"هنعمل ثورة بيضاء".. "عبدالله" يتآلم على جرائم "داعش" بكشف التعتيم على "كورونا" في سوريا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


سخِط عبدالله المحمد، على الأوضاع داخل سوريا، في العام التاسع من عمر الثورة، التي تسلَّح لها بهاتِف محمول؛ للتغطية الإعلامية، مُجابهًا مخاطر القمع، المُجسدة حاليًا في التعتيم على وجود حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد، حتى أباح المسؤولين ذلك وجعله جائزًا، وبالغوا في كِتمانه، ليواجه الصحفيين والنشطاء، ثورة بيضاء، بعدما تفشى (كوفيد-19) بمستشفى المجتهد بدمشق ومدينة دير الزور، والأحياء المتواجد فيها الميليشيات الإيرانية "نجتهد في نشر برشورات ومنشوات ومقالات توضح طرق الوقاية من هذا الوباء..لأن الطرق والمعابر شغالة ومفتوحة بين وطني وإيران.. وطهران ثالث أكثر بلد مصابه".






برغم من منع التجمعات في جميع الدول، للتصدي للوباء المنتشر عالميًا، إلا أن الشعب السوري، نظم في العديد من البلدان وقفات في منتصف مارس الجاري، من بينها فرنسا وسوريا أيضًا، لكن أعداد ضئيلة، مرجعا ذلك لفيروس كورونا  "نضل نرعبهم حتى لو مش مثل البداية.. وهي الوقفات تثبت أن النظام ما زال فاقد لشرعيته.. وتثبت أنه غير مرغوب فيه"، لاسيما وأن هناك روابط مشتركة كبيرة بين بدء الثورة والوضع الحالي، أهمها المطالبة بحقوق المعتقلين والمغيبيين قسرًا، والشهداء. اجتر أمجاد الثوار حتى مع تعقيد الأزمة بالوقت الحالي "قناعتي من زمان أنه لازم نطلع ضد الظلم.. وكانت أغلب حقوقنا مسلوبة وثرواتنا منهوبة.. بالرغم من كثرة مواردنا كلشي نهب.. والأهم حرية الرأي وسلب كرامة الشعب السوري بشكل عام".






لم يشعر صاحب الـ(28 ربيعًا)، بانهزام طيلة التسع سنوات المنصرمة، مُبينًا المفارقة بين الأوضاع في سوريا عام 2011، والآن "استغلال بعض الدول بشكل عام لثورة السوريين لتحقيق مصالحهم"، كورطة السوريين اللاجئين بتركيا والعالقين على الحدود "التركية- اليونانية"، فأنقرة أرادت الضغط على الاتحاد الأوروبي؛ لتحصل على دعم سياسي ومادي للاجئيين، وأيضًا عسكري لعمليتهم في مدينة إدلب؛ لإنشاء مناطق آمنة، فضلاً عن أن الشعب السوري يريد الحصول على حياة أفضل "لذلك غامروا بكلشي وخرجوا للحدود على أمل يدخلوا أوروبا دون الآخذ بأن تركيا وراء هذا الأمر لتحقيق غاية سياسية".







اختارَ الصحفي السوري، الشهير بـ"الفراتي"، مَسارًا لتغطيته الإعلامية خارج الوطن، عقب ما ترك الوطن عنوةٍ، من ثلاثة أشهر؛ بعدما تعرض لانتهاكات أمنية- أبرزها اعتقاله في عام 2012 ، خلال مشاركتة بإحدى التظاهرات وأفرج عنه بعد أسبوع، فضلاً عن انتهاكات تنظيم داعش الإرهابي، عدة مرات خلال عامي ٢٠١٣و ٢٠١٥، وصادروا معداته أكثر من مرتين-، جعلته يفكر في الهجرة، حتى استقر بفرنسا. أثقلته الأيام بحملها، لكن يتخلى عن حلمه بحرية وطنه، وعودة المهاجرين، الذين يصعب عليهم العودة "الناس ما توثق بالنظام وأجهزته الأمنية.. عدا عن ذلك البنية التحتية مدمرة ومافي صحة.. وكثير أسباب تمنع العودة"، يقولها الشاب، الذي احترَق من الهَم واللوعة على فِقدانه العديد من الأشخاص "هي المواقف ما تنتسى.. وطبعا في لحظات فرح كالتظاهرات بالسابق والانتصارات وهزائم القوات الأمنية".







يرى الشاب السوري- الحالم باستكمال دراسته، وانتصار الثورة بتحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية-، أن الثورة لا زالت لها حُراس من ثوارها، داخل البلاد وخارجها، برغم أنه لا يوجد سيناريوهات بهذه الذكرى، فالدول تحاول تتوسع وتأخذ نفوذ وتحصل مكاسب، ضاربًا مثال بأن مثلا بتركيا التي تريد أن تتوغل أكثر في بلده، وإيران ترغب في السيطرة ونشر التشيع. تباهى بالانتفاضة "الثورة حققت مطالبها..وانتصرت منذ عام ٢٠١٣ بالنسبة النا.. وحاليًا هناك ثورة وثوار ضد دول محتلة". تطبيق إجراءات الدول الصارمة صوب فيروس كورونا، أعادت نبشه جرحه من جديد "سأستمر في توثيق الأوضاع سياسيا وإنسانيًا عبر مصادري بالداخل السوري"، خاصة أنه كان يعمل مع وكالات محلية، قبل أن يعمل مستقلاً.







تمر الساعات بطيئة وموحشة على الصحفي، الذي أغطي كافة أحداث مناطق شرق شمال سوريا، بالغربة، تتوّق إلى وطنه، مسترجعًا بذاكرته، كيفية مرور مراحل الانتفاضة بداية من الاجتماعات الخفيفة بعد عام ٢٠١١، لدعم مدينة درعا تضامنا مع المناطق الأخرى، حتى بعد عام ٢٠١٢عندما بدأ تحرير المناطق من النظام "تنقلنا وتحركنا أصبح سهل خاصة كان الثوار يأمنوا حماية للصحفيين على الجبهات في مناطق عدة.. والصعوبات الثانية اللي واجهناها ظهور التنظميات الإرهابية مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة"، لأنها كانت تمثل عدو واضح بالنسبة للصحفيين، كي لا يقوموا بكشف جرائمهم، الذي شاهدها العالم من خلالهم، وكشف أيضًا تردد الغرب في إعلان خسارته باحتواء الأزمة السورية "يخاف من التدخل.. لكننا مكملين".