فلاش باك.. كيف عاش مبارك بعد خروجه من المنوفية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد أن طالته الكثير من الشائعات خلال فترة حياته، توفى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ظهر اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ91 عاما، بعد صراع مع المرض، استمر لعدة سنوات.

وبالنظر إلى حياته، فقد غادر مبارك قرية كفر مصيلحة بالمنوفية، مسقط رأسه، ليتولى رئاسة مصر، التي ظل محتفظًا بها لقرابة الثلاثين عاما، حيث تولى الرئاسة عقب اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، لكن بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في الخامس والعشرين من يناير، التي استمرت ١٨ يوما، أُجبر "مبارك" على التنحي عن الحكم في الحادي عشر من فبراير.

ثلاثون سنة ومحطات بارزة، هذا هو العنوان السائد داخل الشارع المصري والوطن العربي الآن، حيث تولى مبارك الحكم وعمره 53 عامًا، ليبدأ تاريخه رئيسًا لمصر في 14 أكتوبر 1981، إذ أن رحلته الرئاسية هي الأطول منذ النظام الملكي.

ورغم الاختلاف عليه منذ اندلاع ثورة يناير، التي أطاحت به وبنظامه، فإن مبارك لازالت ذكراه عالقة في أذهان الشعب المصري والعالم أجمع، حتى الآن، حيث نجح مبارك "سلميًا" في ملف السياسة الخارجية، الذي لقي ترحيبًا وإشادة من دول الغرب، وهذا ما جعل دائرة أعدائه في الداخل تزداد، حتى وصل الأمر إلى تعرضه لمحاولة اغتيال في أديس أبابا عام 1995.

"مبارك هو الوسيط".. هكذا كانت أنظار العالم تتجه نحوه، فمع حالة السلام التي عاشها مع الدول، وكونه حليفًا قويًا لأمريكا، كان مبارك وسيطًا هامًا في عملية السلام العبيرة – الإسرائيلية، وبذلك أيضًا عادت مصر إلى الصف العربي في ثمانينيات القرن الماضي بعد نحو عقد من العزلة، بسبب توقيعها على اتفاقية السلام عام 1979 مع إسرائيل

عاش مبارك عددًا من المصاعب خلال فترة رئاسته، من بينها مقاومته الإصلاحات السياسية التي بدأ تنفيذها في السنوات الأخيرة، لكن بما أُشيع عن نيته توريث السلطة لنجله جمال، انتهى مبارك، على الرغم من نفيه مرارا أن يكون قد اتخذ أي قرار بمن سيخلفه.

اشترك مبارك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر، حيث بدأ الهجوم المصري على القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف.

كانت انتخابات مجلس الشعب بإدارة أحمد عز آنذاك، أحد الأحداث التي ساهمت فى نهاية مبارك، حيث نالت نتائجها اعتراضا كثيرا من المهتمين بالسياسة والشأن العام وقتها، ومنذ ذلك الحين تعالت هتافات التغيير، والثورة ضد نظامه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت دعوات كثيفة للنزول للميادين العامة ضد النظام في 25 يناير عام 2011، وهو التاريخ الذي يوافق عيد الشرطة المصرية، الذى انتهى بإجباره على التنحي.

وشهدت الشوارع والميادين تجمعات ضخمة ترفع مجموعة من المطالب، بعد تصاعد الأحداث من سقوط متظاهرين قتلى وحرق لمعالم القاهرة فيما يعرف إعلاميا بـ"جمعة الغضب"، بذل مبارك محاولات لتهدئة الشارع لكن دون جدوى.

فكان المطلب الأعلى صوتا "الرحيل"، لينزل مبارك عند رغبة المطالب، ويعلن اللواء عمر سليمان نيابة عنه التنحي عن حكم مصر في 11 فبراير2011، في الخطاب المشهور بخطاب التنحي.

وخضع مبارك منذ ذلك التاريخ لأول محاكمة عرفت إعلاميا بـ"محاكمة القرن"، حوكم فيها على مدار 4 سنوات.