العالم يبحث عن دواء لهزيمة "كورونا"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أدوية الإيبولا والإيدز تثبت فعاليتها.. وعلماء يسابقون الزمن لاكتشاف لقاح

مع انتشار حالة الذعر فى مختلف أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا، يبذل العلماء جهودا كبيرة للتصدى للفيروس ومنع تفشيه.

حسب تقرير موقع طبى «بى سى فيوتشر» العلماء منهمكون فى تجارب جديدة فى مختبرات فى جميع أنحاء العالم لتطوير طرق لتشخيص الفيروس، الذى ظهر فى مدينة ووهان الصينية، بينما يقوم آخرون بتطوير عقاقير لعلاج المصابين.

ينتمى فيروس كورونا المستجد إلى فصيلة فيروسات كورونا أو الفيروسات التاجية، التى تسبب مجموعة من الأمراض المنتشرة والتى تتسم بصعوبة علاجها، مثل نزلات البرد، متلازمة التهاب الجهاز التنفسى الحادة والفتاكة المعروفة باسم «سارس»، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة باسم «ميرس».

ويعتقد العلماء أن فيروس كورونا الحالى، الذى يطلق عليه مؤقتاً «كورونا المستجد-2019»، ظهر فى ديسمبر من العام الماضى، وكان البعض يظنون فى البداية أن الفيروس انتقل إلى البشر من الخفافيش، بعد العثور على فيروسين لدى الخفافيش يحملان كثيرا من الصفات الوراثية لفيروس كورونا البشرى.

ويعتقد فريق آخر من الباحثين أن سلالة كورونا التى تصيب البشر حالياً قد تكون ناتجة عن اختلاط فيروسين أحدهما يصيب الخفافيش والآخر يصيب آكل النمل الحرشفى.

حسب تقرير «بى بى سى»، يساعد التشخيص المبكر للحالات المصابة بالفيروسات على احتواء تفشى المرض، وفى هذا الإطار نجح المركز الأمريكى لمكافحة الأمراض والوقاية فى ابتكار مجموعة أدوات تعتمد على تحليل الحمض النووى، للكشف عن «كورونا المستجد».

أما فيما يتعلق بالعلاج، فإن العلاج الرئيسى لهذه الفيروسات حتى الآن هو «مضادات الفيروسات»، التى تضعف قدرتها على دخول الخلايا وتمنعها من التكاثر والتضاعف داخل الخلية أو الانتقال من الخلايا المصابة إلى غيرها.

يجرى بعض العلماء بحوثا حول عقار «ريمديسفير»، وهو مضاد للفيروسات واسع الفعالية، أى أنه فعال فى منع الفيروسات من التكاثر، وتم تطوير هذا الدواء خصيصا لمكافحة انتشار فيروس الإيبولا، وعندما أعطى الباحثون عقار «ريمديسفير» إلى أول حالة مصابة بـ «فيروس كورونا الناشئ» فى الولايات المتحدة عام 2019، تعافى خلال أيام.

وأظهرت الاختبارات المعملية أن عقار «ريمديسفير» كان فعالاً فى منع كورونا من إصابة الخلايا البشرية، ولكن لم تتم الموافقة بعد على الدواء من قبل السلطات التنظيمية لاستخدامه مع المرضى الذين يعانون من كورونا، وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن «الكلوروكين»، وهو الدواء المستخدم لعلاج الملاريا والوقاية منها، كان فعالاً أيضاً فى علاج الفيروس.

كما يجرى الأطباء فى مستشفى ووهان فى الصين تجارب سريرية لعقارين يستخدمان لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، ولكن هناك مخاوف كبيرة من قدرة الفيروس الجديد على تطوير نفسه لمقاومة الأدوية المضادة للفيروسات.

بالتوازى مع هذه الدراسات، يسابق العلماء الوقت لتطوير لقاح ضد «كورونا المستجد» للحد من انتشاره، تساعد اللقاحات جهاز المناعة على التعرف على بعض ميزات الفيروس وتطوير الأجسام المضادة لمحاربته فى حالة الإصابة به، ولكن هذه الفيروسات المتغيرة باستمرار تفلت بسهولة من الأجهزة المناعية للبشر، هذا هو السبب فى عدم تطوير لقاح ضد نزلات البرد.