أكاديمي يمني لــ"الفجر": دور الأمم المتحدة باليمن مضطرب وغامض.. وهذا الطرف يهدد حسم الحرب (حوار)

تقارير وحوارات

الأكاديمي اليمني
الأكاديمي اليمني قاسم عبد عوض المحبشي


◄يعيش اليمن منذ أكثر من نصف قرن أزمات سياسية واجتماعية
◄ الأوضاع بعد عودة الشرعية إلى عدن لازالت في تدهور مستمر
◄ حزب الإصلاح منذ نشأته عام ١٩٩٠ تم تأسيسه لغرض التدمير
◄ دور الأمم المتحدث في اليمن مضطرب وغامض
◄ الشرعية اليمنية تمثل نقطة ضعف تهدد حسم الحرب

كشف الأكاديمي اليمني "قاسم عبد عوض المحبشي" أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة كلية الآداب جامعة عدن أصعب المواقف السياسية،حيث بدأ حديثه بأن أصعبها حينما تم تهديده بالتصفية الجسدية في عدن، بسبب آرائه النقدية وتوجهاته التنويرية المناهضة للعنف والتطرف والإرهاب.

وأضاف في حواره لــ "الفجر"، بأن يعيش اليمن منذ أكثر من نصف قرن، أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية بنيوية معقدة، إذ رغم مرور ستة عقود على  الثورتين، ثورة 26سبتمبر 1962م ضد الحكم الإمامي في صنعاء عاصمة شمال البلاد؛ تلك الثورة التي انتصرت حينها بدعم سخي من الجيش المصري العظيم، وثورة 14أكتوبر 1967م ضد الاستعمار البريطاني في عدن عاصمة الجنوب وما تلى ذالك من حروب بين الجنوب والشمال على مدى عشرين عام ثم إعلان الوحدة الاندماجية بين الجمهوريتين، الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في عدن ومسيرتهما إعلان بما يسمى مشروع الوحدة الاندماجية في 22مايو 1990م في إطار كيان سياسي جديد هو "الجمهورية اليمنية"  وما تلاها من أزمة وحرب أهلية في صيف 1994م اشتركت فيها القوى الشمالية التقليدية مع حزب الإصلاح اليمني "حزب اخوان اليمن" لاصدار فتوى تكفيرية ضد الجنوب وشهبة فتوى أباحت القتل والنهب والسلب لكل شيء جنوبي.

◄ ماذا عن الأوضاع بعد عودة الحكومة الشرعية للعاصمة المؤقته عدن؟

الأوضاع بعد عودة الشرعية إلى عدن لازالت في تدهور مستمر لا أمن ولا خدمات ولا مرتبات ولا مؤسسات فوضى عارمة. 

◄ ماذا بعد انتهاء مدة اتفاق الرياض... وما هو أسباب التباطؤ في تنفيذه؟

انتهاء مدة اتفاقية الرياض، وبالنظر إلى بنود الاتفاق ومواعيد تنفيذها ، بالمقارنة مع الواقع اليمني الراهن يبدو أن الاتفاق قد أخفق في مسعاه فلا حكومة كفاءات ولم يحصل أي نقل للقوات العسكرية في المحافظات الجنوبية المحررة للمجلس الانتقالي ولم تورد الإيداعات في البنك المركزي، بل على العكس شهدت عدن العاصمة الحالية للشرعية اليمنية، حالة تدهور في الخدمات العامة منها الكهرباء والماء والاتصالات والمواصلاتوانعدام النفط وحرمان الموظفين من مرتباتهم الشهرية مما تسبب بحالة شلل تامة للمؤسسات العاملة إذ إضراب كل معلمين المدارس في المحافظات المحررة وتوقفت الدارسة في كل المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية منذ قرابة شهر ولازالت. 

◄ كيف دمر حزب الإصلاح الجنوب؟

حزب الإصلاح الاخونجي منذ نشأته عام ١٩٩٠ تم تأسيسه لغرض التدمير تدمير المجتمع المدني وتدمير الجمهورية والوحدة وتدمير دولة الجنوب الحديثة ومؤسستها الوطنية وذلك بالاشتراك مع حليفه القبلي في صنعاء باجتياح الجنوب عام ١٩٩٤ إذ كان حزب الإصلاح المحرض الرئيس للدفع بتلك الحرب الظالمة وقد (علماءه) فتوى تكفيرية ضد الجنوب وشعبه إصدار فتوى رسمية (تكفيرية) من قِبل رجل الدين عبدالوهاب الديلمي، الذي كان يشغل منصب وزير الأوقاف وقتها، أحلّت دماء الجنوبيين، وشرعنت لتدميره وهدره جذرياً وكلياً بنصٍ صريح واضح. 

