بابا الفاتيكان: الكنيسة يمكنها مساعدة ثورة الذكاء الاصطناعي على خدمة المجتمع

أقباط وكنائس

الاجتماع
الاجتماع


وجه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الجمعة، رسالة إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأكاديمية للحياة، قال فيها، إن المشاركين قد تطرقوا خلال هذه الأيام إلى أحد أهم التغيرات التي تُميز عالم اليوم، بل ويمكن القول إن العالم الرقمي، وبشكل خاص ما يطلَق عليه اسم الذكاء الاصطناعي، هو في جوهر تغير الحقبة الذي نعيشه، مشيرا إلى أن المستجدات الرقمية تلمس جميع جوانب الحياة سواء بالنسبة للأشخاص أو المجتمع.

وأكد قداسته أن تداخل المعارف العلمية والتكنولوجية اليوم يسمح بالتدخل في ظواهر كبيرة جدا عالمية الطابع، ما يجعل الحدود التي كانت سهلة التمييز في الماضي غير ثابتة، ما بين المواد العضوية وغير العضوية، الواقعي والافتراضي، الهوية الثابتة والأحداث المترابطة فيما بينها.

وأضاف، أنه على الصعيد الشخصي فإن المرحلة الرقمية قد بدلت الوعي بالفضاء والزمان والجسد، وهي تنشر شعورا بالتوسع يبدو أنه لا يلقى حدودا، وأصبح التجانس المعيار السائد للكون معا، وأضحى بالتالي أكثر صعوبة الاعتراف بالاختلاف وتثمينه.

وتابع: هذا التاقض بين كون قليلين يعرفون كل شيء عنا بينما لا نعرف نحن شيئا عنهم يخدِّر الفكر النقدي والممارسة الواعية للحرية، وتتزايد هكذا اللامساواة وتصبح المعارف والثروات بيد قليلين، ما يشكل خطرا كبيرا على المجتمعات الديمقراطية، هذه المخاطر يجب ألا تخفي عن أنظارنا الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها لنا التقنيات الحديثة. 

وفي حديثه عن التطورات، قال البابا فرنسيس إنها تؤدي إلى تغيرات عميقة في كيفية فهم الكائنات الحية والحياة والتعامل معها.

وأكد أن الرباط بين الكائن الحي والحياة المعاشة لا يمكن تجاهله لمصلحة حساب ايديولوجي، وأن التساؤلات التي يطرحها عالم يمكن فيه للأجهزة الجديدة أن تتحكم في ولادة ومصائر الأشخاص تتطلب التزاما متجددا من أجل الجودة الإنسانية للتاريخ الجماعي للحياة.

وفي نهاية رسالته، أعرب فرنسيس عن السعادة لمشاركة أشخاص لديهم أدوار ومسؤوليات دولية هامة في هذا اللقاء، وتابع إننا كمؤمنين ليست لدينا إجابات مسبقة على الأسئلة الجديدة التي يطرحها علينا التاريخ اليوم، إلا أن واجبنا هو السير مع الآخرين مصغين بانتباه رابطبن بين الخبرة والتأمل.

وأشاد البابا فرنسيس بالنداء من أجل أخلاقيات للذكاء الاصطناعي والذي تم التوقيع عليه في ختام الجمعية العامة ووصفه الأب الأقدس بخطوة هامة.