بعد 109 أعوام... "السياحة والآثار" تضيء كنيسة البازيليك قبيل افتتاح البارون

أخبار مصر

الكنيسة
الكنيسة


قال العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الهندسية، والمشرف على القاهرة التاريخية: إن الوزارة انتهت من إضاءة الواجهات الخارجية لكنيسة البازيليك الواقعة في شارع الأهرام على امتداد قصر البارون إمبان بمنطقة مصر الجديدة.

وأوضح "سمير"، في تصريحات اليوم الاثنين، أن عملية إنارة البازيليك تأتي تزامنًا مع الاستعدادات النهائية للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير وترميم قصر البارون؛ وجميع الأعمال تمت بالتنسيق بين وزارة السياحة والآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة. 

وأشار إلى أن الكنيسة قام بإنشائها البارون إمبان ودفن هو وابنه بداخل قبو الكنيسة بناءً على وصيته على الرغم من وفاته في مسقط رأسه بلجيكا. 

ومن ناحيتها أوضحت بسمة سليم، المشرف العام على قصر البارون إمبان، أن كنيسة البازيليك هو اسم الشهرة ولكن الاسم الحقيقي للكنيسة هو كنيسة السيدة العذراء مريم. 

وأضافت أن كلمة بازيليك هي كلمة ذات أصل يوناني بمعنى "ملكي الحكمة" وتطلق عند اليونان على القصور الملكية، وكان مبنى البازيليك مركز للعدالة أو الحكمة وبعد ذلك شيدت الكنائس في أوروبا بنفس الشكل فكانت تسمى بازيليك، أما في الوقت الحاضر فلا تطلق إلا على الكنائس التي لها أهمية كبرى مثل بازيليكا القديس بطرس في روما وغيرها. 

وأقيمت "كنيسة البازيليك" في قلب ضاحية هليوبوليس في ميدان كان يسمى ميدان الملكة إليزابيث، وهي تُطل من ناحية مدخلها الرئيسي على شارع البارون ويسمى الآن شارع نزية خليفة ويوجد في آخره قصر البارون. 

مراسم وضع حجر أساس الكنيسة كانت عام 1911، بحضور ملكة بلجيكا وبعض الأساقفة والأمراء والأميرات والسفراء الأجانب وجلس جميعهم سرادق كبير زين على الطريقة الشرقية، وفي داخل حجز الأساس وضعت الحجة وبعض العملات المصرية والأجنبية. 

وبحلول عام 1913 تم اكتمال أعمال البناء وتدشين الكنيسة وتكريسها على اسم السيدة العذراء مريم. 

واحتفلت الكنيسة باليوبيل الماسي لها عام 1985 وهي تعد بمثابة تحفة فنية، وتم تشيدها على الطراز البيزنطي، فهي صورة مصغرة لكنيسة آيا صوفيا" في باسطنبول.

وكانت بداية القصر عام 1907 والانتهاء منه في 1911م ومساحته الإجمالية 12.500 مترمربع يتوسطها المبنى الرئيسي، وتم تسجيله في عداد الأثار الإسلامية بقرار من مجلس الوزراء رقم 1297 لعام 1993.

ويتكون من طابقين وبدروم تحيط به حديقة واسعة، يغلب عليه الطابع الهندوسي، خصيصًا زخارف الواجهات، وتكسو واجهاته الأربع التماثيل الهندية التي تمثل الألهة والأرباب وحراس البوابات، وتماثيل الحيوانات الخرافية ومنها "تريمورتي" وهي كلمة سنسكريتية وتعني الأشكال الثلاثة. 

وهي عقيدة هندوسية تقول إن الوظائف الكونية ثلاث من خلق وحفظ وتدمير مجسدة في باهما وفيشنو وشيفا، وتدعي هذه الألهة الثلاث "الثالوث الهندي".

وأعادت وزارة السياحة والآثار استغلال القصر؛ كمعرض يروي تاريخ حي هيليوبوليس عبر العصور المختلفة، من خلال مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة "هيليوبوليس والمطرية"، عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.

وكان القصر قد استقبل يوم 18 أكتوبر الماضي إحدى أقدم عربات الترام، والتى كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حي مصر الجديدة خلال القرن العشرين، والذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية للحي.

وتم إعداد وتجهيز المنطقة الأمامية من حديقة القصر لاستقبال العربة عن طريق عمل وتثبيت قواعد خرسانية وفلنكات وقضبان ومهمات خاصة بالسكة الحديد، وخضعت العربة لأعمال ترميم ورفع كفاءة لتستعيد رونقها وتعود لصورتها الأصلية التي كانت عليها في عصر البارون إمبان؛ لتدخل ضمن سيناريو العرض الخاص بالمعرض الذي سيقام داخل القصر عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور.

واختارت اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي هذه العربة لعرضها ضمن المعرض لتروي قصة إنشاء أول خط للترام في مصر والذي أصبح علي مر العصور أحد المعالم الرئيسية لحي مصر الجديدة، واستقرت العربة بالمكان الذى تم إعداده لاستقبالها في حديقة القصر الأمامية بعد أن تسلمها قطاع الآثار الإسلامية من الإدارة المركزية للترام هيئة النقل العام بالتعاون مع محافظة القاهرة.