◄ ما هي رسالتك للحكومة الشرعية اليمنية؟

الشرعية اليمنية والتحالف العربي في حربهما ضد القوى الأنقلابية المدعومة من إيران في صنعاء يعتبرا الجنوب والمقاومة الجنوبية منذ قبل الحرب الراهنة صديقا ونصيراً فعالاً دون أدنى ريب أو شك وهذا ما جعل الشرعية المنقلب عليها في صنعاء تختار الهرب إلى عدن ومنها إلى حضرموت والمهرة حتى دخلت عمان واستقرت أخيرا في الرياض هذا من جهة ومن جهة أخرى كان الجنوب والمقاومة الجنوبية ولازال يعتقد أن الشرعية  ودول التحالف العربي هما أصدقاءه وشركاءه في مقاومة قوى الغزو الانقلابية والإ لما أندفع لخوض المقاومة المسلحة  بصدق وبسالة واستماتة حتى أحراز النصر المؤزر والتحرير الغالي الثمن، بل أن المقاومة الجنوبية حاولت بكل ما أتت من قوة أن تثبت لأصدقائها أنها شريكا أساسياً في هذه الحرب يستحيل تجاهلها أو الاستغناء عنها في كل حال من الأحوال ، ورغم أن المقاومة الجنوبية خاضت تجربة الحرب وما تزال دون اتفاق مكتوب أو عقد معلن بينها وبين الشرعية والتحالف العربي الا أن المؤكد أنها تعتبر ذاتها شريكا اساسياً معها كما أن الشرعية والتحالف يعتقدان بهذا الاتفاق غير المكتوب ولكنه متجسدا في الواقع العملي ويستحيل أنكاره أبداً! والسؤال هو من الذي يحاول التنكر للأخر ؟ والسؤال هنا للأخوة الذين يقولون إن جيش الشرعية وقوى التحالف العربية هي التي حققت انتصارات عدن والضالع والعند ولحج ويذكرون على استحياء المقاومة الشعبية اليمنية ! وليست الجنوبية السؤال هو ما دام جيش الشرعية والمقاومة الشعبية وقوى التحالف هي التي يعود لها الفضل بتحقيق تلك الانتصارات لماذا لم تتحقق تلك الانتصارات في المحافظات الشمالية التي تم دعمها منذ بداية الحرب بكل ما تحتاجه للمقاومة ؟ لماذا انتصرت المقاومة فقط في الجنوب ؟! سؤال يحتاج إلى بحث دقيق ومنصف ومحايد من الجميع ولا تجدي هنا الكلمات العامة والشعارات الفضفاضة واللعب بالكلمات والأخبار التي تتجاهل الحقائق والوقائع الفعلية المتنضدة هنا وعلى الارض والتي يعرفها الناس ويعيشونها ﻟﺤﻈﺔ بلحظة.

◄ ماذا تريد ايران من اليمن ولماذا اليمن خاصة ؟

أضحى التهديد الإيراني بطموحه الإمبراطوري مثله مثل الوجود الصهيوني يهدد العالم العربي بجميع أقطاره منفردة ومجتمعه بما تعانيه من هشاشة سياسية وأزمات بنيوية عميقة وخطيرة بحيث بات معظمها خارج عن الجاهزية والقدرة على الفعل والفعالية ولا يخفى على أحد مصير العراق وسوريا ليبيا والصومال واليمن ولبنان ودور ايران في الإيقاع بها في أحضان الهيمنة الإيرانية الطائفية الثارية بطموحها الإمبراطوري ، ولا شك أن ما يحدث في اليمن اليوم هو جزء من هذه اللعبة ورهاناتها الاستراتيجية إذ عملت إيران منذ وقت طويل على تفعيل وتنمية البعد الطائفي الاثناعشري في المذهب الزيدي اليمني أكثر المذاهب الشيعية قربا الى السنة مذهب أغلبية سكان دول الجزيرة العربية  وأكثرها اندماجا معها ، إذ لم تشهد اليمن في تاريخها القديم حروب طائفية بالمعنى الحقيقي للكلمة كما تريد لها دولة ولاية الفقيه اليوم بعد ان  أججته في كل مكان من بلاد العرب. إيران باختصار تريد تطويق الجزيرة العربية من كل الاتجاهات والتحكم بالمنافذ البحرية الجنوبية ومنها باب المندب. 

