منال لاشين تكتب: ما لم ينشر فى حياة مبارك

مقالات الرأي



مبارك سجل مذكراته بالصوت والصورة وفكر فى الاستقالة قبل ثورة يناير

لأمير الشعراء بيت شعر صار حكمة لكل المصريين، قال شاعرنا الكبير (أضاع الموت أسباب العداوة بيننا)، بالنسبة للكثير من المصريين فإن أكبر حصانة للشخص هى موته، نحن جيل بل أجيال تربوا على حكمة اذكروا محاسن موتاكم، ولذلك يصعب على الباحثين والمؤرخين الكتابة بموضوعية وحيدة عقب وفاة أحد المشاهير فى مصر أو حتى فى العالم العربى، وقد بكى المصريون الأميرة ديانا وعندنا قال قائل إن الأميرة ماتت وهى علاقة برجل، ردد المصريون بحماس اذكرورا محاسن موتاكم. ولذلك من الأفضل أن أكتفى ببعض الأسرار التى لم تنشر أو تعرف عن الرئيس الراحل مبارك.

ربما لا يعرف الكثيرون أن مبارك قد قام بتدوين مذكراته، لم يكتبها أو يكلف أحدا بكتابتها، ولكنه فضل تسجيل مذكراته بالصوت والصورة، واستعرض مساعدو مبارك أسماء بعض الإعلاميين والصحفيين للقيام بهذه المهمة الصعبة ويتردد أن عماد أديب اقترب من هذه المهمة، ولكن حذر الرئيس الراحل جعله يرفض الاستعانة بصحفيين، بعد تفكير استقر رأى الرئيس الراحل على إسناد هذه المهمة إلى أحد القيادات الذى لديه خبرة طويلة فى الإعلام وفى الشئون المعنوية لفترة، وكانت الحلقات تسجل فى مكتب مبارك فى مقر إقامته، وسجل الرئيس الراحل مبارك المذكرات كذكريات موجهة إلى ابنه جمال، وبعد إنتاج التسجيل الذى وصل لنحو 17 ساعة تسجيل، احتفظ مبارك بالشرائط، وإن كانت بعض المشاهد والحكايات قد استخدمت فى آخر حملة رئاسية للرئيس الراحل، وكانت المذكرات بالتسلسل التاريخى تبدأ بحياة مبارك فى ميت أبوالكوم.

وربما لا يعرف الكثيرون أيضا أن الرئيس الراحل قد فكر فى الاستقالة واعتزال الحياة العامة فور حادثة وفاة حفيده محمد والذى كان حب جده الكبير، واضطر مبارك لحالة الحزن الشديدة التى سيطرت عليه إلى تأجيل رحلته السنوية لأمريكا، وعلى الرغم من تراجع مبارك عن قرار الاستقالة وخوضه انتخابات الرئاسة الأخيرة إلا أن الحزن صار صديقه لفترة طويلة، بل إن بعض المقربين منه أكدوا أن قبضته على الحكم قد قلت بعد فقده لحفيده، وقد اختار مبارك الإقامة فى شرم الشيخ بعد تنحيه عن السلطة فى فبراير 2011، ليرحل عن الدنيا فى نفس الشهر.

للحديث بقية..