د.حماد عبدالله يكتب: مثلت السياسات " الفاشلة " !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



لعلي في عمودين سابقين في الإسبوعين الماضيين كنت قد حددت وجهة نظري نحو فشل السياسات التي تجريها الحكومة في ثلاث محاور والتجارب التي يقع عبئها علي شعب مصر ..
وحددت تلك المحاور بأضلاع المثلث وكان حديثى في عمودين عن فشل سياسات التعليم والبحث العلمي وهذا الاسبوع أختصه بالفشل في سياسات الإدارة المحلية أو مانسميها اليوم بالتنمية المحلية.
لقد أجريت في المحروسة عدة تجارب سياسية في الإدارة والتنمية والحكم المحلى وكلها تحت أسم المحلي رغم أن مصر لن تخترع فى هذا الإتجاه 
( العجلة )فكثير بل أغلب دول العالم المشابهة للحالة المصرية قد تعدت تلك التجارب بزمان طويل حيث الهدف من الإدارة هو الوصول إلي القمة في الكفائة العظمى High efficiency في إستغلال كل أدوات وخامات وعناصر الأقليم لأقصي منفعة ممكن الحصول عليها من تفاعل تلك العناصر لتعمل معاً وبإدارة محترمة عالمة بأداوتها ومستخدمة تكنولوجيا العصر للوصول إلي سيولة في حركة الحياة الإدارية وسهولة الحياة للسكان وتجديد أساليب المعيشة للسكان من خدمات نقل وصحة وإسكان وبيئة وتعليم وترفية 
( سينما، مسرح ، وملاهي، وحدائق ،ومتاحف ، وقاعات للفن والموسيقي ) 
كل هذه الأنشطة ضمن عناصر الترفية للسكان بجانب توفير حياة كريمة  بدخل ( مرتبات ) مجزية أمام إرتفاع مستوي المعيشة في الأقليم هذا كله في جانب والجانب الأخر هو إدارة موارد هذا الأقليم والتنسيق بينها وبين منافذ الإستثمار في الإدارة المركزية والتفويض المقترح للإدارة المحلية بالتفاوض مع الأخر للترويج لكل مايمتلكه الأقليم من موارد وخامات وأراضي ( مملوكة للدولة وللشعب ) وغير قابلة للبيع ولكنها قابلة للإدارة ولحق الإمتياز أمام مشروعات بعينها يحتاجها الإقليم وفي نفس الجانب موارد الأقليم من ضرائب ورسوم علي الأنشطة المختلفة وحق الإقليم في جزء من حصيلة هذة الموارد- لإعادة تدويرها في إستثمارات جديدة ترفع من مستوى الأقليم إقتصادياً وفي الجانب نفسه تعليم خاص يقوم علي إحتياجات سوق العمل في هذا الإقليم بعينه فمن غير المعقول أن أقاليم مصر كلها تتشابة فيها الأنشطة  فهناك إقليم صحراوى أو بدوى والأخر حضري وأخر يعتمد علي الثروة المعدنية وأخر يعتمد علي الثروة الزراعية والأسماك وتربية المواشي وأخر يعتمد علي التكنولوجيا والبتروكيماويات وأخر يعتمد علي النشاط السياحي والفندقي والثقافي التاريخي والسياحة الإستشفائية وغيرها من أنشطة يحتاج سوق عملها لنوعية خاصة من التعليم التي تفرضها الإدارة المحلية في كل أقليم علي حده– يختلف عن الأقاليم الأخرى.
هذه الإدارة التي نحلم بها ليست ( إختراع ) إنها مطبقة في دول ليست الولايات المتحدة فقط بل مطبقة في ماليزيا وفي سينجابور وربما في موريتانيا.
أليس من العيب أن نجرب وسائل( إدارة وتنمية وحكم محلي) عقيمة !!      
على شعب مصر صاحب أقدم حكومة مركزية فى التاريخ على سطح كوكب الأرض واليوم نحن نزاول هواية تجارب المعامل على شعب مصر كله !!
hammad _ACDC@YAHOO .com