المستشار الإعلامى لرئاسة مجلس النواب الليبي فتحى عبد الكريم: تركيا تمد الميليشيات بـ"المرتزقة".. وتحصل على أموالنا عبر مصرف ليبيا المركزي

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مازالت ليبيا تخوض معركتها لتحرير أرضها من المرتزقة حتى تتفرغ للإعمار والبناء، إلا أن بعض الدول الداعمة للإرهاب لا تريد لليبيا والمنطقة العربية أن تتحرر من جماعات داعش، وتدعم بكل السبل تلك الجماعات المسلحة والخطرة، لتنفيذ أطماعها فى المنطقة، لذلك توجهنا للمستشار الإعلامى لرئاسة مجلس النواب الليبى فتحى عبد الكريم المريمى، ليضعنا فى صورة أقرب للمشهد الليبى وإلى نص الحوار..

■ فى رأيك هل ستصمد الهدنة بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج والجيش الوطنى الليبى بعد مؤتمر برلين؟

- توقف الهدنة يتوقف على الطرف الآخر فى حالة عدم إطلاق النار من قبل ميليشيات السراج، وتستمر الهدنة حتى تُوضع الحلول المناسبة، ولكن الحل المناسب لنا هو إنهاء وجود تلك الميليشيات والجماعات المسلحة التى تسيطر على مدينة طرابلس، فعلى الرغم من وجود هدنة إلا أن تركيا تستمر فى مد «السراج» بالأفراد المقاتلين والسلاح حتى ذلك الوقت.

■ هل هناك معلومات مؤكدة عن استمرار تركيا بمد ميليشيات طرابلس بالسلاح والأموال خلال الفترة الحالية؟

- وفقاً للتقارير التى لدينا فإن تركيا مازالت تدعم الميليشيات المسلحة فى العاصمة طرابلس سواء بالسلاح الذى يأتى على متن البوارج والسفن من خلال البحر المتوسط أو من خلال الأموال، وتركيا مستمرة فى ضخ الأفراد والمرتزقة القادمين من سوريا والراغبين فى القتال لمن يدفع أكثر، وهناك الكثير من العناصر الأجنبية التى ألقى الجيش الليبى القبض عليها وهم ليسوا ليبيين بل مرتزقة ومأجورون.

■ هل الجيش الوطنى الليبى قادر على حسم معركة طرابلس بعد عام من العمليات العسكرية؟

- الجيش الوطنى الليبى قادر على حسم المعركة، وتحرير طرابلس من قادة الإرهاب والميليشيات المسلحة، ودخول المدينة مجرد وقت كونها العاصمة ومساحتها كبيرة ومكتظة بالسكان إلى جانب أن الجيش الوطنى الليبى فى كل معركة يكون شديد الحرص على حياة المواطنين الأبرياء، إلا أنه حقق انتصارات كبيرة فى الفترة الأخيرة ولا يفصله عن دخول العاصمة إلا بضعة كيلومترات.

■ ما الاتجاه السائد الآن فى ليبيا الحل العسكرى أم الحل السياسى؟

- الرأى العام الليبى وكافة قطاعات الشعب يريد الحسم العسكرى على اعتبار أن تلك الجماعات الإرهابية ليسوا ليبيين يحتلون جزءاً من دولة ليبيا وإنهاء تلك الجماعات وقادة الإرهاب ضرورة للشعب الليبى.

■ فى رأيك لماذا تصر تركيا على التدخل فى الشأن الليبى خلال تلك الفترة بهذا الشكل؟

- تركيا دولة داعمة للإرهاب والمرتزقة ولها أطماع واضحة وصريحة فى الثروات والموارد الليبية وتريد أن تستولى على النفط الليبى بأى طريقة فهى تعلم أن ليبيا دولة غنية بالنفط وكل تحركاتها فى هذا الشأن واضحة، إضافة إلى أنها تريد أن تلعب دوراً فى المنطقة العربية من خلال بعض الميليشيات التى تدعمها، فنشر الإرهاب فى المنطقة أصبح وسيلة لتركيا لتحقيق أطماعها فى المنطقة.

■ هل هناك خطة واضحة لتعمير ليبيا بعد تطهيرها من الإرهاب؟

- ليبيا دولة غنية وهناك استعداد للتعمير وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، والدولة ومسئولوها الوطنيون يسعون لتنفيذ تلك الخطة، وسيكون للدول الداعمة لليبيا نصيب كبير فى إعمارها، وعلى رأسهم جمهورية مصر العربية، وستستطيع ليبيا إعادة الإعمار فى سنوات قليلة بفضل مواردها الضخمة.

■ البعض يتساءل عن أموال النفط الليبى كيف تدار فى تلك المرحلة الدقيقة؟

- فى ظل وجود حكومة غير شرعية وميليشيات تسيطر على العاصمة الليبية، فإن أموال النفط الليبى يستفيد بها بعض الأشخاص فى الحكومة غير الشرعية تحت سلطة « السراج «، ولا يستفيد منها المواطن الليبى، فأموال النفط تذهب إلى خزينة تركيا وقطر عن طريق مصرف ليبيا المركزى الذى يديره «الصديق الكبير» ولدينا من الوثائق والتقارير التى تؤكد ذلك.

■ هل تستفيد الميليشيات الإرهابية من أموال النفط الليبى؟

- قبل تحرير بعض المناطق والمدن فى ليبيا على يد الجيش الوطنى الليبى، كانت آبار النفط تحت سيطرة ميليشيات مسلحة ومرتزقة، والآن تسيطر تلك الجماعات على أموال النفط فى طرابلس وتحول عائدات النفط من خلال مصرف ليبيا المركزى لتركيا وقطر بعد أن أصبح المصرف المركزى مكبلاً من قبل تلك العناصر.

■ كيف ترى رد فعل المجتمع الدولى تجاه الملف الليبى؟

- الحقيقة أن هناك بعض الدول لا تدرك الملف الليبى وغير ملمة بالتطورات التى تدور على الساحة الليبية، وتلك الدول لا توقن أن الجيش الوطنى الليبى يحارب جماعات مسلحة ومرتزقة قادمة من دول مختلفة، وأن مجلس النواب هو الممثل الحقيقى والشرعى للشعب الليبى، إلا أن الأمور بعد مؤتمر برلين صارت أكثر وضوحاً لبعض تلك الدول، بعدما أيقنوا أن تلك الجماعات الموجودة فى طرابلس مجرد ميليشيات ومرتزقة.

■ كيف ترى العلاقات بين مصر وليبيا فى تلك المرحلة؟

- لطالما كانت مصر الشقيق الأكبر للدول العربية، والرئيس السيسى دائما ما أثبت أنه يحارب بشرف، ومصر كانت ولا تزال من أكبر الداعمين للقضية الليبية وتضع مصلحة الشعب الليبى فوق أى اعتبار دون مقابل والشعب الليبى يثمن ذلك الدور الذى تلعبه مصر فى إفريقيا والشرق الأوسط بما يدعم القضية الليبية.