◄ ماذا عن قضية تعز؟.. وما هو حلها؟

ليس هناك مدينة يمنية أخرى غير تعز الحالمة كان لها الفضل الكامل في وجود وصعود هذا الكائن السنحاني الشرير المدعو (عفاش) تعز هي من إحتضنته واطعمته من جوع حينما اتاها اشعث الوجه نحيل الجسد عاري اللحم والشحم ورث الهدوم وفارغ الراس واللسان جاءها اشبه بالمتسول الجربوع مثله مثل عكفة الإمام القديم ، جاءها من قرية سنحان البائسة ليجد فيها ذاته الضائعة ومنحته تعز المدنية، كل ما لم يكن يحلم به ابدا ، منحته الخبز والدفء والحب والحنان والسلطة والجاه وصار فيها بعد ايام يلقب ( بتيس الظباط ) كما يقال ، ولكنه كان منذ وصوله تعز البريئة السموحة يتأبط شرا وغلا اسودا افصح عنه اليوم بكل قبحه ، حينما كان هذا العفاش قبل الحرب يتغزل بتعز مرددا القول أن من يسيء إلى تعز لم يخلق بعد ! لم يصدقه أحد ولكن لم يتوقع أحد منه كل هذا الغل والشر الفضيع الذي بات يهديه الى (حبيبته) تعز مثله مثل شبيهه معمر القذافي الذي كان يتغزل بمدينه بن غازي الليبية ! ما الذي فعلته تعز ب علي عبدالله صالح السنحاني حتى يمنحها كل هذا الجحيم والانتقام الوبيل ، حقا القول : احذر من الائيم اذا اكرمته واحذر من الكريم اذا اهنته ، لن تنسى تعز العزيزة الكريمة  هذه الاهانة الموجعة ممن أكرمته طول عمره اما، فتعز تم تسليمها لحزب الإصلاح والمليشيات الحوثية وأعادوها إلى قرية موحشة.

◄ كيف ترى دور الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة اليمنية؟

دور الأمم المتحدث في اليمن مضطرب وغامض منذ جمال بن عمر وقد كتبت في ذلك حينها إليك بعضه ، مجتمع الفرجة او الاستعراض ، عنوان كتاب الفليسوف الفرنسي جان بودريار 1967 اراد به تفسير , المشهد العالمي المعاصر , فيما يسمى  الوضع مابعد الحداثة السائد في اللحظة الراهنة في عالم الغرب المعولم ، وهو يعني كما أوضح في كتاب , الجريمة الكاملة 1995م “إن ما يلي قصة جريمة، جريمة قتل الواقع. وإبادة وهم: وهم ضروري للحياة، وهم العالم الجذري. الواقع لا يتلاشى في الوهم بل الوهم هو الذي يتلاشى في الواقع” كل شيء يتحرك ولا شيء يُقتَسَم. الوهم والافتراء يصيران حقيقة، والواقعي يتوارى خلف الافتراضي، والخبر يصنع الحدث بدل العكس والصورة تحل محل الأصل ، والديكور يكتفي بذاته بلا نسيج ، والمظهر بلامحتوى والرمزي بدلا عن الواقعي والدال بدون مدلول ...الخ.

◄ ما هو حل الأزمة اليمنية؟

أفرزت الحرب اليمنية طبيعة ونمطا تتداخل فيه المصالح والأهداف وتتعارض بين عددٍ من الأطراف على مختلف الصُعد المحلية والإقليمية والدولية في آن واحد، وذلك ما زاد من مستويات الإرباك والتشتت، ليصبح من الصعب لأي طرفٍ سياسي التفرد أو الاستئثار بالسلطة والقرار وإقصاء الآخرين أو ترضيتهم بالفتات، فقد أصبح لدى كل طرف ما يرتكز عليه من مصادر القوة التي تجعل منه عنصرا فاعلا ومؤثرا بالإيجاب أو السلب، وسيجد المتتبع لتجليات المشهد السياسي اليمني، أن هناك الكثير من المتناقضات التي تجعل من الصعب الوصول إلى حل عسكري، يمكن أحد الأطراف من حسم المعركة لصالحه والتغلب على الطرف الآخر. ولعل أبرز تلك المتناقضات تتمحور في الآتي:

- تعدد الأطراف المتصارعة محلياً واختلاف أهدافها وتوجهاتها وإن كانت تتفق مع بعضها حول بعض النقاط فإنها تتقاطع وتتعارض في نقاط أخرى، ولدى كل طرف منها الاستعداد لخوض حرب مع أحد حلفائه، في حال وجد أن ذلك الحليف قد يعيق أهدافه.

- تعدد الأطراف الدولية التي لها تدخلات بارزة في الساحة اليمنية، ما يعني استناد كل طرف من أطراف النزاع المحلي إلى حليف دولي يقف خلفه ويمنع سقوطه. 

