الأنبا صرابامون.. الأسقف الشُجاع الذي وقف في وجه السادات ضد عزل "البابا شنودة"

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لإقامة صلاة الجنازة غدًا الثلاثاء، على جثمان الأنبا صرابامون، أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي العامر بوادي النطرون، والذي وفته المنيه، فجر أمس الأحد، عقب تعرضة لوعكة صحية، نُقل على إثرها إلى مستشفي السلام في المهندسين بالجيزة.

ومن المقرر أن يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، صلاة الجنازة، بمشاركة لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس، بحضور مجمع رهبان الدير.

موقفه من حملة اعتقالات الرئيس السادات وعزل البابا شنودة: 
قال القس الراهب بولس الأنبا بيشوي سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، أن عقب صدور السادات قرار 5 سبتمبر عام 1981، كان البابا الراحل متواجد في قلايته بدير العذراء السريان في وادي النطرون، فذهب الأنبا صرابامون إليه، حيث كان لم يشعُر بإرتياح وقتها لوجود البابا شنودة في هذا المكان المفتوح فى تلك الظروف الصعبة وحسبما روى لنا نيافته أنه كأن هناك شئ بداخله يدفعه لأن ياخد البابا لدير الأنبا بيشوي، وبالفعل فاتحه نيافته في هذا.

وأوضح له إحساسه إنه لا يشعر بالراحة، فطمأنه قداسته أنه لا يخاف ولا يخشى شئ فألح عليه نيافته على غير عادته معه حتى أن أحد الاباء الاساقفة الحاضرين قال لنيافته " اول مرة نراك تجادل مع سيدنا البابا "، فهو كان دومًا يشعٌر بالارتياح تجاه اراء نيافته.

وأضاف: وكان يتحدث دوما عن هذا فخرجوا إلى دير الأنبا بيشوىفسأله البابا شنودة قائلا (نمشي إزاي)، فاجابه بإتضاع (زى ماقداستك تحب يا سيدنا)، وحين وصولهم الي الدير، كان المقر الباباوي هناك ليس به أسوارًا، فأشار الأنبا صرابامون بأن يُقيم في قلايته الخاصة التي تقع في الدير الأثري، وفي الصباح جاء لنيافته إتصال داخلي من أحد الرهبان يبلغه بأن قوات الأمن تحيط الديرين وقلاية قداسة البابا في السريان، بعد أن ترك البابا حذاءه خارج باب القلاية ظنًا من الأمن بأن البابا موجود بداخلها بعد أن دلهم أحد العمال بالمنطقة علي مكان قلاية البابا، والحقيقة أن البابا شنودة كان موجودًا وسط أبناءه الرهبان.

ينقذه من اغتيال محقق:
ويستطرد " احد رهبان دير الأنبا بيشوي" رفض ذكر إسمه": بعد عشرين يوم تمت محاولة إغتيال البابا شنودة داخل إقامته الجبرية داخل القلاية بالدير بقذيفة حيَّة، فتدخلت عناية السماء التي أرسلت الي الأنبا صرابامون رسالة، حيث رأى رؤية مفتوحة العينين بضرورة اخذ قداسته الى الكنيسة لإنقاذه في اللحظات الأخيرة قبل إغتياله لتسقط القذيفة على قلايته وتدمرها بعد ثواني من إنتقاله منها إلى كنيسة الدير، وبعد بدقائق وعند وصوله الى الكنيسة سقطت بالفعل دانة من صاروخ موجه لقلاية البابا فسوتها بمنسوب سطح الأرض، فحضر أحد اللواءات الي الدير ليسأل عن الخسائر فقابله رئيس الدير الذي أخبره بأن البابا بخير، ونتيجة لأن القذيفة لم تصب الهدف تم محاكمة 6 لواءات 

قرارات بإعتقالات رموز دينية وسياسية:
كانت قرارات السادات قد شملت مجموعة اعتقالات سياسية (بدأت في 3 سبتمبر - ويطلق عليها البعض اسم "قرارات سبتمبر السوداء") من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامپ ديفيد كما تم الإيضاح، وقد تم فيها اعتقال ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر إلى جانب عدد من الكتاب والصحفيين ورجال الدين المسيحيين والمسلمين، وإلغاء إصدار الصحف المعارضة.. وقد ألقى الرئيس بيانًا في مجلس الشعب يوضح فيه أنه هناك فئة تحاول إحداث الفتنة الطائفية، وبسبب هذا قام بإعمال المادة 74 من الدستور المصري حينها.