عائد من الصين: "الباسبور المصري" أنقذنا من الموت.. ودور السيسي بطولي (حوار)

أخبار مصر

الدكتور مصطفى جمعة
الدكتور مصطفى جمعة المعيد بكلية العلوم جامعة بنها


وصف الدكتور مصطفى جمعة، المعيد بكلية العلوم جامعة بنها، والذي استقر في الصين، ضمن بعثة دراسية للحصول على درجة الماجستير، من جامعة "وسط الصين الزراعية" بمدينة "ووهان" بؤرة تفشي فيروس كورونا، فرحة المصريين العائين إلى أرض الوطن، منذ إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إرسال طائرة خاصة لإجلاءهم بعد تفشي الفيروس كالنار في الهشيم، مشيدًا بالدور البطولي الذي اتخذته السلطات المصرية، بدخولها إلى قلب النار لتسهيل عودتهم، والدور الأبوي الذي تبناه الرئيس السيسي، للحفاظ على أرواحهم وعدم استمراراهم هناك، قائلًا: "الرئيس السيسي أب لكل المصريين.. ورجعنا مصر من غير ما ندفع ولا مليم"، لافتًا إلى شعوره بالفخر الشديد بالجنسية المصرية، التي استعاد جواز سفرها هيبته وقيمته التي تليق بمكانة مصر وشعبها وسط تأشيرات ضباط المطار، بين كل جنسيات العالم.

وروى صاحب الـ 26 عامًا، تفاصيل استقبالهم خبر العودة من الصين، مرورًا بالوضع في "ووهان"، وبداية انتشار الفيروس بها، واستقبالهم بمطار العلمين ويومياتهم بالحجر الصحي، وتعامل الطاقم الطبي معهم منذ دخولهم الحجر الصحي وصولًا ليوم نهاية الفحوصات والفض، بحضور الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، معبرًا عن اعتزازه بتواجده في مصر وسط أهله وأصدقائه.

حدثني عن الوضع بـ"ووهان" قبل العودة لمصر وبداية انتشار الفيروس؟

بدأت الحياة تزداد صعوبة منذ يوم ١٥ يناير الماضي، حيث بدأت انتشار عدوى فيروس كورونا، بصورة كبيرة، وبدأت التحذيرات بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، واستمر الوضع في الصعوبة حتى حلول الأعياد الصينية والتي بدأت خلالها الحكومة بإغلاق المدينة وحظر الطيران والتنقل من وإلى مدينة "ووهان".

ماذا عن انتظام الدراسة وقت انتشار العدوى؟

منعت الجامعة الذهاب للمعامل لإجراء التجارب العملية المتعلقة بالدراسة، وفى هذا الوقت كان الأجانب هم الأكثر ترددًا علي الجامعة، لمنح الصينين إجازة، ومع مرور الأيام بدأ الوضع يزداد صعوبة بعد قرار إغلاق المدينة على مواطنيها.

كيف تواصلت السفارة المصرية معكم؟

بدأت السفارة المصرية ببكين التواصل معنا عن طريق جروب "وي شات"، "وهو برنامج تواصل فى الصين" نظرًا لحجب السلطات أغلب مواقع التواصل الاجتماعي.

وقامت السفارة بجمع بيانات المصريين بـ"ووهان"، وقال لنا السفير محمد البدرى، سفير مصر في الصين، إن السلطات تبذل كل الجهود على مدار الساعة، لتكون جاليتنا في مقدمة الدول المغادرة للصين في أسرع وقت، واستمر التواصل مع السفارة حتى جاءت البشرى متمثلة في إعلان السفير محمد البدري، بأن القيادة السياسية ممثلة في رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أصدرت الأوامر بإجلاء أبناءه من ووهان.

أنقل لنا شعور المصريين فور علمهم بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

شعرنا جميعًا بالفخر أمام الجاليات الأجنبية في الجامعة، خاصة أن القرار الذي جاء من الرئيس كان ينص على أن الإجلاء سيتم بطائرة خاصة، بدون أي تكلفة بالكامل، على أبناءه المصريين بـ"ووهان"، وعلى الفور اتخذت السفارة كافة إجراءات الإجلاء مع الجانب الصيني، وخرجنا جميعنا بعد فحصنا، وكانت الطائرة مزودة بطاقم طبي متكامل ومجهز على أعلى مستوى.