- تداخل مصالح الدول المؤثرة على الساحة اليمنية وتعارضها في آن واحد، ما يجعل من القوى المحلية وكلاء للاقتتال بالنيابة عن حلفائهم الخارجيين.

- يلعب الاقتصاد السياسي دورا فاعلا في رسم معالم العلاقات السياسية، سواءٌ على صعيد علاقة الأطراف المحلية فيما بينها، أو بما يربطها من علاقات بالخارج، وعلى قدر المنافع المتوقع تحققها لكل طرف تتحدد مستويات الدعم المقدم وحدود السيطرة والنفوذ.

ويأتي ذلك لكون النظام اليمني ليس نظاما مؤسساتيا، بل هو مجرد إقطاعيات تتقاسم حكمها أقطاب وقوى النفوذ المحلية، وتتسع سطوتها ونفوذها بقدر ارتباطاتها بمصالح وعلاقات مع الخارج وبما تقدمه من تسهيلات لقوى وشركات دولية، بالشكل الذي يضمن احتكار تقاسم السلطة والثروة بين عددٍ محدود من القوى والشخصيات المحلية، وهي نفس الوجوه التي تمكنت خلال العقود الثلاثة الماضية من حكم صالح أن ترسي أسسا صلبة تضمن بقاءها متربعة على عرش الاقتصاد والسياسة المحلية، ما لم توجد قوى مجتمعية واسعة تضمن سحب النفوذ من تحت أيدي القوى التقليدية.

- أصبحت الشرعية تمثل نقطة ضعف تهدد حسم الحرب، بعد إهدارها لجميع الفرص التي قدمها التحالف العربي منذ بداية الأزمة، حيث لم تستفد منها وتسخرها لحسم الصراع مع الانقلاب الحوثي، لذا فإن ما أهدرته من الفرص المتتالية التي منحت لها ستتحول إلى مخاطر تهدد وجود الشرعية، فما تشهده جبهات الحرب من جمود لدليل دامغ بأن الشرعية لا تنوي تحرير صنعاء، بل تهدف إلى استنزاف أموال دول التحالف، وذلك ما أدى إلى فقدان مصداقية الشرعية وبرزت كنقطة ضعف تهدد التحالف العربي، لذا فقد تصبح خارج حسابات التسويات العسكرية والسياسية القادمة، لأنها أثبتت فشلا ذريعا وانحسارا حادا يتزايد يوماً بعد يوم ليولد حالة إحباط يستحيل معها تحقيق أي انتصار.

- تسخير الحكومة كافة مقدرات الدولة لجيش الأحمر الذي يراوح في تباب صرواح ونهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وإهمال وتهميش بل ومضايقة قوات الأمن والجيش الجنوبي التي لها قصب السبق وبادرة النصر، بل إنها لاتزال هي الطرف الوحيد الصادق والمتقدم والمنتصر على الأرض في كافة جبهات الحرب ضد الانقلاب، فجوزيت من قبل القوى المسيطرة على القرار السياسي في الحكومة بالإهمال والتهميش، وذلك ما تسبب بإحداث صدع في جدار القوى المساندة للشرعية والتحالف العربي.

- ممارسات الحكومة القائمة على تهميش وحرمان مواطني المحافظات الجنوبية من أبسط حقوقهم، ما خلق معاناة شديدة وأوجد واقعا محبطا، أقعد أبناء المحافظات الشمالية عن نصرة الشرعية.

ويفترض بالشرعية اليمنية وحكومتها وجيشها أن تصوب حرابها باتجاه من سلبها شرعيتها وعاصمتها التاريخية في صنعاء لا تجاه من قاتل معها وحرر لها المكان الذي تربض فيه الآن ومنحها شرف إعلان عدن عاصمتها المؤقتة. الحوثي المدعوم من إيران في صنعاء هو الخصم الذي يجب على الشرعية اليمنية والتحالف العربي أن يولوه الاهتمام ويتدبروا أمره معه وكل الجنوب معهم وفِي مقدمة صفوفهم، وهو بالنسبة أقرب الأهداف الى جيش الشرعية المحتشد في مارب منذ ثلاثة أعوام، وعينها على عدن المقاومة والمتحررة من زمان، هذا فحوى المقابلة واشياء واشياء أخرى لم أعد أتذكرها الآن ، واختتمت الكلام بأن اليمن اليوم يبحث عن السلام والأمن والاستقرار ولابد من ممارسة الضغط على جميع الاطراف المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات وانهاء هذة الحرب العبثية التي انهكت الشعب اليمني الطيب. اليمن يحتاج الى إعادة الأمل.