"كورونا" يزلزل إسرائيل.. أصابة حالات وقتل قطاعات بالإقتصاد العبري

عربي ودولي

بوابة الفجر



لم يكن دولة الإحتلال الإسرائيلي بمنأى عن فيروس كورونا الصيني رغم بعد المسافة الجغرافية بينهما، فلدى الكيان مصابين بالمرض، كما يدفع فاتورة إقتصادية كبيرة بسبب تأثير كورونا عليه.

سفينة كورونا
كان من نصيب الإحتلال الإسرائيلي 3 حالات مصابة بكورونا على متن السفينة السياحية الأميرة الماسية، ومن المتوقع أن يغادر الراكب الإسرائيليين السفينة لمزيد من العلاج في مستشفى اليابان، من أصل 15 سائح إسرائيلي كانوا على متن السفينة، حسبما ذكرت إذاعة 103 العبرية.

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية، أنه نزل جميع الإسرائيليين من على سطح السفينة باستثناء الشخص المصاب بالفيروس وتم إجلاء الركاب الإسرائيليين، الذين كانوا في عزلة على متن سفينة سياحية قبالة سواحل اليابان خوفًا من الإصابة بالفيروس من على سطح السفينة، موضحة أن موظفو السفارة الإسرائيلية في طوكيو ووزارة الصحة كانوا في انتظارهم على المنصة واستقبلوها، باستثناء الأشخاص الذين أُبلغ عن إصابتهم بالفيروس.

"لا توجد وسيلة هنا على متن السفينة للبقاء بدون فيروس"، بتلك الكلمات وصفت لينا صموئيل أحد الركاب الإسرائيليين على متن سفينة كورونا، اللحظات الصحعبة داخل السفينة، مبينة أن كل غرفة تدخل الهواء من التكييف المركزي، ولكن في كل مرة يفتح الشخص الباب، أو يحصل على الطعام أو أي شيء، هناك دوران للهواء الحامل للفيروس.

وأكدت صموئيل لإذاعة "103 الإسرائيلية"، أنه كلما فتح الباب دخل الهواء القذر، مشيرة إلى أنها بقيت في الهواء لأكثر من 48 ساعة ولم تسمع أن الهواء قد تم تطهيره، ولهذا السبب بعد أن يحصلون على نتائج الاختبارات، سيذهبون جميعًا إلى مستشفى في اليابان.

وأضافت السائحة أنها تشعر بأنها مصابة بمرض كورونا، وذلك لأنها رأت شخص توفي على أثر المرض بعد 6 ساعات من غرتفاع في درجة الحرارة وذلك دون أعراض أو سعال او أي علامة للمرض عليه.

وتطرقت صموئيل إلى المصابين الإسرائيليين الذين ثبتت إصابتهم بمرض كورونا، موضحة أنها حاولت التحدث إلى إحداهن وتدعى نيكول ولكن يبدو أنها قضت ليلة ليست سهلة للغاية، حيث لا تعلم أين سيتم نقلهم وكيف".

وكانت قد أرسلت السائحة الإسرائيلية في وقت سابق عدد من الإستغاثات لحكومة تل أبيب؛ لإجلاء رعاياها عن السفينة، وتساءلت وقتها عن سر تأخير عودتهم إلى إسرائيل رغم أنهم تلقوا خطابًا يفيد بأنهم بصحة جيدة.

الحجر الصحي الإسرائيلي
في نفس السياق، أصدر وزير الصحة الإسرائيلي يعقوب ليتزمان، والمدير العام لوزارة الصحة موشيه بار سيمان توف، تعليمات إلى مركز "شبعا" الطبي في تل هشومير بالإعداد للإسرائيليين فور وصولهم إلى إسرائيل.

وقال المركز الطبي: إنه يستعد لاستقبال الإسرائيليين في وحدة منفصلة ليتم تزويدهم بفريق متخصص ومنفصل مهمته تنحصر أثناء إقامة المرضى في الوحدة المعينة، بينما سيستمر المركز الطبي في العمل، مع الفصل التام - الجسدي والبنية التحتية - عن منطقة العزل

العائدون من تايلاند
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن حاييم وزوجته زئيف العائدان من إسرائيل لتايلاند، واللذان عادا من رحلة استغرقت أسبوعين في تايلاند أمس لعزل لمدة 14 يومًا في منزلهما في عكا، مبينًا أنهم عندما عادوا إلى إسرائيل استقلوا القطار إلى الشمال دون أقنعة، ولم يكونوا يعرفون أنه من الممنوع السفر بواسطة وسائل النقل العام بعد العودة من تايلاند.

وأكد الزوجان للصحيفة، أن الكشف عن كورونا في تايلاند أمر صعب للغاية، ولكنهم قبل الصعود إلى رحلة بانكوك كان الزوجان يتعرقان وشعروا بالحمى، الآن يجلس الزوجان في المنزل في عزلة، قائلين: "نحن نتسلق الجدران حرفيا وأطفالنا اختاروا مغادرة المنزل لمدة أسبوعين".

