كنت تريد أن تستثمر الآن، فعليك بمشروعات الفضاء الخارجى أى البيع على الإنترنت. فالتجارة الإلكترونية سوف تكون أول الناجين من الأزمة خاصة عندما يتعلق الأمر بكارثة فيروس كورونا. ستتعرض التجارية الإلكترونية لشلل مؤقت، ولكن هذا الشلل لن يستمر طويلا.

يمكنك أيضا بيع منتجاتك من خلال الإنترنت بدلا من البيع المباشر. يجب عليك بعد استيعاب الصدمة أن تفكر فى المنتجات والسلع الضرورية، خاصة الغذائية لأنه لا يمكن الاستغناء عنها.

من المتوقع بعد اجتياز صدمة الهلع الأولى واتخاذ التدابير أن يتم فتح المطاعم، ولكن لتقديم خدمات الديلفرلى فقط.

لو فكرت فى استثمار سريع فى المواد الغذائية فأعطى أولوية للاستثمار فى السكر أو بالأحرى فى الحلويات، فى الأزمات والكوارث يكثر الطلب على السكريات أو الحلويات. لو كنت لديك القدرة استثمر فى بورصة السكر، وعلى المستوى المحلى استثمر فى الحلويات. ففى الأوقات السيئة يكثر الناس من أكل الحلويات، ونحن نعيش أسوأ الأوقات.اللهم احفظ مصر وأهلها من الوباء.