دكتور إجرام يقود أكبر تشكيل عصابي بالصعيد بقوة السلاح والأفيون

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات وقصص، كادت أن تُضرب على ربابة أبو زيد الهلالى، ليتلقى الناس منها عظة، عن خط «قوص» الذى ظهر مؤخرًا، لم تنته بعد، بل امتدت إلى القرى والنجوع المجاورة، والمراكز أيضًا، بطلها والمتهم الرئيسى فيها «دكتور» احترف الإجرام، وأطلق على نفسه مؤخرًا «خط قوص» وشقيقه «خير زيادة»، كونا تشكيلا عصابيًا للسرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح بقرى ونجوع مركز قوص بمحافظة قنا.

«إحنا عالم غلابة.. وهما معاهم بنادق ورشاشات، وعصابة سرقة بالإكراه، وتجار أفيون»، حكايات يرويها ضحايا عصابة «الدكتور» التى تعيث فى الأرض فسادًا محترفة كل فنون الإجرام دون مراعاة لحرمة البيوت، أو العجائز والسيدات، فى تحد هو الأكبر للأمن فى صعيد مصر بشكل عام، يشهرون أسلحتهم نهارًا جهارًا فى وجه ممن يعارضهم من الأهالى المسالمين العزل، من تلك القرى البسيطة، والنجوع المعروفة بالعمل والكد فى الزراعة، يسرقون وينهبون أرزاقهم وقوت أبنائهم جهرًا وعلنًا.

بحسب معلوماتنا ومصادرنا المقربة بقريته الحمر والجعافرة، تكونت عصابة «دكتور» بقوص، بعد خصومة ثأرية بين أكبر عائلتين «التماتمة والشحاحتة»، انتهت بمقتل 6 أشخاص من الطرفين، لا زال يستيقظ أهل القرية على كوابيسه وأشباحه تطوف النفوس، وبعدها بدأت العائلتان فى الإعداد والتسليح للثأر من بعضهما، وعلى الرغم من تدخل أجهزة الأمن بقنا فى العقود السابقة للتوصل لصلح إلا أنها حتى الآن لم تتمكن من السيطرة على الموقف، ليظل الثأر قائمًا قرابة الـ15 عاما، توقفت على إثره حركة البيع والشراء فى القرية، وأصبح الكثير من الشباب عاطلا، فلجأ العديد منهم إلى السفر خارج البلاد للعمل، ونزح بعضهم للقاهرة، هربًا من نيران الثأر.

 شكل هذا الثأر حالة فراغ كبيرة بين الشباب، وخلق فجوة فى سوق العمل وظل الجميع يتربص بعضه الآخر، وكل عائلة تريد السيطرة على الموقف وفرض سيطرتها على قرية «الحمر»، ومن هنا ظهرت عصابة دكتور وشقيقه، والذى سبق اتهامه فى جريمة قتل، وقضى مدة عقوبته، وعاد ليمارس نشاطه الإجرامى بالاستعراض والسيطرة بقوة السلاح على ابناء قريته والقرى المجاورة.

استغل دكتور وشقيقه خير التضاريس الطبيعية بمركز قوص لبناء وكرهما أمام نهر النيل، ليصبح مرتعًا آمنًا لهما، بعيدًا عن أعين رجال الشرطة، يمارسان فيه نشاطهما الإجرامى فى السرقات بالإكراه، حيث يقومان وعصابتهما بالسطو المسلح على السيارات بقرى المركز والقرى المجاورة، ويتم اصطحابها إلى الوكر، ويقوم أصحابها باستردادها مقابل مبالغ مالية تصل إلى 10 آلاف جنيه، للسيارة الملاكى و30 ألف جنيه للسيارات النقل.

«يستوردون الشابو ويتاجرون فى الأفيون».. يكمل المصدر، أن العصابة تتحصل على مخدر الشابو من الخارج ويقومون بتهريبه إلى داخل مصر بطرق غير مشروعة، كما يتاجرون فى السلاح والطلقات النارية ولديه مصادر بمركز قوص تخبره بالمأموريات الشرطية قبل وصولها إلى منزله وهو ما يسهل هروبه.

وأضاف المصدر أن هناك حملة أمنية استهدفت وكرهما بسبب تحرير محضر ضدهما بالسرقة وترويع المواطنين، والشروع فى القتل، وفور وصول الحملة هربا فارين إلى مياه النيل ولم يتمكن رجال المباحث من ضبطهما، وظلا هاربين إلى أن عادا مرة أخرى يمارسان أعمالهما الإجرامية، وبرغم قرار ضبطهما والمحاضر المحررة ضدهما عادا إلى وكرهما واحتفل بقدوم نجل دكتور وأطلقا الرصاص واستقبلا المعازيم، ودقوا الطبول والمزامير ورقصوا بالخيل.