د.حماد عبدالله يكتب: رؤية لمخطط (ترامب) و"البلطجة" !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله




حينما يتفاوض "بلطجى" مع أخر تعودنا أن نرى ذلك فى أفلام "الأبيض والأسود "أو فى أدبيات الحوارى والتى إنتجها كاتبنا وأديبنا العظيم المرحوم "نجيب محفوظ" فإن المفاوض القوى أو البلطجى الأقوى يظل فى مكانه ويأتى إليه "البلطجى" الأقل درجة لكى يتم التفاوض على تقسيمة منطقة أو عائد الجباية والحماية على الحارة أو على الحى ولنا فى "بلطجية" عماد الدين والدرب الأحمر وباب الشعرية ، والحسين ، حواديت كثيرة ومشاهد رائعة سينمائياً !!
إلا أن "البلطجية الجدد" الذين يتعاركون لتقسيم غنيمة عائد إحتلال شعب فلسطين ليس الدافع فيها هم أهل حارة أو أهل زبائن حى ولكن هناك إسرائيل مستفيدة وبعض دول الخليج مستفيدة وأمريكا أيضاً من وراء ربيبتها إسرائيل مستفيدة !!
وبالتالى فإن العائد من "البلطجة" ضخم وعظيم خاصة وإن كان أحد "البلطجية" ورائه طهران وتركيا وقطر وأغنياء الشتات من الفلسطينيين فى جميع أنحاء الكرة الأرضية.
ومن هنا فإن كفة الميزان بين قوة الطرفين من "البلطجية" شبه متساوية بما يمتلكون من أدوات وكذلك من دعم دولى وإقليمى .
ومن هنا فإن الأمر عادة ما يتطلب من أحد أطراف "البلطجة" أن يصدر مشكلة الشعب إلى الأخ الأكبر أو الحكيم فى المنطقة وبالقطع الأكبر أو المتحمل كل تلك (السفالات) هو كبير العائلة (البكرى) وهى هنا فى الدراما هى (مصر) .
وحينما تكون هناك هوجة أو شوكة فإنها توجه إلى الأخ الأكبر وتصدير المشكلة إليه بغية مخطط طالما تظهر صورته كاملة مع مرور الأيام حيث يبدأ القليل يظهر على صفحات بعض الجرائد الإسرائيلية قبل الجرائد العربية والأجنبية وبالتالى فتوجيه هؤلاء الأطراف ممثلى (البلطجة) فى طرفى القضية الفلسطينية إلى القاهرة تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنهم غير مستعدون لخسارة موقع من طرفى القضية !!وبالتالى تسمح "لبلطجة دولية" من جهة أخرى أن تجد لها مكان فى السياسة العالمية.
وفى نفس الوقت نجد كل (بلطجى) متمسك بمكاسبه الحالية والمستقبلية وبالتالى تظهر الشروط وتظهر الإيماءات وتظهر(قلة القيمة) (وقلة الحيلة) ومع ذلك فإن هؤلاء حتى لو جلسوا مع بعض (بر وعتب) فى البيت الكبير أو (بيت البِكْرِى) فى الوطن العربى سوف يدنسون بالإتفاقات وسوف يعودون لما كانوا عليه وأكثر لأن المشكلة مشكلة خسارة ومكسب ولا يوجد لدى أى من الطرفين نية للخسارة أبداً ، الخسارة الذاتية أما شعب فلسطين فهذا أمره لله وللشعب نفسه فليثور ذلك الشعب على المحتالين من "البلطجية" الذين أمسكوا به وسط الشارع ومرمطوا به أراضى الكرة الأرضية وليس أرض فلسطين وإسرائيل فقط !!