وأضافت الصحيفة، أن وزارة الصحة الإسرائيلية أعلنت أنه بعد تقييم الموقف الذي قدمه وزير الصحة يعقوب ليتزمان وفريق خبراء فيروس كورونا بوزارة الصحة، تقرر تطبيق "عزل المنزل" عن المسافرون إلى تايلاند وهونج كونج وسنغافورة وماكاو، حيث الذين يعودون من هذه البلدان من اليوم في الحبس الانفرادي حتى يتم الانتهاء من 14 يومًا من تاريخ العودة - عدم الخروج إلى الأماكن العامة وعدم البقاء في الأماكن العامة، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والوظائف والنقل العام والترفيه والتسوق والمستشفيات والعيادات

بينما لعبت التقنيات الحديثة الإسرائيلية دور آخر مع كورونان حيث أنتجت شركة "تيتو كير" الإسرائيلية جهاز جديد لإجراء إختبارات طبية مع الطبيب عن بعد يتيح إكتشاف فيروس كورونا دون الحاجة إلى مغادرة المنزل، حيث يسمح الجهاز بإجراء العديد من الاختبارات، بما في ذلك الحلق والأذنين والرئة والقلب والبطن والجلد، بالإضافة إلى قياس درجة حرارة النبض والجسم.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه حصلت الشركة على موافقة الخدمات الصحية الرقمية لصندوق الصحة العامة، وفي إسرائيل التشخيص عبر الإنترنت يمكنه أن يحل محل التشخيص وجهُا لوجه،
وبينت الصحيفة، أن الشركة صاحبة الإبتكار أسسها دادي جلعاد وعوفر تزاديك، وجمعت حتى الآن 54 مليون دولار وتوظف أكثر من 70 موظفًا في إسرائيل وحول العالم، والتي أعلنت أنها على مدار العام ونصف العام الماضيين، تم إجراء عشرات الآلاف من الزيارات عبر الإنترنت من قبل المرضى الذين اشتروا الجهاز، والتي في 93 ٪ من الحالات تمكن الطبيب من تشخيص الحالة وأنقذ الأسر التي تزور العيادة.

الفاتورة الإقتصادية لكورونا
بدأ وزير المواصلات الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الحديث عن الأثار الإقتصادية لفيروس كورونا، قائلًا إن "سلوك إسرائيل ضد فيروس كورونا له تداعيات اقتصادية يجب مراعاتها، على سبيل المثال، في مجال الطيران خسرت شركة العال الإسرائيلية الشركة الرئيسية للخطوط الجوية الإسرائيلية- ما يزيد عن 50 مليون دولار في الشهر الماضي فقط. 

وأكد سموتريتش، أن الشركات الإسرائيلية تحتاج الكثير من المال لمساعدتها في تخطي أثار فروس كورونا، وعلى رأسها شركة العال التي يجب على الحكومة تعويضها بشكل لا بأس فيه كي تتمكن من الإستمرار في عملها.

وحذر الوزير الإسرائيلي من مغبة عدم مد اليد لشركة العال والخطوط الجوية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه إذا استمرت الأزمة قد نجد تل أبيب نفسها بدون خطوط جوية نشطة، وذلك بعد القرارات التي اتخذتها الشركة قررت شركة العال تخفيض الرحلات الجوية إلى بانكوك، من رحلتين إلى رحلة يومية واحدة، بعد إلغاء الرحلات الجوية ( مؤقت) إلى بكين (حتى 24 أبريل) وهونج كونج (حتى 20 مارس).

أصيبت العديد من المجالات الأخرى في اسرائيل بالتراجع بعد اكتشاف فيروس كورونا وهو ما حذر منه زيف كورين، المدير التنفيذي لشركة جاليفر ورونين كارسو، نائب رئيس التسويق بشركة كروز، وهي شركات سياحة إسرائيلية، أن كورونا يؤثر علي صناعة السياحة الإسرائيلية بأكملها، فالغيت جميع الرحلات إلي الصين والبلاد المجاورة للصين وعلي رأسها تايلاند انخفضت إلي 50% من مجموع الرحلات المتوجهة لتلك الدول.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن نسبة الإلغاء وصلت إلى 20% وانخفضت الحجوزات إلي 50% ورغم أن هذا التوقيت في العام يتم حجز عطلات عيد الفصح، فإن 40% من الحجوزات تم تحويلها إلى أمريكا الشمالية والجنوبية والجنوبية والبرازيل والأرجنتين، كما أنه زادت السياحة الداخلية بنسبة 50%، مما أحدث زيادة بنسبة 10% في أسعار السياحة المحلية.