التزوير والمال القذر والاحتجاجات.. أزمات تسيطر على الانتخابات الإيرانية.. وروحاني يخشى "ثورة حقيقية"

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


ظروف صعبة تدور فيها الانتخابات البرلمانية بإيران، في ظل الأزمات المتتالية التي تواجهها الجمهورية الإيرانية بسبب العقوبات الاقتصادية ومقتل قاسم سليماني أحد أكبر القادة العسكريين، بعدها بدأت إيران فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين للانتخابات البرلمانية، المقرر عقدها في 21 فبراير. 

الانتخابات البرلمانية
بدأت إيران، اليوم الخميس، الدعاية الانتخابية للانتخابات البرلمانية المقرر عقد في هذا الشهر، وينافس في الانتخابات 7148 مرشحا، لشغل 290 مقعدا، منها خمسة مقاعد للأقليات الدينية، بعدما أقر مجلس صيانة الدستور أحقيتهم في ذلك، تعقد انتخابات مجلس الشورى في دورتها الـ 11 يوم الجمعة 21 فبراير الجاري، وبالتزامن معها تجرى الحكومة الانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة.

وأكد حسن روحاني الرئيس الإيراني على ضرورة المشاركة الوطنية في الانتخابات البرلمانية، قائلا "نحن على وشك إجراء انتخابات مهمة ووطنية كبرى، ونأمل أن يدلي جميع أفراد شعبنا بأصواتهم".

من جانبه، قال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، إن لجان الفحص التابعة لوزارة الداخلية بدأت عملها منذ شهر، ولم تصل إلينا أي تقارير ملحوظة حول مخالفات المرشحين.

وأكد فضلي، أن عدد الناخبين الذين يشاركون في التصويت يصل نحو 57 مليون شخص "وإن احتاجت الانتخابات إجراء جولة ثانية، فقد حددنا جمعتين في أبريل وعلى مجلس صيانة الدستور اختيار إحداهما".

عقوبات أمريكية
وحذر الرئيس حسن روحاني من "انهيار" قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة بسبب الأزمات التي مرت بها إيران مؤخرا، من عقوبات أميركية بسبب عدم التزامها بالاتفاق النووي، مرورا بمقتل قاسم سليماني أحد أكبر القادة العسكريين في البلاد.

كما حذر روحاني، وفقا لما نشره لراديو "فاردا" الإيراني المعارض، مما وصفه بـ"الانهيار" في حال تعطل مسار الانتخابات المقررة خلال 10 أيام، وهو ما يظهر عمق الأزمة السياسية في البلاد، ويكشف أن الرئاسة تبدو في دور المتفرج على الحدث المنتظر.

أضاف روحاني خلال احتفال الحشود بالذكرى الحادية والأربعين لقيام "الثورة الإسلامية"، في ساحة "آزادي" وسط العاصمة طهران، ضمن خطاب ألقاه أمام الآلاف، أنه في حالة عدم الاستقرار، إذا أجريت الانتخابات بطريقة "أحادية"، وشدد علي خطر حدوث "ثورة" حقيقية"، إذا لم يستطع الإيرانيون أن يصوتوا في انتخابات "سليمة وحرة".

مظاهرات ايرانية
يقدم روحاني نفسه كإصلاحي، يحاول أن يمسك العصا من الوسط، فامتدح ما يسمى "الثورة الإسلامية" والمرشد الراحل روح الله الخميني،" إن آخر ملوك إيران، محمد رضا بهلوي، الذي قامت ضد الثورة في 1979 كان "شخصا فاسدا".

وأضاف روحاني أن الثورة الإسلامية حدث في إيران بسبب فساد السلطة الحاكمة وقتئذ "محمد رضا بهلوي"، ولو عرف النظام المخلوع وقتئذ (نظام بهلوي) خطر الثورة لمنح الناس الحق في أن يختاروا.

وأوضح روحاني وفي تصريحات شبيهة بالتلميحات عن المظاهرات الحالية التي اندلعت عقب مقتل سليمان بسبب الازمات الاقتصادية والعقوبات الاقتصادية، أن الثورة حدثت وقتئذ لأن الانتخابات لم تكن خيارا مفتوحا أمام الناس، وحينما أغلق هذا الطريق، أجبر الشعب علي الخروج إلي الشوارع والميادين حتى يفتحوا المسار الديمقراطي

خلافات بسبب الانتخابات
دخل روحاني موجة خلاف مع الجناح الأكثر تشددا في إيران، بسبب الانتخابات البرلمانية في 21 فبراير، وذلك بسبب منع الإصلاحيين من تقديم أوراق ترشيحهم وخوض المنافسات، قد تراجع عدد من الإصلاحيين عن المشاركة في انتخابات الإيرانية، قد تراجع الاصلاحيون عن مواقفهم كما فضلوا المقاطعة بسبب مضايقات المتشددين.

وقال خبراء السياسة، إن روحاني كان يتحدث مع حشود في وسط طهران، لكن خطابه كان موجها في الواقع إلي القيادة السياسية (المرشد علي خامنئي) والمؤسسات العسكرية في البلاد مثل الحرس الثوري الإيراني.

ووجه روحاني تحذيرات، من التحكم وتزوير الانتخابات، هو مايؤثر علي العملية الانتخابية في البلاد، قد بارد رئيس الجمهورية نفسه إلى التحذير والمطالبة بالشفافية مثل أي مراقب مستقل.

وحذر روحاني المؤسسة الحاكمة في البلاد، من تراكم المشاكل، فقبل أسبوع فقط، تحدث علي الربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، وهو مسؤول مهم في الاستخبارات، أن الذهاب إلى الانتخابات هو الحل الوحيد الذي يحمي إيران خطر الانهيار.