وزير الأوقاف: تعرية الإرهاب من التستر بغطاءات دينية واجب

أخبار مصر

المؤتمر
المؤتمر


أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن العالم كله اليوم في حاجة ماسة إلى الأمن بكل مفرداته ولا سيما الأمن المجتمعي والنفسي، إذ لا تنمية ولا اقتصاد ولا تقدم ولا ازدهار بلا أمن، ولا أمن مع الإرهاب، ولا قضاء على الإرهاب دون حماية شبابنا من التطرف.

وقال في كلمته بالجلسة الافتتاحية في مؤتمر تحصين الشباب ضد التطرف الذي تقيمه رابطة العالم الإسلامي بمقر الأمم المتحدة بجنيف والذي تم افتتاحه اليوم الثلاثاء: نحن هنا اليوم في أعرق مؤسسة دولية في الأمم المتحدة لنؤكد أننا دعاة أمن وسلام، وأننا جئنا إلى هنا دعمًا للسلام، ولنقف صفًا واحدًا في مواجهة التطرف والإرهاب.

وأضاف أن الأمن هو المطلب الأول لأي دولة أو أمة بل للإنسانية، فهو أحد أهم الركيزتين التي تقوم عليهما حياة البشر، وهما: الأمن والرزق.

وتابع أنه لا شك أيضا في أن الأمن الذي نسعى جميعا ويسعى كل شرفاء العالم لتحقيقه، يلزمه جهد وعمل كبير على كل المستويات، على المستوى الديني والفكري والثقافي وهذا واجب مؤسسات صناعة الوعي.

وأورد أن دورنا هو تعزيز الشراكات والمشتركات الإنسانية مع كل الساعين بصدق إلى تعزيز التسامح الديني والسلام الإنساني، وتخليص الإنسانية من كل ألوان التمييز والعنف والكراهية.

ولفت إلى أننا نؤمن بحرية المعتقد وبحق التنوع والاختلاف، ونعمل بما أوتينا من قوة على ترسيخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعا واحترام آدمية الإنسان وإنسانيته دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.

وأورد أننا أيضًا نؤمن بحق الإنسان في مقومات الحياة الأخرى التي لا تستقيم حياته إلا بها من صحة وتعليم ومسكن آدمي، مع إيماننا بما يتطلبه ذلك من حماية اجتماعية وتكافل إنساني حقيقي يعلي من قيمة الإنسان كإنسان.

واستكمل أنه لَو أنفقت البشرية على التنمية في المناطق المحرومة والدول الأكثر فقرًا معشار ما تنفق على الحروب لتغير وجه العالم الذي نعيشه.

وأكمل أننا حين ندعو للتسامح ونحن هنا لأجله، ونعمل على تعزيزه وتحصين شبابنا من التطرف، فيجب علينا خدمة لهذا التسامح أن نعمل على انتشال الطبقات المدقعة من فقرها المدقع، ولو إلى أدنى درجات العيش الآمن بكرامة، فالطبقات المحرومة والمهمشة أكثر عرضة للانفجار ولتخطف يد الإرهاب الغاشم لبعض أبنائها المحبطين.

واستكمل أنه لا يظنن أحد أنه قادر أن يعيش طويلًا آمنا وحده أو بمعزل عن أمن الآخرين واستقرارهم، في وقت صار فيه العالم كله أشبه بقرية صغيرة ما يحدث في شرقه سرعان ما نجد صداه في غربه وكذلك الحال في شماله وجنوبه.

ونوه بأن الإرهاب الإلكتروني والمسلح، أصبح عابرا للحدود والقارات، وهو أكثر تسللًا وأسرع انتشارا من الفيروسات المدمرة، وما لم يتضافر عقلاء العالم دولا ومؤسسات ومفكرين وكتاب في مواجهته فإن خطره سيكون أكثر تدميرًا، حتى على من يصنعه ويدعمه ويأويه.

وأشار إلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا ذمة له ولا عهد له ولا وفاء له ولا أمان له، وهو قنابل موقوتة قابلة للانفجار والاشتعال حيث حل وحيث ارتحل، ما يتطلب منا جميعا العمل على أرضية إنسانية مشتركة ومتجردة للقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله حتى نقتلعه من جذوره ونخلص الإنسانية كلها من شروره وآثامه.

واختتم بأن تعرية الإرهاب والإرهابيين من التستر بأي غطاءات دينية هو واجب الوقت وهو دور المؤسسات الدينية ومن أهم سبل المواجهة الحاسمة، وهو الهدف الأسمى لمؤتمرنا هذا.