د. بهاء حلمي يكتب: فيروس الكورونا.. والحرب الدعائية ضد مصر

مقالات الرأي

د. بهاء حلمي
د. بهاء حلمي


يقدر عدد الأشخاص الذين يصابون بفيروس الأنفلونزا على مستوى العالم سنويا بالملايين، وتشير المعدلات العالمية للوفاة بالأنفلونزا الموسمية ما بين 291 ألفا إلى 646 ألف شخص سنويا وفقا لشدة سلالة الأنفلونزا المنتشرة نظرا لما تتميز به الفيروسات من قدرة هائلة على التحور السريع.

أما فيروس الكورونا الجديد الذى أعلنت منظمة الصحة العالمية أعراضه متمثلة فى الحالة النمطية لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحمى والسعال أو ضيق التنفس، فيُعد الالتهاب الرئوى شائعاً، على الرغم فى أن بعض حالات الأشخاص المصابين لم تظهر عليهم أعراض.

وتشير إحصائيات المنظمة فى يوم 2 مارس الجارى التى يتم تحديثها بشكل لحظى إلى أن الإصابات المؤكدة عدد 89252 شخصاً، وقد شفى عدد 45215 شخصاً، وأن عدد الوفيات 3085 شخصاً على مستوى العالم بنسبة تقدر بـ 1.06% من أقل عدد للوفاة بالأنفلونزا الموسمية السابق بيانه.

وهنا لا نقلل من حجم أو خطورة هذا الفيروس أو غيره من الفيروسات.

ولكن اللافت للنظر مدى الحرب الدعائية التى صاحبت ظهور فيروس الكورونا فى الصين ومتابعة تحركاته فى دول العالم، وجعله محورا لحديث العالم على مواقع التواصل الالكترونى.

الأمر الذى أدى إلى تراجع النمو الاقتصادى فى الصين إلى 2% فى الربع الأول 2020، ومن المتوقع أن تبلغ الخسائر 62 مليار دولار بمقدار 155% من الخسائر التى لحقت بالصين جراء فيروس سارس السابق.

إن سرعة انتشار العدوى بفيروس كورونا الجديد يعتمد على ما يتخذه الفرد من إجراءات وقائية من الأمراض أبرزها النظافة الشخصية.

فالدولة عليها عبء تقديم الرعاية الصحية المتكاملة وفقا لمعايير الجودة، ورفع كفاءة مرافق الخدمات الصحية وعزل وعلاج المصابين، واتخاذ التدابير الاحترازية حيال القادمين للبلاد فى الموانئ المختلفة، ومواجهة حالة الوباء وكافة الأخطار الأخرى.

والإعلان عن أى حالات اشتباه أو إصابات، وهذا دور تقوم به كل دول العالم بغض النظر عن الوضع الاقتصادى بها.

الفارق بين مصر والدول المتقدمة يكمن فى مستوى الوعى الثقافى والصحى لدى الأفراد، ومدى الاستيعاب والالتزام بإجراءات الوقاية من الأمراض.

إن الحرب الدعائية ضد مصر بمناسبة فيروس كورونا هى جزء من الحرب الدعائية الراهنة التى يسعى كل طرف على تحقيق أهدافه منها.

وكالعادة تتبنى الماكينات الإعلامية للجماعة الإرهابية والجهات الممولة والداعمة لها استراتيجية صناعة الكذب التى تعتمد على أربعة محاور» الدعاية، الشائعات، الفتن واختلاق الأزمات، إثارة الرعب والخوف لدى المواطنين».

إن إطلاق جماعة الشر الادعاءات الكاذبة والمحرضة بجانب الشائعات التى تعتبر أحد أسلحة الحرب النفسية بغرض تضليل الرأى العام، وإثارة روح الشك والريبة، وإضعاف إيمان الشعب بالمبادئ القومية، وزعزعة الأمل والثقة فى الحكومة والقيادة التى وضعت مصر على أعتاب التقدم والتطور بعد تحقيق الاستقرار الأمنى مفتاح التنمية الاقتصادية المستدامة.

ويتم ترويج هذه الادعاءات باستخدام تكنولوجيا الاتصالات ومواقع التواصل الالكترونى اعتمادا على النكت أو التهكم والسخرية ضد مؤسسات الدولة أو شخوصها، لجذب أكبر عدد للتعليق أو لإعادة إرسال هذه الرسائل لتحقيق المستهدف والتأثير على نفسية أكبر عدد من المواطنين ومحاولة التفرقة بين الحكومة والشعب.

إن مؤسسات الدولة تبذل جهودا حثيثة فى مواجهة الشائعات، ونعتقد أنه غير كاف إلا إذا كان هناك تنمية حقيقة لوعى الأفراد بالأمن القومى والأمن الصحى والايمان بالإجراءات الوقائية وجعلها أسلوب حياة للفرد والأسرة.

ان تكاتف الجميع والتفكير بضع لحظات قبل إعادة تدوير الأخبار التى تشكك فى ما حققه المصريين من إنجازات على كافة الأصعدة، سنصبح مساهمين فى إضعاف ثقتنا بأنفسنا ومساهمين فى تداول الأخبار الفاسدة.

إن جميع دول العالم ومنها مصر حريصة على إعلان اى حالات إصابة أو اشتباه والإخطار الفورى لمنظمة الصحة العالمية ليس من منطلق الشفافية أو المسئولية فحسب بل لتلقى الدعم الطبى والمشورة والاطلاع على آخر نتائج البحوث الطبية ووسائل العلاج، لذلك إخفاء المعلومات ليس فى صالح الدولة أو المواطن الذى يقع عليه مسئولية حماية الأمن القومى وإنجازات الوطن والالتزام بالإجراءات الوقائية.

إن بطولات الشعب المصرى ورجاله بالقوات المسلحة وأعضاء هيئة الشرطة وعلى رأسهم الأم المصرية، وتضحياتهم فى مواجهة الإرهاب قادرون على مواجهة كل التحديات مهما كانت الأزمات.

www.bahaahelmy.com