بعد اعتذاره.. أسرار وكواليس فشل "علاوي" في تشكيل الحكومة العراقية

عربي ودولي

محمد توفيق علاوي
محمد توفيق علاوي



اعتذر محمد توفيق علاوي، رئيس الوزراء العراقي المكلف من تشكيل الحكومة الجديدة على أثر فشله في الحصول على ثقة البرلمان لمرتين، والغضب الشعبي ومن قبل الساحات المنتفضة من حكومته؛ ليفتح التساؤلات حول أساب الغضب من حكومة علاوي وأسرار سقوطها.

"رافضون لها" بتلك الكلمات وصف المتحدث باسم إئتلاف دولة القانون ياسر طلال، موقف كتلته النيابية من ترشيح علاوي، مبينًا أن كتلته عملت على عدم تمريرها في البرلمان، استجابة لطلبات الميادين المنتفضة.

وأكد طلال لـ"الفجر"، على أنه لا توجد لكتلته النيابية أي طلبات برئيس الحكومة القادم فهم مع أي ر ئيس وزراء في العراق قوي وحازم ويفرض هيبة الدولة، مشيرًا إلى أنه لن تسير الحياة في العراق بدون رئيس حكومة يفرض هيبة الدولة.

وأضاف: أنه يجب على رئيس الوزراء العراقي القادم أن يلبي مطالب المتظاهرين العراقيين وأن يقبلوا به.

"حكومة علاوي لم تكن تلبي مطاليب المتظاهرين" بتلك الكلمات وصفت ندى الجبوري، النائبة السابقة بالبرلمان العراقي عن القائمة العراقية الوطنية أسباب فشل حكومة علاوي، مبينة أنها لم تحدد انتخابات مبكرة ولم يكن في منهاجها وضع النازحين بالمحافظات المحررة، وموقفها من الكتل السياسية لا يشبه وضعها وكابينتها التي تعتمد على سياسيين وبعضهم فاشلين وعليهم علامات استفهام، مؤكدة على أن علاوي شخصية محترمة جدا لكن بنفس الوقت كان نائب واستوزر مرتين.

وأضافت الجبوري لـ"الفجر"، أن الخطاب السياسي وحده لا يكفي أن يوقف العنف وحالات الفقر الشديد للمواطن العراقي، كما لم لم يكن في منهاجه مشاركة واضحة للمرأة العراقية التي ساهمت بكل الحراك الشعبي والعمل السياسي وتحملت الكثير، وفي نهايتها بدا يقدم التنازلات للقيادات السياسية وبدورهم رفضوا حتى المشاركة، وهذا دليل على ضعف إدارته سياسيًا كمرشح لرئاسة الوزراء.

"مافيش حكومة علاوي" بتلك الكلمات وصف علي السامرائي، الإعلامي والمحلل السياسي العراقي، ما حدث لم تحصل على ثقة البرلمان واعتذار علاوي المكلف بتشكيل الحكومة؛ لعدم ضمان موافقة أغلبية النواب ويجري حالياً التداول بشأن اسم مرشح جديد لرئاسة الوزراء.

وأكد السامرائي لـ"الفجر"، أن سبب سقوط حكومة علاوي، هو اعتراض الكتل على طريقة تشكيل الحكومة وعدم منح الاحزاب حصص فيها وخاصة العرب السنة والإكراد، مشيرًا إلى أن كتلة الفتح انقسمت تجاه علاوي، وبعض الكتل الأخرى رفضته نكاية بمقتدى الصدر.

وأضاف: أن الشارع لم يكن موافق على ترشيح علاوي، لأنها لا تتطابق مع مطالب المحتجين بأن يكون رئيس الوزراء لايحمل جنسية أجنبية وغير جدلي، وأن يكون مستقل وتوافق عليه ساحات الاحتجاج.

كما تطرق إلى الدور الكردي في رفض حكومة علاوي، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى سبق أن قاموا بذات الدور مع ابراهيم الجعفري.

"القوى المتحاصصة هي التي افشلت تمرير حكومة علاوي"، بتلك الكلمات وصف الباحث والمحلل السياسي العراقي إياد السماوي، أسباب فشل حكومة علاوي، موضحًا أنها كانت حكومة سائرون وغالبية نواب الفتح رفضوها كل جهة لها اسبابها، لكن استطيع القول أن الجميع لا يريد مغادرة المحاصصة.

وأكد السماوي لـ"الفجر"، أن الكتل المختلفة لم تتفق حتى اللحظة على مرشح، وكل الأسماء المطروحة كبديل عن البديل محمد توفيق علاوي، مقبولة عند هذا الطرف ومرفوضة عند ذاك الطرف، مبينًا أن القوى التي تمسك بتلابيب السلطة والمال والنفوذ، غير مستعدة لمغادرة نظام المحاصصات القائم، وهو النظام الذي انتفض عليه الشعب العراقي للخلاص منه وقدّم عشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين والشهداء.

وتابع: أن هناك مساع تجري على قدم وساق من أجل إعادة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي إلى منصبه كرئيس الوزراء، مع وعود بإجراء انتخابات مبكرّة في الرابع من ديسمبر القادم كذّر للرماد في العيون والظهور بمظهر المستجيب لمطالب الشعب والمرجعية الدينية العليا في إجراء انتخابات مبكرّة.