ما الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة معكم فور وصولكم؟

وصلنا إلى مطار العلمين الدولي، ومنذ هذه اللحظة بدأت إجراءات الحجر الصحى بإشراف فريق طبى على أعلى مستوى، وانتقلنا إلى فندق المشير أحمد بدوي بمحافظة مرسى مطروح، حيث مكان الإقامة.

كيف تم استقبالكم في الحجر الصحي؟

وصلنا لفندق المشير أحمد بدوي، بمطروح ليلًا وتم التنسيق مع المسؤولين بالفندق لتجهيز مكان الإقامة، وبدأت الرعاية الطبية منذ اليوم الأول للحجر، حيث تم توقيع الكشف الطبي وأخذ عينات الدم لإجراء بعض التحاليل، والتي جاءت جميعها سلبية، وكانت المتابعة ثلاث مرات يوميًا بواقع مرة كل ثمانية ساعات.

هل واجهتم صعوبات بالحجر الصحي؟

إطلاقًا، راعت السلطات المصرية توفير كل سبل الدعم والراحة، وفور وصولنا وجدنا هواتف محمولة، وخط تليفون أرضي، بالإضافة لمستلزمات العناية الشخصية، المعقمة بالكامل، لكل فرد، والتي تساعد على الحياة، وملابس وخدمات فندقية بكامل الخدمات المميزة.

كيف مرت أيام الحجر الصحي وتخطيتم دهشة الموقف؟

كان اليوم يمر بشكل طبيعى، حيث كان هناك أماكن للتريض، ولعب كرة القدم، وأيضًا ألعاب للأطفال، وكنا نشاهد التلفاز داخل الغرف المخصصة لنا، إلى جانب توفير ثلاثة وجبات للفرد على مدار اليوم، ويتم تغيير الوجبات المقدمة على حسب رغبة المواطنين، وزيادتها حسب الطلب والنوع، وليست موحدة، مع العصائر والمشروبات.

كيف كان يتعامل الطاقم الطبي معكم؟

كانت المعاملة احترافية طبيًا، وفي قمة الاحترام والود من أكبر إلى اصغر مسؤول بينهم، "وهنا نشير للمنصب وليس للقيمة فجميعهم لهم قدرا ومقاما خاصا فى قلوبنا جميعا"، ونشأت روح الود والصداقة والمحبة بين الجميع، ولم نشعر لحظة أننا داخل مستشفى.

ماذا عن أخر أيام الحجر الصحي وحضور وزيرة الصحة؟

مرت فترة الحجر الصحي بسلام علينا جميعًا ووصلنا لأخر يوم، حيث وجدنا المسؤولين أنهوا تجهيزات الخروج وكان يوم ملئ بالسعادة، بدأ بلقاء الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، والتي نوجه لها الشكر على مشقتها وجهدها معنا، ثم استقلينا الأتوبيسات التي قامت الوزارة بتوفيرها لنا.

حدثني عن اللحظات الأولى للقاء ذويك بعد رحلة العودة؟

"فرحة عارمة" انتهى اليوم بلقاء ذوينا بعد غياب، حتى بعد تواصلنا عبر الهاتف طيلة فترة الحجر الصحي وما قبل الحجر، وشكرنا الله سبحانه وتعالى على نعمة الجنسية المصرية.

ما رسالتك للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بعد عودتك من "ووهان"؟

أوجه شكري لرئيس الجمهورية، المقدام البطل، الذي جعلنا نشعر بالفخر أمام جميع الجاليات الأجنبية في الجامعة بالصين، وأصبحنا فخورين بالجنسية المصرية أمام جميع جنسيات العالم، وأثمن خوفه وقلقه علينا كأولاده، ودوره البطولي، واتقدم بالشكر للسفير سامح شكري وزير الخارجية، والسفير محمد البدرى، السفير المصري بالصين، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، وكل الوزراء المعنيين بتنسيق عودتنا من بؤرة تفشي الفيروس، وكل من ساعد فى عودتنا إلى مصر بسلام، ولولا جهودهم لكنا في تعداد الوفيات.